“الدور الاول للانتخابات الرئاسية الفرنسية .. ماكرون في طريق مفتوح للايليزي واعادة تشكيل جذرية للمشهد السياسي” و”الامن الغذائي التونسي في خطر” و”اجتماع الدساترة والنهضويين .. مصالحة حقيقية أم حسابات سياسية؟” و”في خضم الحديث المتواتر عن التحوير .. هل تضحي الحكومة ببعض وجوهها حماية لنفسها؟” و”ثلاثة خيارات أمام حكومة الشاهد .. العقلية التونسية بين الفوضى والانفلات”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد الوطنية الصادرة اليوم الثلاثاء.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أن كل المعطيات السياسية في احدى أقدم الديمقراطيات في العالم تغيرت في أسابيع قليلة وستمضي في التغير مشيرة الى أنه نادرا ما كانت النتائج منتظرة منذ شهرين على الاقل بمثل هذا الوقع المفاجئ والمذهل كما كانت نتائج الدور الاول للانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وأضافت أن ايمانويل ماكرون القادم من لا شئ تمكن من انجاز قلما يحقق في الديمقراطيات العريقة .. انبجاس مفاجئ خارج الاطر الحزبية الكلاسيكية الاساسية والانتصار على كامل المنظومة الحزبية القائمة بعد سنة واحدة من الظهور معتبرة أن ما يحصل في فرنسا يهمنا لانها شريكنا الاول اقتصاديا وسياسيا وبشريا كذلك وان كانت المخاوف من حكم أقصى اليمين العنصري والمعادي للمهاجرين غير جدية اليوم ولكن لا مناص من الاقرار بالصعود المتواتر لهذه القوة المعادية لمصالحنا الوطنية ولمصالح جاليتنا والجاليات المغاربية بصفة أعم، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت (الصريح) في مقال لها، الى المشاكل الكبيرة التي يعاني منها قطاع الفلاحة والناشطون فيه منذ سنوات حيث يبقى القطاع الاكثر عرضة للازمات والاقل اهتماما من قبل كل الحكومات التي تعاقبت مقابل ايلاء أهمية كبيرة لقطاعات هشة على غرار السياحة الا أنها تبقى قطاعا هشا يمكن أن ينحدر ويتدهور لاي سبب يحصل وطنيا أو دوليا على غرار تأثر سياحتنا بالعمليات الارهابية التي حصلت في سنوات 2014 و2015.
وأضافت أن هذه العوامل تسببت في انتشار ظاهرة اهمال الاراضي الفلاحية وهجر القطاع خاصة من قبل الفلاحين الصغار الذين تراكمت عليهم الديون البنكية أي أن الفلاحين والعاملين في القطاع باتوا يهجرونه ويتنقلون الى المدن الكبرى مثل العاصمة وسوسة وصفاقس أو لانهم يتحولون الى عاطلين عن العمل.
وأثارت جريدة (الشروق) في ورقة خاصة استفهاما جوهريا حول ملف المصالحة الشاملة بين الدساترة والنهضويين ومدى قدرته على تحقيق هذه الغاية وامكانية انضمام أطراف أخرى لهما.
وأشارت الى أن المتابعين للشأن السياسي يرون أن التمشي الذي جمع الطرفين قد لا يخلو من حسابات وتكتيكات سياسية فالاسلاميون (النهضة) أصبحوا يتجهون منذ مؤتمرهم الاخير نحو اثبات الفصل بين الدعوي والسياسي ونحو التحول من حركة دينية الى حزب سياسي مدني، على حد قولهم، وبالتالي تحقيق تموقع سياسي أفضل من السابق ولم لا استقطاب مزيد من التونسيين وبالتالي فان هذا التقارب مع العائلة الدستورية من شأنه أن يساعدهم على تحقيق هذا التمشي.
كما يرى آخرون أن اختيار النهضة انجاح خيار المصالحة يدخل أيضا في تدعيم وضعيتها الحالية على مستوى السلطة والتي تكرست منذ دستور جانفي 2014 من خلال التخلي عن الاقصاء السياسي (تجاه التجمعيين) ثم في انتخابات 2014 عبر التوافق مع نداء تونس الممثل لجزء هام من العائلة الدستورية.
ولا حظت (الصحافة) في مقال بصفحتها الخامسة أنه لا حديث خلال الاسبوع الفارط وبداية الاسبوع الجاري والحالي في كواليس السياسة وصالونات القرار الا عن تحوير وزاري وشيك يذهب ببعض الوجوه التي لم تعد قادرة على تقديم الاضافة بل فيها من أصبح عبئا ثقيلا على حكومة الشاهد واصبح وجوده يزيد في تأجيج المشاكل في الوقت الذي تحتاج فيه الحكومة الى وجوعه قادرة على الاقناع والى كاريزما وزارية تستطيع أن تؤثر على المحتجين وأن تخاطب الرأي العام.
واضافت أن حاجة الحكومة الماسة الى التهدئة تدفع بلا شك الى البحث عن الاشخاص القادرين على القيام بهذه المهمة والقادرين بالخصوص على الولوج الى أعماق الناس وتفهم مطالبهم ومخاطبتهم باللغة التي يستوعبونها مشيرة الى أن الفترة الاخيرة تشهد اتساع البون بين الخطاب الرسمي التقليدي المشبع بالوعود والاماني التي لا تتحقق وبين الخطاب الشعبي الملح على ضرورة الانجاز والتفعيل على أرض الواقع.
أما جريدة (الصباح) فقد رأت في ورقة لها أنه لا شئ اليوم أهم من الاستثمار في البشر وفي الامكانيات التونسية بكل الجهات المهمشة للاستفادة مما تختزنه من كنوز طبيعية وأثرية تنتظر من يستفيد منها ليحولها الى مشاريع لفائدة الالاف من المحبطين وبدون ذلك لا يمكن لحكومة الشاهد تفادي الاسوأ وتجنب الوقوع في الاحباط الذي يعاني منه أغلب التونسيين وبالتالي القاء المنديل مشيرة الى أنها حلول واقعية مطروحة وممكنة لكنها لا تحتاج الكثير من الشجاعة والجرأة للاستثمار وتحقيق المشاريع المؤجلة ولا تستوجب بالتالي وجود عصا سحرية.