“لوبيات الفساد اخترقت مفاصل الدولة ومؤسساتها” و”بين استحقاقات الدولة وتشرذم المشهد..هل تقدر السّاحة السّياسية على استيعاب المتغيّرات الدولية؟” و”أشغالها تعثرت منذ الجلسة الأولى..الفشل يهدد لجنة ‘شبكات التسفير'” و”الى جانب اضراب المستشفيات والقباضات..يومان قادمان بلا جامعات!” و”البوصفير حالة وبائية في تونس ما زالت قائمة”، مثلت أبرز العناوين التي أثثت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت 08 أفريل 2017.
فقد نشرت جريدة “المغرب” في عددها الصادر اليوم السبت، حوارا أجرته مع الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، تطرق فيه الى جملة من الملفات الشائكة، على غرار ملف وزير التربية وملف الاصلاحات الكبرى وأزمة معمل “كوابل” السيارات بالكاف، محملا، في هذا الخصوص، الدولة المسؤولية، لعدم توفيرها بنية تحتية ملائمة، في ظل ركود الاقتصاد وعدم إقدام رأس المال الوطني الحقيقي على الاستثمار، بالإضافة الى عزوف المستثمر الأجنبي أمام وضع سياسي متقلب وآفة الارهاب التي أصبحت تعاني منها كل المجتمعات.
واعتبر الطبوبي أن كل الحكومات، منذ الثورة، وبدرجات متفاوتة هي من صنعت الأزمات وعجزت عن ادارتها مما خلق حالة الاحتقان، مشيرا في هذا الصدد الى رفع سقف الوعود الزائفة في الحملات الانتخابية وعدم الايفاء بها، نتيجة “المراهقة السياسية” وعدم الالمام بكيفية إدارة الدولة. كما صرّح الامين العام للاتحاد بأن الخطر الحقيقي اليوم يكمن في ان الأجندة الوطنية غير ممسوكة من الدولة وأن هناك أناس آخرون في الصف الثاني اخترقوا أجهزة الدولة ويسيرون دواليبها باعتماد الفتنة، حسب تعبيره…
وطرحت جريدة “الصحافة” في مقال ورد بصفحتها الخامسة، تساؤلا جوهريا حول مدى قدرة الساحة السياسية على استيعاب المتغيرات الدولية، حيث اعتبرت أنه من البديهي أن تترك التطورات المتلاحقة والمتسارعة على الساحة الدولية والافريقية أثرها على تونس، وبالتالي فهي مجبرة على التكيف مع متطلباتها ووفق ما تقتضيه تفاعلاتها، سواء بالسلب أو بالإيجاب.
وأبرز المقال، في هذا السياق، أهمية الرحلة الافريقية الأخيرة لرئيس الحكومة من أجل ايجاد منافذ جديدة للاستثمار وجلب الأموال والتعاون، مشيرا في المقابل، الى عدم ايلاء الساحة السياسية الداخلية ومكونات المشهد السياسي، بما فيها الحزبان الحاكمان (النهضة والنداء)، الأهمية التي تستحق، وهو ما اعتبره خللا قائما منذ فترة في الحياة السياسية التونسية وانقساما واضحا في المشهد السياسي يجعل من العسير عليه أن يستوعب ويتعامل مع المواضيع والملفات الاقليمية بدرجة من النضج والوعي التي تخلق حالة تكامل بين الحكومة وبقية المكونات السياسية في البلاد.
من جهتها، تطرقت صحيفة “الشروق” الى أشغال الجلسة الثالثة للجنة التحقيق البرلمانية في شبكات التسفير الى مناطق القتال، المنعقدة يوم أمس الجمعة، معتبرة أنه كان من المفترض أن تتقدم أشغالها بما يبعث برسائل ايجابية الى المتابعين المتعطشين الى معرفة بعض الحقائق، غير ان التوتر الذي غلب على الجلسة أدى الى مزيد تغذية الاحتقان داخل أعضاءها وبالتالي الحياد عن الهدف المتمثل في الكشف عن المتورطين.
وأوضح المقال، أن حالة التوتر جعلت الجلسة تركز بشكل كبير على نقاش منهجية العمل بين متهم لرئيستها بالعمل دون منهج وبين من يدعو الى ضرورة التقيد بواجب التحفظ وعدم التعبير عن مواقف سياسية، طارحا تساؤلا هاما حول مدى تواصل هذا التشنج الذي سيؤدي حتما الى موت الحقائق تدريجيا وعدم خروجها للعلن، خاصة في ظل عدم التوافق بعد بخصوص مشروع القانون المتعلق باللجان البرلمانية.
وتحدثت صحيفة “الصريح” في مقال لها عن تواصل موجة الاضرابات المقررة لعدة قطاعات هامة، فالى جانب الأطباء وأعوان المالية، من المنتظر أن تشهد كافة المؤسسات الجامعية يومي الثلاثاء والأربعاء 11 و12 أفريل الجاري اضرابا وطنيا عاما حضوريا، استنادا لما ورد في بيان أصدره أمس الجمعة، اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين، مشيرا الى أن بقية القطاعات كالصحة والقباضات وكذلك المدرسين في التعليم الثانوي والابتدائي سيعودون لتنفيذ تحركات احتجاجية واضرابات في الفترة القريبة المقبلة، أمام عدم الاستجابة لمطالبهم.
وسلطت جريدة “الصحافة” الضوء، في ورقة خاصة، على فيروس الالتهاب الكبدي (البوصفير) الذي أدى مؤخرا الى العديد من الوفيات في صفوف التلاميذ خاصة، حيث بيّن المسح الخاص بالمدارس الذي أعدته وزارة الصحة خلال صائفة 2016، أن 76 بالمائة من المجامع الصحية غير مطابقة للمواصفات وغير مجهزة بحنفيات من أجل غسل اليدين، كما بينت أن 9.3 بالمائة من المؤسسات التربوية لا يوجد فيها أي مورد من المياه الصالحة للشرب ويتزود فيها الاطفال بمياه ملوثة متأتية من مجامع مائية أو فسقيات أو حاويات بلاستيكية.
وأوضح المقال، أن هذا المسح الذي شمل أكثر من 90 بالمائة من المدارس في مختلف ولايات الجمهورية بعماداتها وأريافها، كشف أيضا عن أن 77 بالمائة من المركبات الصحية تنبعث منها روائح كريهة وأن 54 بالمائة من المراحيض غير نظيفة وفي عدد منها لا يتم الفصل بين الاناث والذكور، مشيرا الى قرار الحكومة بتكوين لجنة متابعة للإحاطة بالوضع الصحي داخل المدارس الابتدائية والى تراجع الحالات الوبائية منذ بداية 2017، حيث تراجعت الحالات المرصودة من 300 حالة خلال شهر جانفي الى 50 حالة بين شهري فيفري ومارس.
الوسومأبرز اهتمامات الصحف أخبار تونس اخبار تونس