“ايمانويل ماكرون رئيس دولة في بلد فولتير .. رياح التغيير تهب على فرنسا فهل ستصمد أمام اكراهات الحكم؟” و”تعهد باسقاط الديون وتشجيع الاستثمار في تونس .. هل يفي ماكرون بوعوده؟” “من له حجر فليرمه في أفق 2019 .. تونس تحتاج الوضوح والاستقرار” و”المؤقت الذي يدوم” و”خطاب الرئيس المنتظر ورسائل الحسم”، مثلت أبرز عناوين الصحف اليومية والاسبوعية الصادرة اليوم الثلاثاء.
سلطت صحيفة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الضوء على قصة “النجاح النادرة” التي عاشها، ايمانويل ماكرون، أصغر رئيس للدولة الفرنسية على الاطلاق والذي تمكن خلال مغامرة سياسية جسورة من تجاوز ماكينات أحزاب الحكم التقليدية يمينا ويسارا ليصبح في سن التاسعة والثلاثين رئيس الاقتصاد الخامس في العالم معتبرة أن انتصار ماكرون قد يعني الموت السريري للحزب الاشتراكي ولكنه لن يقضي على اليمين أو أقصى اليمين أو اليسار الراديكالي وفرنسا لن تكون النهر الهادئ للماشين على الماء.
وأضافت أن الاهم في السياسة كما الحال في الرياضة ليس الوصول الى القمة بل البقاء فيها أي أن تتحول حركة ماكرون الى حزب فعلي قادر على خوض غمار كل الانتخابات القادمة والفوز فيها أو الصمود على الاقل والاهم أيضا ألا يكون ماكرون حالة فردية تنتهي مع صاحبها بل حالة سياسية تبدو قادرة على الدوام وعلى البقاء بعد مؤسسها مشيرة الى أن انتصار ماكرون يعد عبرة كبيرة لكل المتشبثين بمنظومات حزبية مهترئة.
وأثارت (الشروق) استفهاما جوهريا حول مدى امكانية ايفاء الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون بتعهداته حيال تونس بعد تصريحاته عندما زار تونس في نوفمبر الماضي قبيل انعقاد مؤتمر الاستثمار الدولي بتونس “لو كنت رئيس فرنسا لاستدعيت لهذا الملتقى كبار الصناعيين الفرنسيين لاثراء الانتقال الديمقراطي بتونس ولقمت بكل ما في وسعي لاسقاط الكثير من ديون تونس لفرنسا” مشيرة الى أنه على امتداد حوالي 60 عاما تواصلت العلاقة بين البلدين بالشكل الذي بدأت به منذ حصول تونس على استقلالها من فرنسا .. علاقات ديبلوماسية جيدة واحترام متبادل للسيادة وتعاون في شتى المجالات خاصة اقتصاديا وأمنيا وعلاقات اجتماعية محترمة بين الشعبين على مستوى تواجد التونسيين في فرنسا أو الفرنسيين في تونس.
ورأت (الصحافة) في ورقة خاصة، أنه بقطع النظر عن الموقف مما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية ورئيسها وأدائها وفرص حياتها في ظل استعار النيران الصديقة فيها وحولها من قبل أركانها قبل غيرهم فانه لا أحد يستطيع نكران صلابة الشاب، يوسف الشاهد، اليوم وقدرته على استيعاب “الضربات” أو أن ينزع عنه بعض النقاط التي أحرزها هذه هذه الايام محليا وخارجيا لحسابه الخاص ولفريقه الحكومي المتعثر أيضا ولحزبه الذي هو عبء عليه وهي حقائق يجب الاقرار بها بعيدا عن المزايدات والمغامرات و”الترقيع” والصيد في الماء العكر، وفق ما ورد بالصحيفة.
واهتمت جريدة (الصباح) في مقال بصفحتها السادسة، بالازمات الدائمة التي التي ظلت جاثمة على صدر التونسيين مع تعاقب الحكومات منذ ست سنوات، ولم يتم الى الان التوصل الى آلية تحد منها على غرار أزمة البطالة التي تتفاقم يوما بعد يوم ذلك أن الاجراءات والاحداثات المتعلقة بالتشغيل لم تتمكن من امتصاص “وباء” البطالة بل ساهمت في بعض الاحيان في اشعال فتيل الاحتجاجات لانها لا تستجيب لرغبات طالبي الشغل الذين يرون فيها مجرد مسكنات لا ترتقي الى مطامحهم.
وأضافت أنه علاوة على “داء” البطالة” المزمن هناك علل تطل برأسها بشكل دوري وترفع من درجة احتقان المواطنين من بينها أزمة المياه صيفا والتي ينتظر أن تكون “ساخنة” هذا الموسم باعتبار ندرة الامطار وشح الموارد المائية وهي أزمة تكاد تكون منسية اذ لم نسمع عنها الكثير من طرف المسؤولين مع انها شكلت في السنة الماضية السبب لابرز الاحتجاجات الى جانب دوران طاحونة التململ المعتاد مع كل عودة مدرسية والمتمثلة في النقل المدرسي والبنية التحتية للمؤسسات التربوية ونقص الاطار التربوي وغيرها.
أما جريدة (المغرب) فقد تطرقت في افتتاحيتها الى الخطاب المرتقب لرئيس الجمهورية يوم غد الاربعاء، الذي يأتي في ذروة الجدل والتجاذب حول مشروع قانون المصالحة المالية والاقتصادية الذي تقدمت به مؤسسة الرئاسة وطالها جراءه نصيب هام من الاتهمات والتشكيك وهو ما ينبئ بأن خطاب الرئيس سيتطرق دون شك الى ما يثيره مشروع قانون المصالحة من انتقادات كما يأتي الخطاب في ظل موجة احتجاجات متواصلة في تطاوين وفي عدد من المدن الداخلية لم تنجح جهود باقي مؤسسات الدولة في تطويقها.
وأضافت أن هذا الخطاب يتزامن أيضا مع تسارع نسق الصعوبات الاقتصادية خلال الفترة الاخيرة لا سيما بعد التراجع الكبير لقيمة الدينار وما رافقه من مخاوف على الصعيد الداخلي والخارجي معتبرة أن مؤسسة الرئاسة ورغم محدودية هوامش صلاحياتها وفعلها الذي يضبطه الدستور الا أنها تبقى المؤسسة التي ينتظر منها تعديل الاوتار والتذكير بالنظام العام للدولة وتقديم الاجابات الحاسمة التي تبعث باشارات طمئنة في ظل ظرف يصفه المتشائمون بمرحلة “اللادولة” وينعته أكثر المتفائلين بمرحلة الوهن وبداية التحلل، وفق تقدير الصحيفة