يواصل عدد من شباب مدينة القلعة من معتمدية دوز الشمالية بولاية قبلي للأسبوع الثالث على التوالي اعتصامهم أمام السياج المحيط بصمام التحكم في ضخ الغاز بالأنبوب التابع لشركة بيرنكو والذي يمر بمحاذاة قريتهم، داعين الى ضرورة التوصل الى حلول تنموية تستجيب لتطلعات شباب المنطقة من خلال حوار جاد مع السلط الجهوية والمركزية وممثلي شركة بيرنكو، وفق ما اكده، اليوم الاثنين، الناطق الرسمي باسم المعتصمين علي رابح لمراسل (وات) بالجهة.
وأشار المصدر ذاته الى ان ابرز المطالب التي يرفعها شباب مدينة القلعة تتلخص في مراجعة عقد استغلال الأرض التابعة لمجلس التصرف بالمنطقة والتي تبلغ من المساحة حوالي 60 هكتارا، تم تسويغها لشركة بيرنكو لتستغلها في تمرير أنبوب ضخ الغاز من سنة 1998 الى سنة 2028 بمعلوم جملي لا يتجاوز 9 الاف دينار، مع التأكيد على ضرورة تعويض هذه الشركة لأهالي المنطقة لسنوات الاستغلال الفارطة والتي حرمت شباب القلعة من استغلال أرضهم سواء في التوسع العمراني او في بعث مشاريع فلاحية، مع المطالبة بتفعيل دور الشركات البترولية المنتصبة بصحراء الولاية في دفع المسار التنموي بهذه الربوع من خلال تعزيز مساهمتها في برنامج المسؤولية المجتمعية، وفق تعبيره.
من جانبهم، يواصل عدد من شباب مدينة دوز اعتصامهم امام الحقل البترولي التابع لشركة بيرنكو بمنطقة “الشقيقة” على بعد حوالي 37 كلم بعمق الصحراء جنوب مدينة دوز، أين تم نصب عدد من الخيام ورفع شعارات تنادي بضرورة تأميم الثروات البترولية للبلاد التونسية، وفق ما اكده، اليوم، الناطق الرسمي باسم هؤولاء المعتصمين، فاخر العجمني، لمراسل (وات) بقبلي.
وأوضح ذات المصدر أن شباب مدينة دوز انطلق في تنفيذ اعتصام سلمي بالمدخل الشرقي لمدينتهم منذ حوالي أسبوعين قبل تبني خيار التنقل للاعتصام أمام مقر الحقل البترولي بمنطقة “الشقيقة” منذ حوالي أسبوع وذلك في خطوة تصعيدية في ظل عدم التفاعل الايجابي مع مطالبهم من قبل السلطات المحلية والمركزية ومن قبل الشركات البترولية التي تستغل ثروات الجهة وثروات البلاد عموما.
وأضاف ان هذا الاعتصام الذي يحافظ على طابعه السلمي، رغم خيار العاملين بالحقل البترولي التوقف على العمل منذ امس الأحد ومغادرة المكان، يهدف أساسا في جانبه الوطني الى الدفاع على ثروات البلاد وحسن استغلالها في دفع عجلة التنمية مع ما يحمله من مطالب ذات بعد جهوي تدعو الى ضرورة تعزيز المستشفى الجهوي بطب الاختصاص، والتعجيل في المشاريع المعطلة وخاصة منها مشروع مركز التكوين المهني بدوز الذي يجب ان يحتوي على اختصاصات تؤهل شباب الجهة للعمل في القطاع البترولي، فضلا عن تشغيل فرد من كل عائلة بالشركات البترولية المنتصبة بربوع صحراء الجهة، مع مراعاة ان تكون الأولوية في التشغيل للعائلات المعوزة، وتفعيل برنامج المسؤولية المجتمعية لهذه الشركات عبر إحداث صندوق تقوم بتمويله يخصص لإسناد قروض ميسرة لشباب الجهة من اجل بعث مشاريع خاصة.