قال رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نورالدين العرباوي إن مستقبل التوافق بين حركتي النهضة والنداء هو “خيار وطني استراتيجي وليس خيار أشخاص او أحزاب” مبينا أن هذا الخيار قادر على استيعاب كافة الإشكاليات والصعوبات التي من بينها التصريحات الأخيرة لقياديين بنداء تونس حول مراجعة العلاقة بين الحزبين .
وبين في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء اليوم الاربعاء أنّ حزب نداء تونس هو حزب شريك وصديق لحركة النهضة وما صدر عن قيادييه من تصريحات شأن داخلي لا يستدعي من الحركة التدخل.
وحول نتائج الإنتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا والتي قرّر حزب نداء تونس على إثرها مراجعة علاقته ببعض الأطراف السياسة في إشارة إلى حركة النهضة قال العرباوي إن حركة النهضة لم تخذل نداء تونس ومرشحها الذي أعلنت عن دعمه مبينا أنّ هذه المسألة تتطلب قراءة جدية في الأرقام والنتائج لكشف الحقيقة.
ولفت إلى أنّ “السبب المباشر لهزيمة مرشح نداء تونس هو الامين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق الذي اشتغل بقوة في ألمانيا ليتحصل مرشحه على 132 صوتا” مبينا ” ان هذا العدد من الأصوات هو لندائيين سابقين ولو آل لمرشح النداء لفاز في هذه الإنتخابات”.واضاف إنّ خصوم النداء والنهضة قد بذلوا كل ما في وسعهم لهزيمة مرشح النداء واستعمال النتيجة لضربهما وضرب التوافق الحاصل بينهما.
وفي بيان لها عبّرت حركة النهضة اليوم عن انشغالها من محاولة بعض الأطراف التي اقترن اسمها بالاستبداد والفساد، تسميم الأجواء السياسية والتشويش على المسار وتكريس منطق الاحتقان والاستقطاب وتقسيم التونسيين.
وجددت حرصها المتواصل على بذل قصارى الجهد لتنقية المناخ السياسي في البلاد بما يدعم مقومات الاستقرار ويخلق شروط النمو ويدعم الحكومة ومؤسسات الدولة للقيام بأدوارها في هذه المرحلة الدقيقة التي توجب على الجميع تغليب منطق الوحدة الوطنية والعليا للبلاد على المصالح الحزبية الضيقة.
من جهته كان المكلف بالشؤون السياسية بحركة نداء تونس، برهان بسيس قد قال في تصريح إذاعي بأن نداء تونس قد كان ضحية التوافق الحاصل ودفع ثمنه غاليا مبينا في المقابل أن حركة النهضة هي الحزب الفائز من عملية التوافق رغم الصراعات الحاصلة داخلها بشأن هذه المسألة.
واشار الى انّ الأصوات التي انتخبت ياسين العياري هي في جزء مهم منها أصوات لقواعد نهضاوية مؤكدا في الآن نفسه بأنّ النداء “سيطرح العلاقة بين الحزبين مجددا على طاولة الدرس” . وكانت حركة نداء تونس قد أكدت أنها ستقوم بالمراجعات الشجاعة والضرورية في علاقتها مع بعض الأطراف السياسية وتفوض لاجتماع هياكلها المزمع عقده يومي 23 و24 ديسمبر الجاري اتخاذ القرارات المناسبة في الغرض.
يذكر انّ الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا التي جدت أيام 15 و16 و 17 ديسمبر الحالي قد أفرزت فوز مرشح قائمة “أمل” ياسين العياري، إثر حصوله على 284 صوتا أي بنسبة 83ر21 بالمائة، في حين تحصلت قائمة حركة نداء تونس على 253 صوتا أي بنسبة 45ر19 بالمائة، وقائمة حزب التيار الديمقراطي على 135 صوتا بنسبة 83ر10 بالمائة، وقائمة حزب حركة مشروع تونس على 132 صوتا أي نسبة 15ر10 بالمائة.