معاناة يومية وعلى مدار السنة صيفا وشتاء تلك التي يعيشها متساكنو منطقة “دوار هيشر” من ولاية منوبة مع خط الحافلة الصفراء 55 التي تربط بين دوار هيشر ومحطة حي علي بلهوان بالعاصمة.
رحلة المعاناة أو كما يسميها البعض برحلة الشتاء والصيف تنطلق يوميا بطول الانتظار في محطة الحافلة 55 الغير مهيأة بدورها وتنتهي بالوصول في ساعة متأخرة الى العمل أو الدراسة بعد عناء كبير وتدافع في حافلة صغيرة الحجم ومكتظة بالراكبين بسبب تأخر السفرات، فمن يسعفه الحظ يجد كرسيا ليرمي عليه جسده المثقل والأقل حظا يجد مكانا داخل الحافلة فيما يبقى آخرون يتدلون من الباب في رحلة محفوفة بالمخاطر.
مشهد يتكرر يوميا مع الخط 55 الذي يعاني من نقص في الحافلات فرغم التطور الديموغرافي والكثافة السكانية لهذا الحي فإن خدمات شركة نقل تونس لم تواكب هذا التزايد السكاني وبقيت دون تطلعات مستعملي هذا الخط الذين سئموا في كل مرة الاحتجاج والتشكيات اذ عمدوا الأسبوع الماضي الى غلق شارع الشهداء على مستوى نهاية الخط 55 المحاذي لمستشفى حي التضامن من ولاية أريانة ومنع مرور الحافلة 55 احتجاجا على هذا الوضع.
“المصدر” التقى عدد من متساكني “دوار هيشر” الذين عبروا في حديثهم عن امتعاضهم من الوضع المؤرق للنقل العمومي والتهميش الذي تعاني منه الجهة ومعاناتهم اليومية مع خط الحافلة 55 حيث لم تخفي احدى المواطنات في حديثها تعرضها للطرد في مناسبتين جراء الوصول متأخرة الى مقر عملها بسبب نقص الحافلات وعدد السفرات المبرمجة.
فتاة أخرى رفضت التصوير أكدت ان تأخر الرحلات يتسبب يوميا بغض النظر عن وصولها متأخرة الى مركز عملها في اكتضاض الحافلة مما يعرضها للتحرش والسرقة ولكنها تقول انها مجبرة على ركوب الحافلة لانه لا يوجد أمامها أي خير سوى هذه الحافلة او الخط 56 الذي يشهد بدوره اكتضاضا وفق تعبيرها.
ومن جانبه أكد احد الراكبين انه يشعر بالخجل امام أصدقائه من وصوله يوميا الى مكان عمله متاخرا بسبب رداءة خدمات النقل العمومي وتحديدا الحافلة 55 خاصة وأن زملائه يقطنون في ولايات خارج تونس وحيث ياتون من نابل وسوسة ويصلون الى مقر العمل قبله في حين انه يقطن على بعد كيلمترات من العاصمة ويصل يوميا في ساعة متاخرة.
كما تحدث المصدر ذاته عن اضطرار بعض المواطنين الى الالتجاء الى ما اسماه برحلات الموت على متن النقل الجماعي في ظل تردي خدمات النقل العمومي وفق تعبيره.
وشدد على ان هذه الوسائل تفتقر الى أدنى شروط السلامة بالاضافة السياقة المتهورة لسائقيها.
ومن جانبه أقر المكلف بالإعلام بشركة نقل تونس محمد الشملي في تصريح لـ”المصدر” بالمعاناة التي يعيشها مستعملو النقل العمومي في مختلف الخطوط مؤكدا أن الشركة تعمل على ايجاد حلول للنقص الحاصل في وسائل النقل.
واشار الى انه تم تدعيم الخط 55 بحافلة اضافية في الفترة الصباحية و لكن هذا لم يكفي نظرا للكثافة السكانية.
وبين الشملي ان الحافلات التي تم جلبها من الخارج لا يمكن ان تغطي النقص الكبير المتراكم منذ سنوات في أسطول النقل.
وبخصوص الأكشاك العشوائية والانتصاب الفوضوي الذي يمنع الحافلات الكبيرة (زينة وعزيزة) من دخول محطتي 55 و56 مما يضطر الشركة الى تزويد هذه الخطوط بحافلات صغيرة الحجم ذات طاقة استيعاب لا تستجيب مع عدد مستعملي هاذين الخطين بين الشملي ان شركة نقل تونس تعمل على معالجة هذه المسألة مع مختلف السلط الجهوية حيث عقد اجتماعين احدهما يوم امس بمقر ولاية تونس للتصدي لهذه المظاهر ولظاهرة النقل العشوائي الذي يشكل خطرا على سلامة راكبيه وفق تعبيره.
كما شدد على ان تعزيز اسطول النقل وتحسين الخدمات يتطلب وقتا مذكرا في هذا الصدد بالصفقة التي ابرمتها الدولة المتمثلة في استيراد 494 حافلة على امتداد 3 سنوات (2017/2018/2019).