“النداء يراهن .. بداية موفقة لمرحلة غير واضحة” و”كرة الاحتجاجات تتدحرج وحكومة الشاهد تتأرجح” و”الشاهد في مواجهة نيران الغضب” و”حرب التصريحات لا تهدأ بينهما .. هل أصبح طلاق النهضة والنداء وشيكا؟” و”الوجه الاخر للاحتجاجات”، تلك أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد الوطنية اليومية والاسبوعية الصادرة اليوم الجمعة.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، أن المرحلة القادمة بالنسبة لحزب نداء تونس، ستغير الكثير من المعادلات خاصة وأن الحزب الاول لن يعود حتى ولو استعان بانتدابات “فوق الرتبة” وأسماء متميزة اذ أن ما ينقصه هو شفافية التسيير وعدم التطرق الى المواضيع الحارقة مثل المؤتمر الانتخابي الكفيل وحده باضفاء الشرعية على القيادة التي ينتخبها المؤتمرون وهو وحده الذي يستطيع أن يطلق يد حافظ قائد السبسي في التصرف في ملكات وسياسات وقرارات الحزب اذا ما وقع لاتفويضه بالاغلبية الانتخابية من قبل مؤتمر شرعي وشفاف.
وأثارت استفهاما جوهريا حول مدى قدرة حزب نداء تونس على القطع مع العقلية الماضية والانفتاح على مؤتمر انتخابي شفاف وديمقراطي حقيقي ليواجه بنتائجه المرحلة القادمة الغامضة أم أن الانتدابات ستذهب سدى؟.
وسلطت (الصباح) في مقال بصفحتها الخامسة، الضوء على الحركة الاحتجاجية التي تشهدها عدة جهات ولم تهدأ منذ أسبوع وسط “بهتة” غير مفهومة من حكومة يوسف الشاهد الذي خير اللجوء الى الحلول الترقيعية لمجابهة هذه الازمة معتبرة أن ادراك صعوبة الوضع الراهن لا يتطلب وعيا سياسيا خارقا بل تكشفه جملة الملاحظات العينية الكفيلة بتعرية واقع لم يختلف في مضامينه عن تلك الفترة التي سبقت أحداث 7 نوفمبر بازاحة الرئيس الجبيب بورقيبة سنة 1987 بعد أن هرم الرئيس ولم يعد قادرا على “التجميع” ليتأكد مقربون منه أنذاك انه حان وقت “التغيير”.
وأضافت أن تونس عاشت خلال العشرية الاخيرة صعودا ملحوظا لمافيات الفساد أو بات يعرف شعبيا ب”الطرابلسية” ليهترئ معها حكم بن علي وتكون تحركات الشعب بعد انتفاضة سيدي بوزيد ومن قبلها الحوض المنجمي مبينة أن ما يميز اللحظة الراهنة في بلادنا أنها تجمع بين ما عاشته تونس سنة 1986 و1987 وأيضا ما عرفته منذ سنة 2002 حين تحولت البلاد الى مزرعة للعائلة الحاكمة الامر الذي يثير عدة تساؤلات أبرزها هل نحن على أعتاب واقع انتفاضة جديدة؟.
وفي سياق متصل لاحظت جريدة (الصريح) في مقال لها، أنه كلما تحركت البلاد ايجابيا على جبهة من الجبهات الحيوية الساخنة الا وتعثرت على أخرى لا تقل عنها التهابا وهو ما يؤكد هشاشة الاوضاع وارتباك المشهد الامر الذي اغرق المواطنين في متاهات الاحباط وكثف أمامهم مساحات العتمة معتبرة أن خطوة جريئة واحدة يخطوها، يوسف الشاهد، في اتجاه استعادة نفوذ الدولة وهيبتها تكفي وحدها لبث قطرات أمل في القلوب المكلومة لشعب لم يعد يثق في الطبقة السياسية.
أما صحيفة (الفجر) فقد اعتبرت في افتتاحيتها اليوم أن هناك عشرات الاسباب المحفزة على الاحتجاج كالبطالة وقلة ذات اليد أو ضعف الاداء أو المحاباة وغياب الشفافية وكلها احتجاجات مشروعة تدفع الحكومة وكل الاطراف الى البحث الجدي عن الحلول المناسبة.
وأبرزت أن أيسر الحلول والتي تكون بمثابة البلسم للمواطن التونسي هو وقوفه على مظاهر الحوكمة الرشيدة ومقارعة الفساد واعلاء القانون ووضع كل مؤسسات الدولة في خدمة المواطن وحمايته ومطابقة الاقوال للافعال مؤكدة انه دون ذلك تغيب الثقة ويغيب الامل ويمتد الاحتجاج ويتوسع، حسب ما ورد بالصحيفة.
واهتمت (الشروق) في ورقة بصفحتها الرابعة، بحرب التصريحات التي لا تهدأ بين حركة النهضة ونداء تونس الحليفان “اللدودان” اللذين جمعت بينهما البراغماتية السياسية وحتمية نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 2014 خاصة وأن الاصوات الممنوحة لكل طرف منهما تعيقة عن الحكم بمفرده مشيرة الى أنهما يختلفان الى حد التناقض في قضايا جوهرية ولذلك تطفو الصراعات والتجاذبات بينهما مهما حاولت قيادات الحزبين التخفيف منها.
ورجحت أن هذه الخلافات ستشتد كلما اقترب موعد الانتخابات البلدية، هذا الموعد الذي لم يتم حسم الامر فيه وان كان الحزبان سيدخلان بقائمات موحدة أو أن كل منهما سيؤثث قائماته بمفرده وهو القرار الانسب خاصة في ظل رفض عدد كبير من قيادات النداء الدخول للانتخابات البلدية بقائمات مشتركة، وفق تقدير الصحيفة.