“الشاهد يرفض أن يكون “طرطورا”..الغنوشي لا يريده في القصبة والرئيس قايد السبسي يمنحه فرصة أخرى” و”بعد ارتفاع الاحتياطي المحلي من العملة الأجنبية..خبراء يقيّمون ويقدّمون الحلول” و”جرايات تقاعد المسؤولين هي سبب عجز الصناديق الاجتماعية” و”واشنطن كدّستهم على حدود ليبيا: مخطط “إغراق” تونس والجزائر بـ”الدواعش” و”‘الستاغ’ تقترض من البنوك لدعم الفواتير”، مثلت أبرز العناوين التي أثثت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاثنين 28 أوت 2017.
فقد أفادت صحيفة “الصريح”، بأنه وبعد سنة من تشكيلها، يجمع جلّ الملاحظين على أن حكومة يوسف الشاهد لم توفق في “الوقوف لتونس”، مثلما وعد بذلك رئيسها في بيان له أمام البرلمان وأن الوضع بقي على ما هو عليه، بل وازداد سوءا، حيث تبرز كل المؤشرات الاقتصادية حمراء والمالية العمومية في حالة افلاس غير معلن، معتبرا بأنها حافظت تقريبا، على نفس سلبيات حكومات ما بعد الثورة من حيث غياب الكفاءة والرؤية ونقص التجربة، انضافت اليها تعلق شبهات “فساد” ببعض أعضاءها والتي أدت الى الآن الى اسقاط وزير، فضلا عن الشغورات في كل من وزارات التربية والمالية والتعاون الدولي والتي جعلت الحكومة شبه مشلولة.
وفي ما يتعلق بالتحوير الوزاري، لاحظ المقال أن خلاصة النتائج الأولية التي أجراها رئيس الحكومة في هذا الشأن تظهر موقفه الرافض لأن يكون “طرطورا”، خاصة بعد أن عمد راشد الغنوشي في اطلالته التلفزية الأخيرة على قناة “نسمة” الى دعوته الى عدم الترشح لاستحقاق 2019 الى جانب محاولة فرض املاءات عليه في اختيار تركيبة الفريق الذي سيعمل معه من خلال رفع “فيتو” مفاده أن يقتصر التحوير على سد الشغورات…
وفي الشأن الاقتصادي، أشارت صحيفة “البيان” في مقال ورد بصفحتها الخامسة، الى الورقة التي نشرها الأسبوع الماضي البنك المركزي والتي أقر من خلالها بارتفاع الاحتياطي المحلي من العملة الأجنبية الى 103 أيام من التوريد، مفسرا هذا التطور بحصول تونس على قرض من البنك الدولي بقيمة 456 مليون يورو الأسبوع الفارط.
وفي تصريح للصحيفة، أوضح الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي بأن الاحتياطات من العملة الأجنبية تعتبر صمام أمان مالي يتم استخدامها لتلبية الحاجيات الاستراتيجية من السيولة للاقتصاد المحلي في حالة وجدت ضغوطات على الحسابات الخارجية، كما اعتبرها ضمانا بالنسبة للدائنين والمستثمرين الأجانب تؤكد قدرة البلاد على دفع ديونها وتأمين استمرارية التحويلات مع الخارج. في المقابل، أكد أن توفير مخزونات هذه العملة من خلال القروض الخارجية لا تخلق ثروة وانتاجية، على عكس المخزون الاحتياطي المتأتي من عمليات التصدير والتبادل التجاري وعائدات القطاع السياحي وتحويلات التونسيين العاملين في الخارج…
