قال وزير التربية حاتم بن سالم اليوم الجمعة في ندوة حول “التغذية المدرسية ودورها في الدمج المدرسي والإجتماعي” إن الإصلاح التربوي ليس مشروع الوزارة لكنه مشروع المجتمع بأكمله لأنه “مشروع بناء حضارة”.
وأوضح، خلال الندوة الملتئمة ببادرة من وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وبرنامج التغذية العالمي ووكالة التعاون الإيطالي، أن هذا الإصلاح لا بد أن يتم وفق مقارنة شاركية وبالوفاق مع كل الأطراف الإجتماعية.
وشدد على أن الوقت قد حان لكي “تحدث ثورة” على مستوى التربية، وأن الإصلاح لا يستقيم دون مراجعة الزمن المدرسي مؤكدا في هذا المضمار على أن الهدف الرئيسي هو ارساء نظام الحصة الواحدة بما يعني تخصيص فترة تمتد إلى الساعة الثالثة بعد الزوال للدراسة، وتسخير الفترة المسائية للأنشطة التربوية والثقافية والرياضية والترفيهية.
وتابع قائلا : “نحن نسعى بمثل هذا الإصلاح إلى جعل المدرسة امتدادا للبيئة الأولى (المنزل) ومنفتحة على البيئة الثالثة (الشارع والمجتمع)”.
كما أكد أن من أهم مرتكزات هذا الإصلاح هي المطاعم المدرسية التي اعتبر وضعها الحالي غير مرضيمشيرا إلى أن تونس تسخر 42 مليون دينار للتغذية المدرسية سنويا وأن كلفة الوجبة الواحدة في التعليم الابتدائي تقدر بـ 300 مليم.
وبين أن الوزارة تسعى إلى وضع منظومة غذائية تكفل الكرامة للتلاميذ وتمكن كل الأطفال من مختلف الشرائح الاجتماعية من الجلوس إلى طاولة الأكل نفسها وتناول وجبة أفضل من الوجبات المقدمة اليوم.
وذكرت ممثلة برنامج التغذية العالمي ماريا لوكيانوفا أن تونس تؤمن تغذية 240 ألف تلميذ ب 2500 مدرسة أي بمعدل 1500 وجبة في اليوم.
وقالت إن البرنامج يعمل في إطار تعاونه مع الدولة التونسية في هذا المجال على أن توفر الوجبة المدرسية من 30 إلى 40 بالمائة من الحاجة الغذائية للتلميذ وعلى أن تعمتد هذه الوجبة على المنتوج التقليدي خاصة في الأرياف من خلال تمكين المرأة الريفية اقتصاديا بشراء منتوجاتها بنسبة تصل إلى 30 بالمائة من مكونات الوجبة.
وأشار ممثل وكالة التعاون الإيطالي الفيولوفيزولو إلى أن الوكالة وقعت اتفاقين مع كل من تونس وبرنامج التغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لدعم الحياة المدرسية بتونس.
وأفاد بأن الوكالة الإيطالية وفرت ما قيمته 20 مليون يورو (حوالي 60 مليون دينار) لدعم النقل المدرسي وتعزيز المطاعم المدرسية.
ومن جانبه اعتبر وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سمير بالطيب الندوة منطلقا لتفعيل مبدأ الشراكة بين كافة المتدخلين من أجل إرساء ثقافة فلاحية لدى الناشئة وتربيتهم على التعلق بالأرض وأيضا لإرساء مفهوم التغذية المدرسية ومدى ملاءمتها مع متطلبات المرحلة خاصة مبادئ الإقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وتتواصل أشغال الندوة التي تتنزل إطار جهود وزارة التربية لإصلاح قطاع التربية والتعليم في شكل ورشات عمل. وتهدف إلى جمع كافة الفاعلين في مجال التنمية حول برنامج التغذية المدرسية لتبادل وجهات النظر والتعاون قصد تحقيق الأهداف الاستراتيجية لوزارة التربية وتجنب التدخل في الأنشطة وضمان التصرف الناجع في الموارد.