“وضع غريب ومحير في تونس اليوم .. الحزب الحاكم هو الاكثر تذمرا وانتقادا للحكومة” و”من انتخابات مبكرة الى تغيير الحكومة .. هل يتحمل الوضع مثل هذه الحلول؟” و”حتى تستعيد فرنسا دورها وسياستها العربية” و”الخطاب المرتقب لرئيس الجمهورية .. سيناريوهات الخروج من المأزق والمصالحة في البال”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد الوطنية الصادرة اليوم الاثنين.
اعتبرت جريدة (الصريح) في مقال لها أن أن ردة فعل حزب نداء تونس، حول اقالة عضوين في الحكومة يمثلان النداء وبالاخص عزل وزير التربية ناجي جلول، والتي تجاوزت التذمر الى الغضب والاحتجاج تبين أن الشاهد تحرك بمفرده ولم يستشر لا حزبة ولا الائتلاف الحاكم ككل واتخذ قراره منفردا.
وأضافت أن هذا الامر لو قرأ سياسيا فانه بالفعل غريب حيث يتمثل الاصل في أن تدعم الحكومات من أحزابها ومن الحزب الاغلبي تحديدا وأن تطالب المعارضة باسقاطها لكن ما يحصل يكاد أن يكون العكس تماما فالكثير من مكونات المعارضة هي صامتة ولم تطالب باسقاط الحكومة أو عزل الشاهد بينما تريد أطراف في الحزب الحاكم عزله وتكرار تجربة الصيد مرة أخرى.
وأشارت الى أن ما نعيشه اليوم هو نفس المشهد الذي سبق الدعوات لاقالة الحبيب الصيد والتي بدأت باقتراحات وأفكار ثم تحولت الى موضوع للنقاش ليصل الامر الى تهديده وارغامه على الاستقالة بعد أن رفض ذلك الا بقرار من مجلس نواب الشعب مضيفة أن الاغرب من هذا أن العديد من ممثلي المعارضة عبروا عن مواقف مغايرة قالتيار الديمقراطي طالب الشاهد بفتح الملفات الجدية وفي المقابل فانهم سيدعمونه بل قال ممثله محمد عبو أن المعارضة عندما فاعلا وقادرا على اتخاذ القرارات الشجاعة فانها ستحميه وستجيش الشارع للوقوف معه.
ولا حظت جريدة (البيان) في ورقة خاصة، أن وضع الازمة الراهنة في البلاد قد زاد في حدة هواجس التونسيين في الفترة الاخيرة في ما يتعلق بالوضع السياسي للبلاد والدعوات الى تغيير النظام السياسي والمواقف المتضاربة والمتصارعة على مشروع قانون المصالحة الاقتصادية والمالية الذي تطرحه رئاسة الجمهورية في صيغة ثانية اضافة الى النزاعات السياسية المتواصلة على عدد من القضايا على خلفية تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتفاقم الغضب والاحتقان بالجهات ومع الخطاب المتشائم لدى كثير من السيساسيين والمواطنين .. هل يبدد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في خطابه المرتقب هذا الاسبوع هواجس كثير من التونسيين أم أن ثلج الازمة مرشح الى الصعود؟.
وسلطت (الشروق) في افتتاحيتها الضوء على الانتخابات الرئاسية الفرنسية وصعود المرشح، ايكانويل ماكرون، لتولي منصب الرئاسة معتبرة أن أبرز الدروس المستفادة من هذه الانتخابات لا تقف عند حد صعود تيار اليمين المتطرف، ذلك أن انهيار الاحزاب التقليدية وتراجع “فيلة” الساحة السياسية الفرنسية بات ظاهرا وبينا وهو تحديدا ما سمح للمرشح ماكرون الذي شكل تياره السيسي (الى الامام) منذ سنتين فقط بالحاق هزيمة مدوية برموز الحزب الاشتراكي والاحزاب اليمينية وهو وضع سيكون شديد التأثر على الانتخابات التشريعية القادمة التي قد لا تمنح الرئيس الجديد الاغلبية الرئاسية التي يحتاجها في البرلمان لتمرير حزمة اصلاحاته ووعوده الانتخابية خاصة وأن قائمة الراغبين في الثأر منه طويلة وعريضة وهي تمتد من ميلونشون يسارا الى فيون وباقي الرموز يمينا.
ورأت (الصباح الاسبوعي) في مقال لها، أن الخطاب المرتقب لرئيس الجمهورية بعد يوم غد يأتي في اطار يتسم بأزمة اقتصادية خانقة وتواصل حالة الاحتقان الاجتماعي في عدة جهات بشكل حاد بات ينذر بالخطر وضعف ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية خاصة بعد توقف بعض الاحزاب عن دعمها ووقوفها في صف المعارضة فضلا عن ارتباك عمل الحكومة وباتت كأنها تعمل لوحدها منعزلة لا داعم لها ولا منقذ وزاد الطين بلة تردي بعض وزرائها ولجوء رئيس الحكومة الى اقالة بعضهم أو التهديد المبطن للبعض الاخر بالاقالة.