كشف الطبيب البيطري منجي كدوسي اصيل معتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد عن وجود مشروع نموذجي لتطوير قطيع الماعز عن طريق التهجين، لتلافي انقراض السلالة الاصلية، وبين في تصريح لمراسل (وات) ان المشروع “يهدف الى تمكين صغار الفلاحين في منطقة سيدي بوزيد من سلالة محسنة من الماعز بأسعار معقولة، للرفع من مردودية القطاع، وتحسين دخلهم”.
وبين انه “ستستعمل طريقة التهجين بين السلالة المحلية ذات الإنتاجية الضعيفة وسلالة الدمشقي-حجازي وتقنيات متطورة وعصرية من التلقيح الاصطناعي، ومتابعة التناسل قصد توفير أعداد كبيرة من الماعز تكون لهم سلالة محسنة، وهو ما من شأنه ان يرفع من قيمة العرض في السوق ويضغط على الاسعار التي بلغت أرقاما خيالية (من 3 الى اكثر من 20 الف دينار الماعز الواحد)، نظرا لندرة هذه السلالة”.
كما اشار الى ان “اعتماد النمط البيولوجي في الإنتاج والتسويق العادل، يساعد على نجاح المشروع، وبالتالي تحسين ظروف العيش للفئات المستهدفة، وهم اساسا صغار الفلاحين وعائلاتهم، وتحسين الدورة الاقتصادية في هذا النشاط بولاية سيدي بوزيد”.
ويعتبر هذا المشروع تمشيا جهويا لفلاحة آمنة ومستدامة يلبي مبادئ الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتجارة العادلة، ويؤسس لأساليب فلاحية سليمة ليس فقط في منطقة الرقاب وانما في كامل البلاد التونسية، حيث يقوم على شراكة متكافئة بين المنتج والمستهلك، كما يستجيب لاهتمامات المستهلك المتعلقة بالأمن الغذائي وحماية البيئة والصحة والرعاية الاجتماعية للعمال و رفاهية الحيوان.
وتعود دوافع انجاز هذا المشروع ايضا الى الاحصائيات والمعطيات التي قامت بجمعها الشركة التعاونية الاساسية للخدمات الفلاحية “تضامن” التي تشرف على المشروع، حول واقع تربية الماشية في سيدي بوزيد، حيث اشارت الى ان قطيع الماعز في طريقه للاندثار اذ انه لا يمثل الآن سوى 12 بالمائة من مجموع المجترات الصغرى، مقابل 88 في المائة من الاغنام، ويعود ذلك الى انعدام المردودية لأن 95 بالمائة من قطيع الماعز من السلالة المحلية ذات الانتاجية الضعيفة والمردودية الاقتصادية المتردية.
وذكر الكدوسي ان “كل هذه العوامل تهدد حوالي 2000 من صغار مربي الماشية الذين يعتمدون على تربية الماعز، بفقدان موارد رزقهم وحرمانهم مع عائلاتهم من أسباب العيش الكريم، لعدم امكانية تحسين انتاجية القطيع بسبب الكلفة الباهظة للتهجين بسلالات منتجة نتيجة غلائها و ندرتها”.
وتعتبر الشركة التعاونية الاساسية للخدمات الفلاحية “تضامن” التي توجد بمعتمدية الرقاب هيكلا تضامنيا تعاونيا يعنى بتحسين السلالة عند الحيوانات المنتجة، يشرف عليها مختصون في الميدان وكفاءات تونسية،
كما تسعى الى ايجاد حلول اقتصادية لمشاكل الفلاحين الصغار من مربي الماشية والماعز، وذلك من خلال مشروع يعنى بضمان المردودية عبر التحسين الجيني للسلالة المحلية وتهجينها بسلالات معروفة منتجة وذات مردودية عالية وبأسعار منخفضة.
وفي إطار التحضير والاستعداد لبعث المشروع، قامت الشركة التعاونية “تضامن” بزيارات ميدانية إلى صغار الفلاحين في جهة سيدي بوزيد، للتعرف على حاجياتهم، واعداد ورشات عمل مع الهياكل المتدخلة،
وسيقع تتويج هذه النشاطات بيوم اعلامي يجمع كل الاطراف المعنية، حسب منجي كدوسي.