بسقوطه المدوي امام الأهلي المصري بسداسية كاملة (2-6 ) مساء الاحد على ملعب برج العرب بالإسكندرية في إياب الدور نصف النهائي لرابطة ابطال افريقيا لكرة القدم يكون النجم الساحلي قد تلقى اثقل خسارة في تاريخ مشاركاته القارية في مختلف المسابقات منذ اكثر من ثلاثة عقود وحكم على نفسه بمغادرة المسابقة من الباب الصغير.
سفينة النجم الساحلي تقاذفتها امس أمواج هيجان هجومي اهلاوي عنيف جرف معه أحلام الفريق في القبض على اللقب الافريقي العاشر فلم تدرك شاطئ الامان ولم تتمكن على الأقل من الخروج باخف الاضرار .
وقد اظهر مدرب الفريق هوبار فيلود سذاجة تكتيكية في مباراة برج العرب وبدا متخبطا في اختياراته مما تسبب في فوضى تكتيكية على الملعب وأداء فردي وجماعي مهزوز بشكل غير مسبوق فلاح الفريق تائها ومفكك الخطوط ليتجرع هزيمة مذلة بسداسية هي الثانية منذ تاسيسه بعد تلك التي تلقاها امام الاتحاد المنستيري 5-6 في بداية تسعينيات القرن الماضي في اطار البطولة.
وباغت الفني الفرنسي الذي كان قد صرح قبل المباراة انه لا ينوي ادخال تعديلات كبيرة على تشكيلة الفريق مقارنة بتلك التي خاضت جولة الذهاب في سوسة الملاحظين بالقيام بثلاثة تغييرات دفعة واحدة من خلال اقحام رامي البدوي في محور الدفاع وحمزة لحمر في وسط الميدان والبرازيلي اكوستا في الهجوم.
ولئن يعتبر إعادة البدوي الى وسط الدفاع مقبولا باعتباره كان قد تغيب عن لقاء الذهاب بداعي الإصابة فان قرار الاستغناء عن عمر كوناتي واستبداله بزياد بوغطاس يثير فعلا الاستغراب خاصة وان المالي كان دائما أساسيا في مختلف المباريات السابقة سواء في البطولة او في رابطة الابطال الافريقية.
اما قرار تشريك حمزة لحمر هو الاخر لم يكن موفقا باعتبار فترة الفراغ التي يمر بها هذا اللاعب منذ فترة ما جعله يفقد مكانه في المنتخب كما انه لم يكن جاهزا امس ولم ينجح في تنفيذ الكرات الثابتة التي تعتبر احدى نقاط قوته وذلك اضافة الى ان طبيعة المنافسة تقتضي وجود لاعب يتميز بالاندفاع ويتمتع بجاهزية بدنية عالية لكسب المواجهات الثنائية وهي خصال لا تتوفر في لحمر .وقد كان من الاجدر التعويل على لاعب فكاك ثالث اكثر قدرة على استرجاع الكرة وتامين التغطية الدفاعية ومجادلة المنافس باندفاع.
ومن جهته لم يكن المهاجم البرازيلي ديوغو اكوستا في مستوى الانتظارات وهو الذي كان في عدة مقابلات محل سخط كبير من قبل احباء النجم الساحلي لعدم نجاعته الهجومية لكن مدربه فيلود تمسك مجددا بخدماته على حساب المنتدب حديثا المصري عمرو مرعي الذي قدم مردودا محترما في المباريات الماضية وقاد الفريق الى التاهل نحو المربع الذهبي بتسجيله هدفي الفوز امام الأهلي الليبي وساهم في الانتصار ذهابا على الأهلي بتحركاته السريعة ولعبه الهوائي الجيد في الوقت الذي كان فيه اكوستا موقوفا.
وما يعاب أيضا على المدرب فيلود فشله في قراءة احداث المباراة وإدارة مجرياتها اذ انه لم يتدخل لتعديل الاوتار إزاء الانحلال الواضح في الخط الخلفي ولعل طريقة قبول الهدفين الثاني والثالث بنفس الشاكلة من توغلين في ظهر الدفاع وعرضيتين على المستوى القائم الثاني في اتجاه المغربي وليد ازارو لاعب الاهلي يقيم الدليل على ان التخطيط التكتيكي لهذا الفني الفرنسي لم يكن في مستوى الرهان.
وحتى لا يكون المدرب فيلود الشماعة التي يعلق عليها الفشل كله لا بد من ذكر بعض الأسباب الاخرى التي ساهمت في هذه النكسة .ويتحمل عدد من اللاعبين قسطا كبيرا في هذا الانسحاب المرير بعد المردود الهزيل الذي ظهر به الفريق.
فلم يؤدي الحارس ايمن المثلوثي دوره بالشكل المطلوب على مستوى توجيه زملائه واصلاح تمركزهم دفاعا اضافة الى انه يتحمل جانبا من المسؤولية في قبول الهدف الأول بعدم غلقه الزاوية . اما غازي عبد الرزاق فقد ارتكب اخطاء بدائية عندما تسبب في مخالفات مجانية على غرار تلك التي سجل منها علي معلول الهدف الأول للاهلي منذ بداية المباراة. ومن ناحيته ظهر زياد بوغطاس بتحركاته البطيئة ولم يكن موفقا في تمركزه .
وبعد الهزيمة المخيبة تعود مسالة الانتدابات ومدى جدواها لتطفو الى السطح اذا ان بعض اللاعبين المنتدبين بقوا خارج الخدمة ولم يتم الاعتماد عليهم في مثل هذه المناسبات الكبرى. فالابقاء على ثلاثة لاعبين أجانب دفعة واحدة على دكة الاحتياط جاك مبي وعمر كوناتي وعمرو مرعي أضافة الى امين الشرميطي يطرح اكثر من سؤال حول قيمة هذه العناصر المنتدبة خلال الميركاتو الصيفي الفارط والتي كلفت الفريق اموالا طائلة .
كما تبين ان عدم خوض الفريق مقابلات كافية في الفترة الماضية اثر على جاهزية اللاعبين الذين افتقدوا نسق المنافسة فيما خاض الأهلي مباريات البطولة المصرية وكانت عناصره جاهزة بدنيا وذهنيا .
وبعد الخروج المهين للفريق ستكون هيئة النجم الساحلي مدعوة لاستخلاص العبر اللازمة من اجل تصحيح المسار واعادة الاعتبار قاريا لبريق النجمة التي لم تعرف مثل هذه الخيبة من حيث ثقل الهزيمة منذ منتصف التسعينات .