تصدر، الوضع الامني في ولاية تطاوين الذي شهد تصعيدا خطيرا ولا سيما في الكامور ومدينة تطاوين حيث جدت مواجهات عديدة بين المحتجين والقوات الامنية أدت الى مقتل شاب واصابة أمنيين ومحتجين الى جانب حرق مركز الحرس بالجهة، عناوين كل الصحف الوطنية الصادرة، اليوم الثلاثاء، وذلك الى جانب تسليط الضوء على الوضعية الاقتصادية التي تمر بها البلاد والحلول الممكنة للخروج منها وقراءة في الاعمال الدرامية التونسية خلال رمضان 2017 .
اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الخامسة، أن كل الدلائل تشير الى أن الحل الوحيد الان للانقاذ في تطاوين هو دعوة شجاعة من رئيس الجمهورية الى كل القوى السياسية والاجتماعية والتشكيلات الشبابية وحتى المهنية لمؤتمر انقاذ يقع خلاله طرح كل المشاكل والخروج بنتائج عملية واضحة تطبق بالتزام من كل الاطراف ويقع تجنيد كل أجهزة الدولة لتنفيذها مضيفة أن بن علي رحل ولم تسقط الدولة ورحلت حكومات الغنوشي والباجي وحمادي الجبالي وعلي العريض ومهدي جمعة والحبيب الصيد ولم تسقط الدولة.
وعبرت عن تخوفها من أن تحافظ السلطة على بقائها وتضحي بالدولة وتسقطها حتى وان استمرت أجهزتها في التواجد العلني المادي دون معنى حقيقي لمقومات الدولة وأدوارها وهيبتها وواجباتها وحقوقها وسيادتها الكاملة واستقلالية قرارها وسيطرتها المطلقة على كل حدودها وترابها الوطني.
وتحت عنوان “ماكينة أجندا الدم تدفع بالبلاد الى مرحلة التوحش” أبرزت (الشروق) أنه يمكن القول أن التحركات الاجتجاجية السلمية والمطالب التي رفعها المعتصمون لم تكن مرفوضة سياسيا ولا اجتماعيا واعتبرت شرعية من قبل كل الفرقاء الا أن نقل الاحتجاج من الحالة السلمية الى قطع التزود بالبترول وقطع “الفانا” يعد لحظة فارقة حولت التحرك من الاحتجاج الى المواجهة.
وأضافت أنه عادة ما تتم معالجة الاحتجاجات أمنيا الا أن العديد من المتابعين يطلبون معالجة الامر بعيدا عن العنف خاصة بعد أن تأكد وجود آلة تشتغل من خلال أجندا الدم لتأجيج الاوضاع ودفعها الى حالة من انهاك الدولة ثم الى حالة من التوحش بحرب الكل ضد الكل.
أما جريدة (المغرب) فقد أكدت في افتتاحيتها، أننا بصدد مشاهدة انزلاق خطير من احتجاج سلمي يطالب بالتشغيل والتنمية الى تأليب على قوات الامن والجيش والبحث عن الصدام معها وخلق حالة من الاحتقان والعنف تدفع بالحركة الاحتجاجية لشباب تطاوين الى متاهة تعرف مداخلها ولا يعلم احد كيفية الخروج منها مشيرة الى أن ما حصل هو تذبذب الاغلبية أمام اصرار الاقلية الناشطة الرافضة للاتفاق والاعتقاد بأنه بامكان تحصيل أفضل مما كان وأنه لا بد من التصعيد وقطع الانتاج نهائيا لان السلطات السياسية والبترولية لا تفهم الا لغة القوة وعندها سوف تخضع لكل المطالب القصورية وبصفة فورية.
وأوضحت في مقال آخر أنه لو افترضنا جدلا أن الحكومة فاسدة فالمفترض اسقاطها عبر المؤسسات الدستورية ولو افترضنا أن الدولة خائنة فانه يتعين تحديد الخونة فيها ومحاسبتهم بدل تدميرها ولو افترضنا أن مواردنا منهوبة فالمفترض أن نحدد من يعمل على نهبها الا أن نحل محل الدولة مضيفة أنه اذا كانت بعض الاطراف تجتهد في تدمير الدولة فالاولى من المحتج أن يحمي دولته قبل أن ينادي بحقوقه الفردية والجماعية الا اذا كانت له رؤية أخرى في الوطنية.
وسلطت جريدة (الصريح) الضوء على كيفية الخروج من الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد والحلول الممكنة للخروج منها خاصة بعد تكثيف التحذيرات القوية التي تؤكد وصول البلاد الى مشارف الكارثة معتبرة أن الكرة الان في مرمى يوسف الشاهد وما عليه الا مصارحة الشعب بحقيقة الاوضاع في البلاد والقطع النهائي مع سياسة الوعود الزائفة اضافة الى أن الفرصة مواتية أمامه للاستئناس بآراء كبار الخبراء والمختصين والعارفين بخصائص الاقتصاد التونسي وأصحاب التجربة في معالجة الازمات وايجاد الحلول الناجعة لها بعيدا عن سياسة الثأر والاقصاء والتهميش التي انتهجتها الحكومات السابقة وأدت بالبلاد الى مشارف هاوية سحيقة، وفق ما ورد بالصحيفة.
واعتبرت (الصباح) في مقال بصفحتها الثقافية، أن دراما رمضان 2017 ستكون تأكيدا لمدى استفادة الدراما والانتاجات التونسية من تعدد الفضاءات الاعلامية المفتوحة خاصة بعد أن تأكد الجميع من الاقبال الكبير للمتفرج التونسي على القنوات والمادة التلفزية التونسية من مسلسلات وسيتكومات ومسابقات ومنوعات وغيرها من الانتاجات الاخرى الخاصة ببرمجة هذا الشهر الكريم مضيفة أنه ينتظر أن تكون دراما هذا العام أكثر نضجا ودسامة مقارنة ببعض التجارب والاعمال في المواسم الماضية لعدة عوامل لعل من أبرزها تزايد عدد الانتاجات في هذا المستوى وما يفرضه منطق المنافسة ب”اعلاء سقف الابداعية” فضلا عن ما تزخر به الساحة التونسية من ممثلين متميزين من ناحية وتمرس “ماكينة الانتاج” الانتاج بما في ذلك المنتجين والمخرجين على “ذائقة” المتفرج التونسي من ناحية أخرى بالاستفادة من سيل الانتقادات التي واجهتها أغلب الاعمال السابقة.