واشنطن: تحذير من اغتيال ثالث في تونس …لا وجود لمؤشرات على انتهاء المعارك مع الجماعات المسلحة

اعتبر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مسار الانتقال الديمقراطي في تونس مسارا هشا تتهدده العديد من المخاطر والعقبات خاصة التهديدات الإرهابية ونشاط الجماعات الجهادية في البلاد .

وحذر معهد واشنطن في دراسته من خطورة حدوث اغتيال سياسي ثالث بعد اغتيال القياديين في المعارضة شكري بلعيد ومحمد البراهمي، مؤكداً بالقول: "في حال وقوع اغتيال ثالث، لاسيما إذا استهدف حزب "نداء تونس"، فقد يؤدي إلى اندلاع اضطرابات على نطاق واسع.

وأضاف المعهد في الدراسة التي أعدها الباحث هارون زيلين، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية في شمال إفريقيا، أن الطريق السياسي إلى الأمام في تونس لن يكون سهلاً، وأن جميع أطراف الطيف السياسي العلمانيين والإسلاميين على حد سواء لا تزال تأوي مشاعر عدم الثقة تجاه بعضها بعضاً فضلاً عن مظالم وشكاوى مختلفة، خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي أعقبت اغتيال الزعيم السياسي العلماني محمد البراهمي في أواخر يوليو 2013.

وأورد المعهد في دراسته  و حسب ما جاء في موقع العربية-نت أنه لا تزال هناك العديد من العقبات المحتملة أمام تونس، فإذا كانت الأحزاب السياسية الرئيسية راغبة في مواصلة مضيها في طريق الإجماع وكذلك وضع أهداف جادة للإصلاح الاقتصادي، فإن مستقبل تونس سيكون من النقاط المضيئة في المنطقة، فالعملية هشّة وهناك مخاطر ضخمة تكمن في كل الثنايا والمنحنيات، وهي جميعها أسباب تدعو الأطراف للعمل بسرعة للوصول إلى الانتخابات وإكمال المرحلة الانتقالية.

وأشار معهد واشنطن إلى أن "تخفيض توقعات النمو الصادرة عن صندوق النقد الدولي في وقت سابق والسياسات الحكومية من أجل تضييق عجز الميزانية المتزايد من خلال إجراءات التقشف يمكن أن تتسبب في مزيد من الاضطرابات، خاصة في ظل الانزعاج الذي أبداه المانحون من فشل الحكومة في الوفاء بوعود الإصلاح الاقتصادي التي كانت قد قطعتها سابقاً.

وأضاف المعهد ورغم أن الاقتصاد التونسي قد تجنّب تجدد الركود، إلا أن تجدد النمو يبدو بعيد المنال مثلما كان دائماً، خاصة لخريجي الجامعات الجدد، الذين يعانون من أعلى مستويات البطالة في البلاد، فالكثير من الشباب المثقف أصبح يبحث عن فرص للعمل في الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

وحول القتال الدائر بين السلطات التونسية والجماعات المسلحة وفي جبل الشعانبي على طول الحدود الغربية مع الجزائر، قال المعهد إنه "لا تبدو هناك مؤشرات على انتهائه. وإذا قرر المقاتلون توسيع نطاق ميدان المعركة ليمتد إلى مراكز المدن الكبرى، فإن ذلك سوف يضعف أي جهود لإكمال المرحلة الانتقالية.