خرج رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق مولود حمروش عن صمته من خلال بيان صدر أمس الاثنين، والذي ذكر فيه المؤسسة العسكرية بالتزاماتها السابقة، بخصوص بناء دولة الحق والقانون، واستكمال مسار البناء الديمقراطي، مؤكدا على أن البلاد تعيش مرحلة صعبة، بصرف النظر عن ترشح الرئيس بوتفليقة من عدمه….
خرج رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق مولود حمروش عن صمته من خلال بيان صدر أمس
الاثنين، والذي ذكر فيه المؤسسة العسكرية بالتزاماتها السابقة، بخصوص بناء دولة
الحق والقانون، واستكمال مسار البناء الديمقراطي، مؤكدا على أن البلاد تعيش مرحلة
صعبة، بصرف النظر عن ترشح الرئيس بوتفليقة من عدمه.
وأضاف حمروش الذي لم يتحدث في الشأن الجاري منذ أكثر من 14 سنة أن الجزائر تعيش
وضعا صعبا، وأن القرارات التي ستتخذ ستكون لها انعكاسات آنية، وعلى مستقبل
البلاد، موضحا أن أجيالا جديدة ستتولى المسؤوليات ما بعد الانتخابات الرئاسية
القادمة، وأن وهذا أمر مفروغ منه.
وأوضح أنه من الضروري احترام وضمان مصالح الجماعات والمناطق والأقليات لتشهد
الجزائر استحقاقات في جو من الطمأنينة والانضباط، مثلما هو من الضروري أن تحترم
الدولة كل الحقوق والحريات، وأن ذلك شرط أساسي لضمان الأمر وتعزيز المكتسبات،
وتصحيح الأخطاء.
وأشار إلى أنه في كل الأزمات التي عرفتها البلاد كان الجيش دائما حاضرا كحاضن
لإعادة إحياء الهوية الوطنية، والمشروع الوطني، الذي دافعت عنه المؤسسة
العسكرية في مرات عديدة، وأن هذا لم يكن ممكنا، إلا لأنه كان هناك رجال
استطاعوا التوصل إلى اتفاقات وحلول وسط في كل مرحلة ومع كل أزمة، وأن هؤلاء
نجحوا في الحفاظ على وحدة الصف والهوية والمشروع الوطني.
وتساءل حمروش إن كان لابد من التذكير بالتزامات المؤسسة العسكرية ببناء دولة
عصرية، التي لا تزول بزوال الرجال والحكومات، وكذا الوعود باستكمال المسار
الديمقراطي؟ كما تساءل إن كان من الضروري إعادة طرح فكرة مواصلة الإصلاحات؟.
وأكد أنه لا يمكن لسلطة ذات سيادة أن تكون دون وجود سلطة مضادة، وأنه لا يمكن
أن تكون هناك ممارسة للسلطة أو لمهمة دون رقابة، وأن هذا في مصلحة وأمن البلاد
ومصلحة وأمن الجزائريين وكل مناطق الوطن، مشددا على أنه إذا توفرت هذه الشروط
سيبقى الشعب في طريق التطور، والمساواة والعدل بكل مكوناته الاجتماعية، ويكون
قادرا على مواجهة التحديات التي تنتظره، وأنه إذا توفرت هذه الشروط سيكون الجيش
قادرا على أداء مهامه، وتحافظ بذلك الدولة على مصداقيتها، كدولة جادة وموثوق
بها لدى شركائها وجيرانها.
وختم مولود حمروش بيانه بالتأكيد على أنه لكل أزمة ضحايا وفرص، وأنه حان الوقت
لتفادي تضييع فرص جديدة والتسبب في ضحايا جدد.
ويأتي هذا التصريح في وقت تشتد فيه الأزمة الصامتة داخل النظام بخصوص الولاية
الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خاصة وأن الفريق الرئاسي مصر على الذهاب
إليها مهما كانت النتائج والانعكاسات، فيما يرى خصوم هذه الولاية بأنها تمثل
خطرا على الجزائر، خاصة في ظل الظروف الصحية للرئيس بوتفليقة، وكذلك حصيلة حكمه،
واستمراره في الحكم لأكثر من 15 عاما.