تحصّل سفير الأردن في بروكسل أحمد مصدّح على دعم خمس دول أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط (فرنسا ومصر وتونس و إسبانيا والأردن) لتعيينه أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط
الأمانة العامة الاتحاد من أجل المتوسط: دعم الأردن رغم تحبيذ تونس |
تحصّل سفير الأردن في بروكسل أحمد مصدّح على دعم خمس دول أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط (فرنسا ومصر وتونس و إسبانيا والأردن) لتعيينه أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط، الذي مازال شاغرا إلى حدّ الآن بسبب العديد من الخلافات السياسية.
وجاء دعم المرشح الأردني على هامش اجتماع وزراء خارجية مصر وفرنسا وإسبانيا وتونس والأردن المنعقد في القاهرة (يوم الثلاثاء) لمحاولة إحياء مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي لم يتم تفعيله بعد رغم مرور عام ونصف على تأسيسه بمبادرة من الرئيس الفرنسي فرانسوا ساركوزي يوم 13 جوان 2008.
ويضمّ الاتحاد من أجل المتوسط قرابة 40 دولة من بينها دول الاتحاد الأوروبي وتركيا وإسرائيل والدول العربية الواقعة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.
وسيتيح تعيين أمين عام للاتحاد من أجل المتوسط في أسرع وقت ممكن (وهو موضوع يتمّ بحثه منذ عدة شهور) إمكانية الإعداد للقمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط المقرر إجراؤها في برشلونة خلال شهر جوان المقبل، في اطار الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي.
ومع أنّ فرنسا رحبت بترشح الأردني أحمد مصدّح، إلا أنها لم تخف في السابق تأييدها أن يؤول المنصب إلى شخصية تونسية. لكن تونس لم تقدّم ترشحها لتولي منصب الأمانة العامة للاتحاد بسبب امتعاضها من اختيار إسبانيا مقرا دائما للأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط.
ووقع اختيار برشلونة لاحتضان المقر الدائم للاتحاد عوضا عن تونس، بعدما اعترضت سوريا ولبنان والجزائر على ذلك لاعتبارات تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل بدعوى أنّ المقرّ الدائم للأمانة العامة بتونس يوفر فرصة لتواجد الأمين العام المساعد الممثل لإسرائيل على أرض تونس، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة إليها.
مع العلم أنّ الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط سيكون لديه مساعدين، وهم من جنسية فلسطينية وإسرائيلية وتركية علاوة عن ممثل من الجامعة العربية.
وتأتي مساندة ترشح الأردني لمنصب الأمانة العامة (الذي يجب أن يكون من جنوب حوض البحر المتوسط) نتيجة عدم ترشح عدّة بلدان عربية متوسطية كالمغرب التي تتنازع مع الجزائر حول الصحراء الغربية، وهي تعتبر أن ترشحها ستعترض عليه الجزائر. وكذلك سوريا التي لا تجد مساندة قوية بالنظر إلى عقلاقاتها الخارجية المتوترة مع الغرب، ولبنان وليبيا اللذان يرفضان التعاطي مع إسرائيل. وبالتالي لم يبق إلا الأردن الذي يتمتع بعلاقات ديبلوماسية هادئة مع دول الاتحاد.
ومن المتوقع أن يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد اجتماعا آخر يوم 12 جانفي 2010 في بروكسل من أجل إعداد توصية مشتركة ترفع إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء كي يتمّ تعيين الأردني أحمد مصدّح بشكل نهائي وبأسرع وقت ممكن أمينا عاما من أجل الانعكاف على إعداد القمة الثانية للاتحاد في برشلونة.
ويهدف الاتحاد من أجل المتوسط إلى إقامة مشروعات مشتركة بين دول شمال وجنوب المتوسط في مجالات متعددة من بينها البيئة والنقل والطاقة والثقافة والتعليم، لكنه مشروع يبقى معلقا (رغم مساعي تفعيله) بسبب الخلافات الجوهرية مع إسرائيل خاصة بعد عدوانها الوحشي نهاية العام الماضي على قطاع غزة. |
خ ب ب
|