“استثمارا واستهلاكا وانتاجا .. من أجل وطنية اقتصادية” و”الشاهد يدفع للتضحية بوزراء لانقاذ حكومته” و”المستقبل .. هذا المجهول الذي يرعبنا” و”التهاب الكبد الفيروسي يضرب بقوة من جديد .. فشل الخارطة الصحية وغياب استراتيجية الدولة وأشياء أخرى” و”احتجوا .. لكن لا تمسوا الدولة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أنه عندما نستهلك تونسيا في كل المجالات الممكنة صناعية وخدماتية وعندما نقتصر على استهلاك المواد غير المنتجة محليا على الضروري والنافع في ذات الوقت نكون قد غيرنا المعادلة رأسا على عقب دون أن نجبر بلادنا على اتخاذ اجراءات حمائية مقنعة ونكون قد قلصنا الى الاقصى عجز ميزاننا التجاري ورفعنا في قيمة عملتنا الوطنية وتحكمنا بشكل أفضل في مديونيتنا الخارجية مبرزة أن كل هذا مرتبط بسلوك المستهلك فقط، أي أنه يمكننا تغيير هذه المعطيات بصفة جذرية انطلاقا من اليوم ودون انتظار سياسات عمومية قد تأتي وقد لا تأتي.
ولاحظت (الصريح) في مقال لها، أنه بات شبه مؤكد أن رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بصدد اتخاذ القرار الصعب لاجراء تحوير وزاري سيكون هذه المرة أوسع من الذي سبقه والامر لم يعد مرتبطا بتقييم موضوعي فقط بل بضغوط تمارس ان كانت مباشرة ومكشوفة أو من تحت الطاولة.
ورأت أن السبب الذي جعل الشاهد يتأخر في اعلان هذا التحوير ليس زيارته لولاية تطاوين كما روج بل لان هناك ضغوطا من أحزاب الائتلاف الحاكم التي بعثت رسائل لرئيس الحكومة لانها لن تقبل هذه المرة بتحوير وزاري دون علمها والتشاور معها مشيرة الى أن الاشكال هو أن مصطلح تشاور معناه أنها تريد اقتراح أسماء بل أـكثر من هذا فان هناك أحزابا باتت تشهد تنافسا من أجل توزيع الحقائب الوزارية.
وسلطت (الصباح) في ورقة بصفحتها الخامسة، الضوء على حالة الخوف من الحاضر والمستقبل التي يعيشها التونسيون اليوم، الخوف من أن لا تفتح أبواب المسرات على البلاد في ظل ما يروج من أنباء عن تفاقم الازمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية معتبرة أن لهذا الخوف ما يبرره خاصة وأن التونسيين يعيشون في أجواء من الاحساس بالظلم وسط تذبذب في الاداء الحكومي وعدم قدرة على تخطي العقبات وفض الاشكاليات في أكثر من جهة وعلى أكثر من صعيد.
وأضافت أن السياسيين لم تسعفهم وعودهم ولا اجراءاتهم في امتصاص غضب مواطنين اخذين في التململ بعد أن سدت أمامهم المنافذ وغابت الحلول خصوصا وأن أغلبهم يعرفون أوضاعا معيشية صعبة ويرون أن مجتمعنا تحكمه الطبقية المقيتة التي يصر البعض على تكريسها خصوصا في ميدان التشغيل حيث مازالت المحاباة والموالاة سيدة الموقف.
واهتمت جريدة (الصحافة) في مقال لها، بانتشار التهاب الكبد الفيروسي المعروف ب(البوصفير) الذي عاد بقوة منذ أواخر السنة الفارطة وكان له ضحايا عديدون في كثير من المدارس الابتدائية وخاصة تلك التي تقع في المناطق الريفية وشبه الحضرية خاصة منطقة بئر علي بن خليفة وفي مناطق بولاية مدنين وولاية القيروان وامتدت الى بنزرت وجندوبة ونابل.
واعتبرت أن مثل هذه الحال التي وصلنا اليها لا تستلزم أموالا طائلة للايفاء بها ولا تتطلب قروضا من البنك الدولي أو مؤتمرا للمانحين من أجل أن ننظف دورات المياه في المدارس الابتدائية والثانوية كما لا تتطلب ميزانية كبيرة وأرصدة خاصة من أجل أن يقع فصل مياه الشرب عن قنوات الصرف في بعض المناطق أو توفير صهريج من الحجم الصغير به مياه نظيفة وتقع العناية به من طرف القائمين على شؤون المدرسة من مدير ومعلمين وحارس وأولياء وغيرهم.
أما جريدة (الشروق) فقد أكدت على شرعية الاحتجاجات ومطالبة الشباب في كل الجهات بالشغل وخلق فرص التنمية مبرزة أن غير ذلك من اصرار على اركاب المجموعات الغفيرة من المواطنين صهوة الشعارات الهلامية من شأنه تفتيت الدولة وتشتيت المجهود الوطني للبناء الصحيح.
وأضافت أنه على الحكومة الحالية أن تجيب عن تساؤلات المواطنين في حقهم في التنمية بكل مظاهرها مشيرة الى أن خطوة الالف ميل في هذا الصدد تبدأ من الاصغاء والمكابدة والصبر والحكمة حتى تفوت، ان كانت لها ارادة في ذلك، على اللذين يتربصون بالدولة وبتماسك المجتمع نيتهم في خدمة أوطان ومصالح أخرى غير تونس، وفق ما ورد بالصحيفة.