أبرزت وزيرة الصحة سميرة مرعي فريعة اليوم الخميس ضرورة ان يكون الاعلام شريكا في السياسة الصحية الوطنية في اطار احترام الأخلاقيات الطبية وأخلاقيات المهنة الصحفية.
وأشارت خلال الجلسة الافتتاحية لندوة وطنية حول “الاخلاقيات الطبية واخلاقيات المهنة الصحفية” نظمتها وزارة الصحة بالعاصمة، الى وجود عدة
تجارب ناجحة مع الهياكل الإعلامية الوطنية والجهوية من خلال البرامج الإعلامية الوقائية المتعلقة بأمراض العصر أو بالأمراض الجديدة والمستجدة،
والتي تستوجب توحيد الجهود من أجل دفع المخاطر والآفات والحد من آثارها، على غرار البرامج الوطنية للتلقيح والخطط الوطنية لمنع تسرب أنفلونزا الطيور إلى تونس، وكذلك البرامج الخاصة بترشيد السلوك السليم لدى المواطن في حياته اليومية واعتماد الكشف المبكر للأمراض المزمنة.
وأوضحت الوزيرة ان تونس راهنت على الصحة منذ سنوات وحققت عديد النجاحات الطبية المشهود لها دوليا وهي تعد وجهة صحية لعديد البلدان
الاوروبية والافريقية كما ان التكوين الطبي وشبه الطبي معترف به في كل البلدان، لافتة في هذا السياق بالخصوص الى الاتفاقيات المبرمة مع عدد من البلدان الافريقية على غرار بوركينا فاسو التي يتم توجيه 400 مريض منها أسبوعيا للعلاج بالمؤسسات الاستشفائية بتونس موزعين على 4 رحلات.
وأفادت ان الوزارة بصدد استكمال وتحيين النصوص القانونية والتنظيمية للمهن الطبية والصحية لعرضها على الدوائر التشريعية المختصة، على غرار مشروع قانون المسؤولية الطبية وحقوق المرضى، بما يمكن الطبيب من ممارسة نشاطه في ظروف لائقة وبكل ثقة وفي كنف احترام الذات البشريّة
وحرمة المؤسسة الاستشفائية.
واعتبرت ان التطور السريع الذي تشهده العلوم والعلوم الطبية بوجه خاص، يستدعي التلاؤم بين القيم الأخلاقية من جهة، واحترام حقوق الإنسان وحرمته وكرامته من جهة أخرى، مشيرة الى انه لا يمكن للاعلام ان يقوم بمسؤوليته على الوجه الأكمل إذا لم يقع تمكينه من المعلومة الصحيحة التي يعمل على نشرها في المجتمع، ويسهر على تعميم الوعي بقواعد الوقاية وتدعيم رصيد الثقة في المنظومة الصحية الوطنية.
ومن جانبه شدد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ناجي البغوري على الدور المحوري الذي يلعبه الاعلام في نشر الوعي والثقافة الصحية لدى المواطن التونسي، مؤكدا على ضرورة احترام اخلاقيات المهنة الصحفية خاصة بالنظر الى المسؤولية التي يتحملها الاعلاميون في التاثير في الجمهور.
واشار في هذا الاطار الى التعاطي الاعلامي مع عديد القضايا التي كان لها تاثير سلبي في المجتمع على غرار قضايا الانتحار.
وذكر ان دراستين أنجزتا في كل من اندونيسيا والدانمارك توصلتا الى ان ادنى مستويات الثقة في الاعلام تتعلق باخبار السياسة والنجوم في حين ترتفع
الثقة في الاعلام لدى تعاطيه مع اخبار الصحة.
واعتبرت رئيسة اللجنة الوطنية للاخلاقيات الطبية هند بوعشة انه امام تطور وسائل الاعلام صار للاعلام دور كبير خاصة في ما يتعلق بالمجال الصحي
من خلال تقليص حدة الخوف لدى المريض عبر نشر المعلومة الدقيقة والصحيحة، مؤكدة في المقابل على أهمية التكوين العلمي للصحفي في الجانب الصحي وعلى وجوب استشارة الخبراء في المواضيع المتعلقة بصحة المواطن.
وشدد رئيس هيئة عمادة الأطباء محمد منير مقني على ضرورة التزام كل من الطبيب والصحفي بعدم افشاء السر المهني وسر المريض، والحرص على نقل الصحفي للمعلومة الصحيحة ونقل الخبر بكل نزاهة.
وبين رئيس الهيئة المستقلة للاعلام السمعي البصري النوري اللجمي ان اعلام “مونيخ” لحقوق الصحفي وواجباته يتضمن 15 فصلا من بينها 10 فصول تتعلق بواجبات الصحفي، مما يؤكد اهمية المسؤولية المنوطة بعهدة الاعلاميين وبضرورة التزاماتهم بواجبات المهنة واخلاقياتها.
وأشار الى ان ظروف عمل الصحفي وعدم الاختصاص يمكن ان يؤدي الى مشاكل في المجتمع مما يستدعي تأطير الصحفيين والتعاون مع الاطار الطبي
من اجل الحصول على المعلومة الدقيقة بعيدا عن الاثارة.