“المرأة التونسية دعامة للدولة والمجتمع” و”الازمة تستفحل في تونس والاعناق تتجه صوب قصر قرطاج .. هل تأتي المبادرة؟” و”8 مارس بطعم نضالي .. بنات الحداد أم بنات بورقيبة؟” و”لهذه الاسباب تم التمديد في حالة الطوارئ؟” و”ما بعد ملحمة بن قردان”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
سلطت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، الضوء على الاحتفال بالعيد العالمي للمرأة مبرزة أن نساء تونس يقمن اليوم بدور الشريك الفاعل في اطار ندية كاملة وبناءة مع الرجال في مسار الانتقال الديمقراطي والدور المركزي الذي يلعبنه في حلحلة الاوضاع المتأزمة وفي السعي الحثيث الى خلق فرص تنمية خاصة في الجهات حيث يتساوى المجهود النسائي هنا بين المنتميات الى النخبة المثقفة وبين عموم التونسيات العاملات في مختلف المشارب.
وأضافت أنه يكفي أن ننظر الى المدرسة التونسية وكذلك الجامعة لنلمس الحضور الكمي والنوعي لبنات تونس اللواتي ينخرطن في مسار العلم والمعرفة كأداة فاعلة للتغيير الاجتماعي اضافة الى المجال الابداعي والفكري الذي يبرز عمق تمثل نساء تونس لاللقضايا المطروحة في مجتمعهن ومعانقتهن للافاق الكونية الرحبة وهو ما أسهم في صناعة نماذج نسوية مشرقة وذات اشعاع عربي وعالمي سواء في مجال الفنون والاداب أو في مجال العلوم.
ولاحظت، ذات الصحيفة، في ورقة أخرى، أنه رغم الانفراجة المؤقتة في الحوض المنجمي وعودة النشاط هناك بعد انقطاع تواصل لاكثر من خمسة أسابيع الا أن الازمة بكل أشكالها مازالت جاثمة على الحياة العامة في تونس مشيرة الى أنه من أجل ذلك بدأت الاعناق تشرئب نحو قصر قرطاج في انتظار مبادرة رئاسية قد تجلي الغيوم في بلد يستعد الى انتخابات بلدية هي الاولى من نوعها منذ الاستقلال وسط مخاوف من أن يتحول هذا الحدث الى نكسة أخرى تنضاف الى النكسات السابقة وهو ما لمح اليه أول أمس وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الانسان المهدي بن غربية الذي أكد أن مقاطعة التونسيين للانتخابات البلدية المقبلة ستعتبر في صورة حدوثها “تكريسا للرداءة في المشهد السياسي ومقاطعة للديمقراطية وللمسار الديمقراطي الذي انطلق في تونس منذ سبع سنوات”.
ورجحت صحيفة (المغرب) في مقالها الافتتاحي، أن مسيرة يوم 10 مارس 2018 التي تندرج في اطار حملة من أجل المطالبة بالمساواة في الميراث ستعيد الى الاذهان صورة مسيرات أخرى لا تزال تفاصيلها عالقة في المتخيل الجمعي لعل أهمها مسيرة 13 أوت 2013 من أجل استبدال التكامل بالمساواة والتي استندت الى تاريخ من النضال النسوي وكشفت للعال مدى استماتة التونسيات في سبيل حماية المكتسبات وتضمين الدستور مواد تلزم الدولة باحترام مجموعة من القيم الانسانية (الكرامة والعدالة والمساواة) والمحافظة على التزاماتها الدولية وتشرع لعهد جديد يحد من الممارسات التمييزية والانتهاكات والعنف الذي تعاني منه النساء.
وأضافت أن هذه المسيرة ستكون علامة فارقة في تاريخ النضال النسائي ومحفزا على طرح مسألة المساواة على طاولة النقاش المجتمعي بطريقة تقطع مع الاستخفاف أو اللامبالاة أو التوظيف السياسي أو التهميش مشيرة الى أن أغلب المنضويات تحت هذا الحراك الاجتماعي أثبتن مدى اصرارهن وعزمهن على النضال وتمسكهن بحقوقهن ودفاعهن عن تصوراتهن ومواقفهن.
واعتبرت (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، أن حالة الطوارئ تبدو مطلوبة أيضا في الفترة القادمة لتأمين الموسم السياحي الذي ظهرت عليه ؤخرا بوادر انتعاشة محترمة بفضل استتباب الامن في البلاد مبرزة أن المختصين يرون في هذا السياق أن استئناف السياح البريطانيين مع منظم الرحلات العالمي “توماس كوك” رحلاتهم نحو الوجهة التونسية بعد انقطاع تواصل منذ حادثة نزل سوسة الارهابية في صائفة 2015 يؤكد هذه الحاجة لمواصلة العمل بحالة الطوارئ للمحافظة على هذا المكسب بالنظر الى ما تمثله السوق البريطانية من أهمية على العائدات السياحية.
وأضافت أن الموسم السياحي القادم سيشهد ارتفاعا منتظرا في عدد سياح الاسواق الاخرى على غرار الصين وفرنسا وروسيا وعديد البلدان الاوروبية الاخرى وهو ما يستوجب حذرا أمنيا مرتفعا للتوقي من كل المخاطر الارهابية المحتملة.
وأشارت (الصباح) في افتتاحيتها اليوم، الى أنه رغم أهمية موقع بن قردان وحساسيته مازالت الجهة تنتظر تنمية حقيقية تحفظ كرامة المواطنين وتضمن الاستقرار وتدخلها في النسيج الاقتصادي حماية للاقتصاد نفسه وللوضع المالي وبالتالي فان الاكتفاء بالاشادة بالملحمة وبوطنية وشجاعة أبناء بن قردان يبقى مجرد اعتراف بالجميل لكن يتعين تجسيد هذا الاعتراف على الميدان معربة عن خشيتها من أن تمر السنوات ونحن نحيي ذكرى ملحمة بن قردان والاوضاع على حالها بدل استفاقة جميع القوى الحية أو ما تبقى منها من أجل الانكباب الجدي على العمل والانتاج والاصلاح الجذري والنهوض بالانسان التونسي.