“نداء تونس .. قصة سقوط مدو” و”الى يوسف الشاهد .. الفساد والارهاب توأمان لا ينفصلان والحرب عليهما واحدة” و”الديبلوماسية التونسية .. والملف الليبي” و”الاعلام الوطني والحرب على الفساد .. التدارك لا يزال ممكنا” و”رغم تدهور مقدرته الشرائية .. التونسي يتلف يوميا 900 ألف خبزة” و”مخدرات عنف مادي ولفظي في دراما رمضان .. المسلسلات دمار شامل للعائلات”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد الوطنية الصادرة اليوم الخميس.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم أن اعلان رئيس الحكومة المباغت الاسبوع الماضي شن حرب على الفساد واعتقال رموز لها أفضال كبيرة على عدد من القيادات الندائية القديمة والجديدة قد أفسد كل الحسابات ودفع بالقيادة الحالية لحزب نداء تونس الى شن هجوم مضاد باعتباره أفضل وسيلة للدفاع وللقول بأن الحزب بقياداته الحالية هو من أكبر الداعمين للحرب على الفساد مضيفة أن القيادة الحالية للنداء (ولا سيما المنتدبين الجدد) تحدس بانه سيكون ما قبل وما بعد الحرب على الفساد وأنه رغم كل الاحتياطات والتطمينات فلن تمر هذه الحرب بردا وسلاما على الجسم الندائي.
وأبرزت أنه بعد استراتيجيات أحكام السيطرة على البلاد ها هي القيادات الندائية ترى نفسها مضطرة لاتباع استراتيجيات النجاة من الغرق مشيرة الى أن المنتدبين الجد يتميزون بخبرة واسعة في هذا المجال.
وأكدت (الصريح) في مقال بصفحتها الخامسة، على ضرورة استنفار كل القوى في البلاد لمواجهة آفتي الارهاب والفساد بكافة أنواعهما المعنوية والمادية والفكرية والاعلامية والدعائية والتبريرية وهي مواجهة تتطلب مقاربة استراتيجية شاملة تبدأ أساسا من اجتثاث جذورهما وتجفيف منابعهما وتعطيل محاملهما وأبواقهما في فضاءات التنشئة والتكوين ومجالات الاعلام والتبليغ والدعاية وتلك الجمعيات والمنظمات المشبوهة ذات المظاهر “الخيرية” والمقاصد الشريرة بعيدا عن منطق الثورجيين وانتهازية الحقوقيين وشعارات الشعبويين.
وأضافت أن أكثر الدول ممارسة للديمقراطية وصيانة لحقوق الانسان والحريات في العالم كالولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما هي أشدها صرامة أمنية وعسكرية وردعية أما نحن وبضغط مفضوح وسئ النية من جهات داخلية وخارجية فنتقاعس في اتخاذ الاجراءات اللازمة وتفعيل القانون وتطبيق أحكامه بجدية، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت (الشروق) في افتتاحيتها، الى الملف الليبي خاصة وأن كل المؤشرات تؤكد أن الليبيين يقتربون من التسوية السياسية فقد أنهكت الحرب الجميع والتقت ارادة الليبيين مع ارادة القوى الدولية وخاصة دول الجوار العربي والافريقي والاوروبي أيضا لانهاء حالة الشلل التي تعيشها البلاد منذ أن تم اسقاط نظام الفاتح من سبتمبر في جريمة لا تشبهها الا جريمة اسقاط الولايات المتحدة الامريكية لنظام البعث في العراق.
واعتبرت أن تونس في حاجة أكيدة اليوم لفتح باب الاستثمار بالتعاون مع الليبيين الذين كانوا يتصدرون معدلات الاستثمار في بلادنا قبل “الربيع” ضمانا لمصالح البلاد العليا التي عبثت بها الترويكا كما أرادت مشيرة الى أنه للاسف لم يفعل الرئيس الباجي قائد السبسي الكثير من أجل استعادة موقعنا الطبيعي في ليبيا الذ تفرضه الجغرافيا والتاريخ، وحان الوقت اليوم وان بشئ من التأخير لاستعادة دورنا، وفق تقدير الصحيفة.
أما جريدة (الصحافة) فقد اهتمت في مقال بصفحتها الثالثة، بالاعلام الوطني والحرب على الفساد معتبرة أن الوقت لا يزال مناسبا للقيام بالمراجعات الضرورية كي يضرب الاعلام الوطني موعدا جديدا مع التاريخ ويبرز للقاصي والداني أهمية أنه أهل لهذه الحرية التي افتكها التونسيون بعد ملحمة 14 جانفي 2011 مضيفة أن المسؤولية ملقاة أولا على عاتق أهل المهنة من الصحفيين الجديرين بحمل هذه الصفة ثم من رغب من هياكل المهنة وأصحاب المؤسسات الاعلامية وأصحاب القرار فالمعركة مستمرة وتونس بحاجة لمن يعلي صوتها ويضحي حقا من أجلها.
وعرجت (الصباح) في ورقة خاصة على الاحصائيات التي نشرها المعهد الوطني للاستهلاك والتي خلصت الى أن التونسي يتلف 900 ألف خبزة يوميا الامر الذي يعكس الاستهلاك غير الرشيد لدى التونسي ومفارقة عجيبة بين تدهور مقدرته الشرائية من سنة الى أخرى وارتفاع منسوب استهلاكه وحجم اتلافه الذي فاق حدود التوقعات.
ونقلت عن المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك، طارق بن جازية، قوله ان هناك عدة اليات من المزمع اتخاذها للحد من هذا التبذير وترشيد الاستهلاك على غرار وضع خطة وطنية للحد من تبديد الخبز وحملات تحسيسية عن طريق الارساليات القصيرة أو عبر بعض الاذاعات والجرائد في محاولة للتحسيس والتوعية.
وفي الشأن الثقافي لاحظت جريدة (الشروق) أنه رغم ارتفاع نسب المشاهدة لبعض المسلسلات التونسية خلال الايام الاولى من شهر رمضان الا أن سيطرة مواضيع العنف المادي واللفظي والمخدرات والانحراف تدفع بالتساؤل حول مدى التصاقها بحقيقة المجتمع وانعكاسها على الاطفال والمراهقين.
وأضافت أن بعض مشاهد العنف المادي من ضرب وتكسير وردود فعل عنيفة وعبارات نابية لفتت عددا من المشاهدين كما تخلل استعمال المخدرات والزطلة ومشاهد السرقة و”المافيات” أجزاء من هذه الاعمال لا سيما مسلسل “أولاد مفيدة” الذي يحظى بنسب مشاهدة مرتفعة مشيرة الى أنه رغم رفض عدد من التونسيين لما يتم عرضه في المسلسلات التونسية ورغم استغرابهم مما تحتويه من مواضيع حول الانحراف بأنواعه الا أنهم يقبلون على متابعتها.