استأنف الُموظّفون والعُمّال مع بداية شهر سبتمبر الجاري العمل بنظام الحصتين بعد شهر رمضان والحصة الواحدة الذين لهما نظام غذائي خاص، من خلال ارتيادهم على المطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة بحكم طبيعة العمل التي تستوجب التوجه نحو هذه المطاعم القريبة من مركز العمل وعدم إضاعة الوقت…
44% من التونسيين يتناولون الغذاء خارج المنزل |
استأنف الُموظّفون والعُمّال مع بداية شهر سبتمبر الجاري العمل بنظام الحصتين بعد شهر رمضان والحصة الواحدة الذين لهما نظام غذائي خاص، من خلال ارتيادهم على المطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة بحكم طبيعة العمل التي تستوجب التوجه نحو هذه المطاعم القريبة من مركز العمل وعدم إضاعة الوقت.
ويبلغ عدد المطاعم في تونس الكبرى 3070 مطعما موزعين على 1885 في ولاية تونس (منها 608 في باب البحر و318 بحي الخضراء و185 بالمرسى و126 باب سويقة) و 251 مطعما بولاية منوبة وحوالي 500 مطعم في ولاية أريانة و 434 في ولاية بن عروس.
وفي هذا الإطار كشف بحث ميداني حول المستهلك التونسي وجودة خدمات المطاعم أعده المعهد الوطني للاستهلاك، على عينة من 700 شخص في إقليم تونس الكبرى، أن 44% من العينة المستجوبة تقبل على تناول الغذاء خارج المنزل ست مرات في الأسبوع و بنسب متقاربة لا سيما بين الذكور و الإناث.
ويهدف البحث إلى معرفة تقييم المستهلك التونسي لخدمات المطاعم بإقليم تونس الكبرى و مستوى إقباله عليها وتحديد تقييمه لخدمات المطاعم وتحديد نوعية المستهلك الذي يقصد المطاعم بإقليم تونس علاوة على التعرف على أبرز الأكلات التي يقبل عليها المستهلك التونسي بالمطاعم. إلى جانب معرفة مدى وعي المستهلك التونسي للشروط الصحية الواجب توفرها في الأكلات بالمطاعم و قيمتها الغذائية والمشاكل و المصاعب التي يتعرض لها المستهلك التونسي في مستوى المطاعم.
وتعتبر أغلبية العينة المستجوبة أن معدل تكلفة الغذاء خارج المنزل في الأسبوع تقدر بنحو 20 دينار. كما تعتمد 78.9% من العينة المستجوبة على تذاكر الأكل ويتراوح معدل قيمة تذكرة الأكل حسب العينة المستجوبة والتي تتمتع بتذاكر الأكل ما بين“ 5“ و “6.6” دنانير.
وبيّن البحث من جهة أخرى أن 46% من العينة المستجوبة تتناول أكلة خفيفة أو ما يُعرف "بالتحريشة" أثناء أوقات العمل.
# رفض جلب الأكل من المنزل
كما أظهرت نتائج الاستبيان أنّ حوالي 70 % من المستجوبين يرفضون جلب الأكل من المنزل، وتنحصر أهم أسباب عدم جلب الأكل من المنزل في أن أوقات العمل غير منتظمة مما يفسر هذه النسبة المرتفعة، فالأكل الذي يتم جلبه من المطعم يمكن أكله في أي وقت بينما الأكل من المنزل يجب على حامله تخصيص وقت كاف ليتمكن من تناوله.
غير أن العينة المستجوبة ترى أن أكل المنزل يتميز بأنه أكلة صحية (94.7 (% وبأنها أقل تكلفة (86.7 (% من الأكل في المطاعم وذلك حسب درجة الأهمية.
أما بالنسبة للأماكن التي يلتجأ إليها المستجوبون لتناول غذاءهم فهي غير متماثلة إذ يمكن القول أن الإناث يقصدون المطاعم بالوجبة أساسا خلافا للذكور الذين يقصدون المطاعم الشعبية و العربات المتجولة أكثر.كما يمكن ملاحظة أن المستجوبون ذوي الدخل الشهري يفوق 1200 دينار فهم من مرتادي المطاعم بالوجبة.
وأظهر البحث أيضا أن العامل الأساسي و المحدد لاختيار المطعم أو محل الأكل هو فخامة المطعم أو المحل، يليه في الأهمية القيمة الغذائية وهي عناصر تؤثر دائما في اختيار المستهلك.في حين أن جودة الخدمات و قرب المطعم أو المحل تأتي كخاصيات في المرتبة الأخيرة و هذا ما يمكن تفسيره بطبيعة العينة المستجوبة.
# نسبة الرضا
يُتبيّن من النتائج المسجلة أن نسبة رضاء المستهلك التونسي لجودة الخدمات المقدمة لا تختلف باختلاف الأماكن التي يلتجأ إليها لتناول وجبة الغذاء، إذ أن المطاعم بالوجبة تكتسح المرتبة الأولى بتميزها عن غيرها بحسن و جودة الاستقبال، بنظافة المحل و العاملين فيه، بتنوع الأكلات المقدمة و قيمتها الغذائية، وبالمحافظة على الشروط الصحية و أخيرا بسرعة التقديم ولكن عند الوقوف عند عامل السعر فإن الأمر ينعكس كليا فالسعر المعمول به في المطاعم بالوجبة لا يعتبر مرضى مقارنة بالمطاعم الشعبية أو محلات الأكلة السريعة أو العربات المتجولة التي تمتلك هذه الميزة الوحيدة من بين الخصائص المذكورة.
كما أن محلات الأكلة السريعة تتمتع بالدرجة الثانية من حيث نسبة رضاء المستهلكين و أن المطاعم الشعبية تأتى في المرتبة الثالثة والعربات المتجولة في المرتبة الرابعة بدون اعتبار عامل السعر.
وتعتبر أغلبية العينة المستجوبة أن ساعات العمل اليومية هي 8 والمدة المخصصة للراحة بين الفترة الصباحية و المسائية للعمل في اليوم هي 60 دقيقة أما المدة المخصصة للأكل في المطاعم 30 دقيقة. ومن الأسباب التي تجعل المستهلك يقبل على أكلات المطاعم والمحلات الارتباط بساعات العمل (93%) و الوقت الضيق ( 85.7%) و السرعة في تناول الوجبة (64.7%) وعدم الرجوع إلى المنزل بين الأوقات (86.6%) إلى جانب البعد من مقر الإقامة(89.4%)
#اهتمامات المستهلك التونسي
تُعدّ خاصية الاهتمام بالشروط الصحية من الخاصيات التي حظيت بالدرجة العالية فنسبتها تقدر بـنسبة 94.6 % و تتبعها خاصية نظافة العاملين في المطعم و نظافة المحل بنسب متقاربة جدا مع العلم و أن هذا الاهتمام لا يتأثر حسب عوامل مثل الجنس و الفئة العمرية. ومت هذا المنطلق، أيا كان الجنس و العمر، فإن المستجوبون يطالبون المطاعم باحترام الشروط الصحية و النظافة سواء نظافة المحل أو نظافة العمال. و ترى 20.7% من العينة المستجوبة أن هناك مخاطر ومشاكل إذ أن 72.3% منها أبدت تخوفا من مسألة إعادة استعمال زيوت الطهي و 45.6% تعتبر أن هناك استعمال نكثف للمواد الدسمة وعبرت 36.4% منها عن تخوفها من تقديم أكلات قديمة
|
رياض بودربالة |