أدانت حركة الشعب الزيارة التي أداها سفير فرنسا بتونس إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، معتبرة أنها ” شكلا من أشكال التدخل في الانتخابات البلدية المقبلة ونوعا من التوجيه والإملاء السياسي”.
واعتبرت الحركة، في بيان نشرته الثلاثاء، أن استقبال رئيس الهيئة وثلّة من أعضائها للسفير الفرنسي “يعتبر تدخّلا سافرا في شؤون البلاد وقرارها الوطني”.
وطالبت حركة الشعب الحكومة ووزارة الخارجيّة بتقديم توضيح حول هذه الزيارة ووضع حدّ لتصرفّات سفير فرنسا وتنقّلاته في البلاد، والتي وصفتها بـ”المريبة والمشبوهة”، ودعوة ممثّلي السّلك الدّبلوماسي بالتزام حدود مهمّاتهم الدّبلوماسيّة.
واعتبرت أن مثل هذه الزّيارة تفقد الهيئة العليا للانتخابات استقلاليّتها ووقوفها على نفس المسافة من جميع الأحزاب في ظلّ مناخ انتخابي وسياسي لا يساعد على إجراء انتخابات حرّة و نزيهة وشفّافة تتساوى فيها الفرص بين الجميع.
ونبهت حركة الشّعب لخطورة الخروقات المتعدّدة التي شابت المرحلة الأولى من الانتخابات، حيث اعتبرت أن تدخّل أجهزة الدّولة كان مفضوحا لصالح الحزب الحاكم وأشارت إلى “تفشّي المال الفاسد وشراء الذّمم”، بحسب ما جاء في نص البيان. ودعت كل القوى الوطنيّة إلى التّصدي لاستمرار التّجاوزات والخروقات التي تهدّد الانتخابات البلديّة المقبلة ومنها التدخّل الأجنبي لتوجيه الانتخابات والتأثير في نتائجها.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أصدرت بلاغا بتاريخ 27 فيفري الماضي، ذكرت فيه أن رئيس الهيئة محمد التليلي المنصري استقبل رفقة عادل البرينصي (نائب الرئيس) ونبيل العزيزي وأنيس الجربوعي و نجلاء براهم أعضاء مجلس الهيئة سفير جمهورية فرنسا بتونس “أوليفيي بوافر دارفور”، مرفوقا بالمستشارة السياسية للسفارة في تونس، “ماريا ودجني”.
وكان اللقاء، وفق ذات المصدر، مناسبة للحديث عن آخر استعدادت الهيئة للانتخابات البلدية المزمع اجراؤها يوم 6 ماي 2018 (الأمنيين والعسكريين يوم 29 أفريل 2018) وسبل التعاون بين الطرفين. كما أكّد السفير على دعم بلاده للمسار الديمقراطي بتونس، بحسب نص بلاغ الهيئة.