عقدت حركة نداء تونس، مساء أمس الأربعاء بالعاصمة، ندوة فكرية حول “مواجهة التطرف وقضايا الأمن القومي .. من أجل رؤية فكرية وسياسية”، مثلت مناسبة لإبراز رؤية الحركة فى مجال مقاومة هذه الآفة والمقاربات الإستراتيجية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية الواجب تبنيها “لتحصين الناشئة والشباب والبلاد ضد كل مظاهر التطرف والتشدد والإنزلاق نحو السلوكات العنيفة الدخيلة عن المجتمع التونسي”.
وقد أبرز عدد من المشاركين في أشغال الندوة أن “حركة الفكر التونسي وعلى امتداد تاريخها الطويل، ركزت دائما على إعلاء قيم الإعتدال والتسامح والوسطية وسعت إلى غرسها فى الشخصية والهوية الثقافية والحضارية التونسية”.
ولدى تدخله اعتبر القيادي بحركة نداء تونس، خالد شوكات، أن “قرار التوافق السياسي القائم اليوم فى تونس، كان ضرورة استراتيجية وسياسية لضمان ديمومة الإستقرار الإجتماعي والسياسي فى البلاد”، قائلا إن “مواقف بعض أطياف ومكونات المشهد السياسي وإصرار البعض الآخر على الحكم والمعارضة فى الوقت ذاته هو أشبه ما يكون بالبدعة السياسية التونسية التي يجب أن لا تتواصل”. ودعا في هذا الصدد “بعض الأحزاب السياسية التي تنتهج هذا الأسلوب” وتمارس ما أسماه “المراهقة السياسوية والحزباوية الضيقة”، إلى “الكف عن هذه الممارسات لأنها لن تمر أبدا”، حسب رأيه.
أما القيادي بحركة نداء تونس عبد الجليل بن سالم، وزير الشؤون الدينية الأسبق، فقد استعرض من جانبه “تطور الفكر الإسلامي وظروف نشاة بعض مظاهر التشدد فى تفسير النص القرآني والسني” وهو نسق فكري قال بن سالم إنه تواصل إلى اليوم وكان محل “جدل طويل ومعقد ومزايدات مختلفة وتوظيفات إيديولوجية وسياسية وأحيانا مصلحية ضيقة، ما أفضى فى السنوات الأخيرة إلى بروز تيارات رافضة للفكر الآخر وللرأي المخالف وموغلة فى التشدد والتطرف”.
كما تم التأكيد خلال هذا اللقاء الذي حضره بالخصوص حافظ قايد السبسي، المدير التنفيذي لنداء تونس وعدد من القياديين بها، على ضرورة تعبئة كل جهود مكونات المشهد السياسي والمجتمع المدني فى تونس، “للتصدي لخطر الفكر العنيف والمتطرف، لضمان استمرارية الدولة التونسية الحداثية”.