شددت وزيرة الصحة سميرة مرعي فريعة على وجوب إصدار نصوص قانونية تنظم عملية إسناد المضادات الحيوية للمريض، وذلك تفاديا لظاهرة التداوي الذاتي وما يمكن أن تخلفه من انعكاسات سلبية على صحة الإنسان والحيوان.
وأشارت الجمعة في تصريح إعلامي على هامش ورشة عمل لتحديد المحاور الأساسية المتعلقة بإعداد خطة وطنية لمكافحة المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية، إلى تفشي التداوي الذاتي من خلال استعمال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب أو الحصول على وصفة طبية، مؤكدة ان ذلك يؤدي إلى مقاومة بكتيرية تشكل خطرا على صحة الإنسان، باعتبار انها تجعل المضادات الحيوية غير مجدية في مقاومة المرض.
ولاحظت أن هذه الظاهرة ليست حكرا على تونس بل أنها ظاهرة عالمية وهو ما جعل المنظمة العالمية للصحة تحذر من انتشار التداوي الذاتي واقتناء المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، داعية إلى الوقاية من تفشي استعمال المضادات الحيوية بطريقة عشوائية لا سيما في ظل عدم توفر عدد هام من المضادات الحيوية الجديدة التي بإمكانها مقاومة البكتيريا.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن الأرقام المتعلقة بمرض السل تظهر أن هذا المرض أصبح يقاوم المضادات الحيوية، معتبرة ان الأمر خطير لأن هذا
المرض معد.
وشددت على أن أولى مظاهر ترشيد استعمال هذه المضادات الحيوية ينطلق بالتحسيس بخطورة الحصول على المضادات الحيوية من دون وصفة طبية علاوة على أن الصيدلي يجب عليه أن لا يمنح المضاد الحيوي للمريض من دون وصفة طبية.
وأضافت مرعي أن الورشة التي تم تنظيمها بالتعاون مع مكتب المنظمة العالمية للصحة بتونس وعدد من الأطباء والصيادلة والأطباء البياطرة وممثلي المجتمع المدني ستتوج بوضع إستراتيجية وطنية أو خارطة طريق ترتكز أساسا على الوعي والتحسيس وترشيد الاستعمال ومنح المضادات الحيوية إلا للمرضى المحتاجين لها.
ومن جانبه اعتبر وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سمير الطيب أن المضادات الحيوانية يتم استعمالها في الوسط الحيواني من أجل مقاومة الأمراض، باعتبار ان الإنسان سيستهلك لاحقا المنتوجات الحيوانية (الحليب واللحوم مثلا)، ملاحظا أن وزارة الفلاحة تمثل عنصرا متدخلا بصفة مباشرة
في إرساء الخطة الوطنية ضد استعمال المضادات الحيوية.
وكشفت مديرة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة إيناس فرادي ل(وات) ان التونسي يستعمل المضادات الحيوية أكثر بمرتين من الفرنسي وأكثر بأربع مرات من المواطن الهولندي.
وصرحت ان وزارة الصحة تشتغل على مقاومة هذه الظاهرة في اتجاه ترشيد استعمال المضادات الحيوية لان استعمالها بطريقة عشوائية وغير منظمة من شانه أن يرفع من المقاومة البكتيرية ما يجعل لاحقا المضادات الحيوية غير قادرة على مقاومة البكتيريا.