“اتصالات دبلوماسية وأمنية: الأزمة مع “الاماراتية” تدخل يومها السادس..ومخاوف من تداعيات اقتصادية” و”لماذا تغيب السياسة الاتصالية في الأزمات” و”10 أحزاب تتحالف للانتخابات البلدية..البحث عن بديل لتفادي الفشل الانتخابي” و”زيارة أردوغان…’تبييض’ لمحطات ‘سوداء'”، مثلت أبرز العناوين التي أثثت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الأربعاء 27 ديسمبر 2017.
فقد تطرقت جريدة “الصباح”، الى الأزمة القائمة مع الخطوط الاماراتية والتي تتواصل لليوم السادس على التوالي وذلك بمنع التونسيات من السفر على متن طائراتها، مشيرة الى تواصل بحث المسألة من الجانبين وعلى جميع الأصعدة الأمنية والدبلوماسية لتطويق الأزمة وإيجاد حل نهائي، خاصة بعد قرار تونس تعليق رحلات شركة الطيران المذكورة من تونس وإليها.
وفي متابعة لآخر التطورات حول الموضوع، اتصلت الصحيفة بالمكلف بمكتب الاعلام بوزارة الشؤون الخارجية، بوراوي الامام، الذي أفاد بوجود قنوات اتصال مباشرة على المستوى الأمني والدبلوماسي مع المسؤولين الاماراتيين وسفير تونس بأبوظبي، لافتا الى أنه تم منذ يوم الاثنين الفارط تركيز خلية متابعة تعمل على مدار الساعة بمقر القنصلية لمتابعة بعض الوضعيات التي تخص مسافرين تونسيين عبر مطار دبي، مع تخصيص رقم هاتف خاص للاتصال والاستعلام.
وبخصوص تداعيات هذه الأزمة، أشار رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، محمد علي التومي، الى عقد الجامعة، يوم أمس الثلاثاء، اجتماعا مع لجنة الطيران للنظر في هذا الشأن، معلنا عن أنه تم تجاوز بعض الاشكاليات على غرار تعهد الشركة الاماراتية بإرجاع ثمن التذاكر التي اقتطعت على خطوطها، الى جانب التكفل بتأمين عودة عديد التونسيين على حسابها عبر ثلاثة خطوط أخرى وهي الخطوط التركية والأردنية والمصرية. كما شدد على ضرورة ايجاد حل سريع وجذري للأزمة خاصة وأن هناك العديد من الصينيين الذين يتوافدون على تونس للاحتفال برأس السنة الصيني في شهر فيفري القادم…
من جانبها، أثارت صحيفة “الشروق”، تساؤلا جوهريا في مقال ورد بصفحتها الخامسة، يتعلق بأسباب غياب السياسة الاتصالية في الأزمات، معتبرة أن الأزمة التونسية الاماراتية الأخيرة كشفت عن ضعف ملحوظ في السياسة الاتصالية للدولة برمتها، خاصة أمام تعدد التصريحات من قبل مختلف الأطراف التي بدا على بعضها التردد، مما فسح المجال للشائعات والشكوك.
في هذا السياق، اعتبر المقال أن تغييب مفهوم السياسات العمومية ومنها السياسة الاتصالية للدولة أو الحكومة لها انعكاسات خطيرة جدا على مستوى هيبة مؤسسات الحكم وانسجامها، حيث يؤدي الفراغ الى اضطراب في مناهج العمل وغياب الرؤى الاستراتيجية، مما يفتح المجال لتنامي الاشاعات والأكاذيب وإنعاش السياسوية المحلية والأجنبية، الذي من شأنه أن يسهل الاختراق ويهدد الأمن القومي. وأشار المقال، في هذا الصدد الى غياب ردة فعل رسمية فورية تمثل وجهة نظر الدولة التونسية، داعيا الى ضرورة وضع حد لتواصل غياب مؤسسة تعنى بالاتصال وتكون وحدها المؤهلة للحديث باسم الدولة والتعبير عن مواقفها.
وأوردت صحيفة “المغرب”، في مقال لها ورد بالصفحة الرابعة، أنه بات شبه مؤكد خوض “جبهة الأحزاب العشرة” الانتخابات البلدية في قائمات موحدة، بعد أن حسم الأمر تقريبا، يوم أمس الثلاثاء، في انتظار استكمال الاجراءات الشكلية ليصبح القرار نهائيا، مبرزة أن هذه الاحزاب أدركت ان حظوظها في الفوز مرتبط بتجمعها معا، تجنبا لما حدث في الانتخابات الجزئية بألمانيا.
وأفاد المقال، في هذا الخصوص، بإعلان الأحزاب العشرة عن قناعتها بأن مواجهة تحديات الحكم المحلي لا تكون الا في اطار عمل موحد، عبرت عنه بالقائمات الموحدة التي ستخوض الانتخابات البلدية في 350 دائرة وستقدم 7200 مرشحا باسم جبهة الأحزاب العشرة، والتي لن تقتصر عليهم، بل ستفتح المجال كذلك للشخصيات الجهوية والمستقلين، الأمر الذي أكده وشدد عليه المنسق العام لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، جنيدي عبد الجواد.
وسلطت جريدة “الصحافة”، الضوء على الزيارة التي يؤديها الرئيس التركي طيب رجب أردوغان الى تونس، بداية من يوم أمس الثلاثاء، والتي تتواصل لمدة يومين، مرفوقا بوفد كبير من رجال الأعمال، سيبحث من خلالها مع الرئيس الباجي قائد السبسي، سبل تعزيز التعاون وفتح مجالات جديدة للتنسيق الاقتصادي والسياسي بين البلدين، معتبرة أن هذه الزيارة تتنزل في اطار سعي أردوغان الى تدارك تراجع بلاده خلال الثلاث سنوات الأخيرة، خاصة بعد دخول روسيا الى سوريا وتوسّع النفوذ الإيراني على طول حدودها الجنوبية، فضلا عن الهزائم المتكررة لحلفائها الذين راهنت عليهم طويلا في المنطقة.
كما بيّن المقال، في السياق ذاته، أن هذا التراجع شرقا لتركيا، يحاول أردوغان التعويض عنه غربا، خاصة في افريقيا، علما وأنه يدرك جيدا بأن بوابة القارة هي تونس وان ترسيخ اتفاقات تعاون ومشاريع كبرى في بلدنا سوف تكون له انعكاسات على كامل القارة وسيعطي دفعا للحضور التركي في مختلف المجالات.
بالمقابل لفت المقال النظر، الى أن تونس تجد نفسها، في اطار هذه الزيارة، أمام عدة أسئلة معلقة، خاصة فيما يتعلق بمرور أكثر من ستة آلاف ارهابي عبر أراضيها من التونسيين بكل أريحية وتسهيلات رسمية من الدولة التركية لممارسة القتل والتخريب في سوريا والعراق…