تونس : رئيس الحكومة الجديد يتوعد بمقاومة جميع اشكال الفساد والرشوة والمعارضة تتهمه بالفشل

بعد مخاض دام اكثر من شهرين تمكن رباعي الحوار الوطني مساء يوم السبت 14 ديسمبر 2013 من اختيار وزير الصناعة الحالي مهدي جمعة لتولي منصب رئاسة الحكومة المقبلة بالتصويت وليس بالتوافق لما شهده الاجتماع من توتر وانسحابات في صفوف احزاب جبهة الانقاذ.

وتمتع مهدي جمعة بأصوات 9 احزاب من بين 11 حزبا وهم كل من حركة النهضة وحزب التكتل   وحزب المبادرة وحزب الإقلاع وحزب الخيار الثالث وحركة الجمهورية وحركة التونسي للحرية والكرامة وحزب الأمان والحزب الوطني الحر

من جانب اخر صوت حزبين فقط للمرشح جلول عياد وهما كل من حزب آفاق تونس  والتحالف الديمقراطي في حين ورفض بقية الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني والإدلاء بأصواتهم  الى جانب انسحاب كل من حركة نداء تونس والحزب الجمهوري من اجتماع ليلة السبت.

وخلف تعيين وزير الصناعة مهدي جمعة في حكومة علي العريض المحسوب على حركة النهضة العديد من ردود الافعال لما اعتبروه انه ينتمي الى الحكومة الحالية وغير مستقل وله توجهات نهضوية في حين قبلت احزاب اخرى مهدي جمعة واعتبرت اختياره خطوة ايجابية لحل الازمة.

ومباشرة بعد الاعلان الرسمي عن نتائج التصويت التي توصلت الى تولي مهدي جمعة رئاسة الحكومة بعد استقالة حكومة علي العريض أعلن التحالف الديمقراطي أنه سيدعم الحكومة القادمة وسيطلب منها الالتزام ببنود خارطة الطريق وتحييد الجهاز التنفيذي .

كما اعرب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في ندوة صحفية  مباشرة بعد اختيار رئيس الحكومة المقبلة إن له الثقة في مهدي جمعة الذي سيكون خير خلف لخير سلف حسب تعبيره مؤكدا أنه لم يقع تلاعب في التصويت الذي تم تحت أعين الكاميرا .

من جانب اخر لم يرق التصويت لبعض الاحزاب الاخرى التي عبرت عن رفضها القاطع لمهدي جمعة على غرار الجبهة الشعبية حيث وصف القيادي في الجبهة الشعبية منجي الرحوي الحكومة القادمة بالنسخة الثالثة من حكومة الترويكا لأنها ليست توافقية على حد تعبيره.

كما صرح القيادي في الجبهة الشعبية حمة الهمامي مباشرة بعد اختيار رئيس الحكومة المقبلة مهدي جمعة إنه لا يُعقل أن يكون رئيس الحكومة القادمة من حكومة علي العريض الفاشلةعلى حد قوله.

وقال الباجي قايد السبسي زعيم حركة نداء تونس  ان الحركة قد انسحبت من الحوار لما لمسته من انحراف في مساره ودخوله في متهات اخرى.

وفي اول تصريح له علق مهدي جمعة على هذا الحدث على صفحته الرسمية على الفايسبوك، قائلا أن الحكومة الجديدة سترى النور في ظرف لا يتجاوز الأسبوع وسيكون للشباب فيها نصيب الأسد، واعدا أن يولي أهمية كبرى لمقاومة جميع أشكال الرشوة والفساد .

واكد مهدي جمعة أنه سيعمل على رفع راية تونس بين الأمم وسيكون على نفس المسافة مع جميع الأحزاب وجميع أطياف الشعب التونسي مهما كان توجههم السياسي أو الديني أو الفكري .

هذا واختلفت الآراء حولى تولى مهدي جمعة منصب رئاسة الحكومة بين القبول والرفض في المواقع الاجتماعية فهناك من اعتبر انها حنكة و دهاء سياسي من طرف حركة النهضة  بتنصيب وزير تابع لحكومة علي العريض التابعة للحركة الاسلامية على حساب المعارضة التونسية الفاشلة على حد تعبيرهم.

في حين ذهب البعض الاخر الى القبول بشخص مهدي جمعة الذي كانت له قرارات مصيرية ايجابية في شان بعض المسؤولين في مؤسسات الدولة والى تقدير وضع البلاد الاستعجالي الذي يتطلب رئيس حكومة في اقرب الآجال لاستكمال بنود خريطة طريق رباعي الحوار الوطني لاخراج البلاد من الازمة السياسية وبالتالي تتبعها جميع الازمات.

رحمة الشارني