وفي موضوع آخر، أوردت صحيفة “المصور”، مطالبة عدد من أعوان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، بالكف عن الحديث عن عجز الصناديق الاجتماعية “لأن السبب يعزى الى علة مزمنة أصابت الأنظمة والقوانين الخصوصية المتعلقة بتقاعد الوزراء وكتاب الدولة والنواب والمستشارين والولاة”، وفق تقديرهم، قائلين في رسالة مفتوحة “نسألك عما يمكن أن تفعله، وأنت الوزير، حتى لا تعيد على أسماع التونسيين اسطوانة عجز الصناديق الاجتماعية وتذكرهم في كل مرة بأن العجز يقدر بألفي مليار من المليمات…”
وأضاف هؤلاء الأعوان موضحين في رسالتهم الموجهة للوزير، بأن كل الذين تم ذكرهم (وزراء و كتاب دولة ونواب ومستشارين…)، يتمتعون بجرايات التقاعد دون أن تتجاوز النسبة 90 بالمائة من المرتب المعتمد في تصفية الجراية، معتبرين ان ذلك هو عين الفساد، حيث يكبد الدولة خسائر تقدر بأكثر من 250 مليارا سنويا. واستشهدوا في هذا الخصوص بوزيرة المرأة في عهد “الترويكا” سهام بادي، والتي تحصل منذ أن غادرت الوزارة على جراية تقاعد قدرها ألفان وستمائة دينار شهريا، رغم أنها لم تبق في المنصب المذكور سوى 18 شهرا…
من جهتها، كشفت صحيفة “الشروق” في تحقيق خاص، عن تخوف تقارير استخباراتية جزائرية من أمريكا التي تدفع نحو مزيد تأزيم الملف الليبي بممارستها ضغوطا على تنظيم “داعش” لحمل عناصره ومن بينهم مقاتلون أجانب، على إعادة التجمع في شكل خلايا أصغر وأكثر انتشارا بتونس والجزائر على اعتبار انهما الأكثر ارتباطا جغرافيا بليبيا والأقرب اليها، حيث حذرت هذه التقارير من خطورة تحول مسلحي “داعش” الى مناطق أخرى من الأراضي الليبية صوب الحدود الجزائرية التونسية، ضمن تكتيك أمريكي يتمثل في التراجع عن دعم الخيار السياسي للحل في ليبيا، من خلال الانسحاب التدريجي لإدارة دونالد ترامب من الملف الليبي لصالح أطراف دولية أخرى.
وعلى صعيد متصل، شددت مصادر دبلوماسية جزائرية أن مبعوث الامين العام للأمم المتحدة، اللبناني غسان سلامة، يواجه متاعب مع الولايات المتحدة الأمريكية التي “تنصلت” من مسؤوليتها إزاء ما يجري في ليبيا على الرغم من التغلغل الدبلوماسي والاستخباراتي لواشنطن مع زعماء قبائل وقادة ميليشيات ليبية فاعلة. وفي إطار جولته الى دول الجوار الليبي، أشار المقال الى أنه من المنتظر أن يزور غسان سلامة في وقت لاحق تونس، التي تتناغم في طرحها مع المقاربة الجزائرية لحل الأزمة الليبية التي تتصدر اهتمام البلدين لتداعياتها الأمنية والمجتمعية الخطيرة عليهما.
وألقت صحيفة “الصباح الأسبوعي” الضوء، على الحملة التي اطلقتها منذ بداية الأسبوع الفارط، الجامعة العامة للكهرباء والغاز، والمتمثلة في جملة من الوقفات الاحتجاجية دفاعا عن هذا المرفق العمومي ودعما لدوره الاستراتيجي وذلك قبل المرور الى عقد مجلس قطاعي قد يتقرر على اثره الاضراب.
وأكد كاتب عام الجامعة عبد القادر الجلاصي، في تصريحه للصحيفة المذكورة، التوجه نحو الاضراب بعد أن تخلت الدولة عن التزاماتها تجاه الشركة باعتبار أن الكهرباء مدعّم، مبينا ان الحكومة رصدت في ميزانية 2017 للمؤسسة 190 مليون دينار بما يساعدها على التزود بالغاز لتصنيع الكهرباء، لكنها لم تصرف منها أي مليم، مما اضطر المؤسسة للاقتراض من البنوك المحلية بفوائض مرتفعة لخلاص المزودين بالعملة الصعبة…