” هل يعطي الشاهد انطلاق جديدة لحكومته ” “اليوم استئناف النشاط الاستشفائي والجامعي” و” اتحاد الشغل يشرع في تجمعات عمالية في الجهات” و” في الوفاق المغشوش وجمهورية القبائل برلمان المهازل” و” اكثر من 500 طفل من فاقدي السند والمعوزين نجحوا في الحرقان الى ايطاليا” مثلت ابرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الاحد 25 مارس 2018 .
وتساءلت جريدة “المغرب” في افتتاحيتها عن كيفية توصيف ماحصل في مجلس نواب الشعب هل هو مهازل او ماسي فهي مهازل وهي ماسي على هزال المشهدية السياسية والحزبية والمؤسساتية في بلادنا .
واضافت، ان الاخطر على البلاد وعلى مسارها الانتقالي فهو تحالف الاصدقاء والخصوم ضد المبادىء الاساسية للحد الادنى من العيش المشترك القائم على احترام قواعد قانونية موضوعية بغض النظر عن المستفيد منها الان وهنا والالتفاف عليها اما بالقوة او بالحيلة او بتطويعها وكسر رقبتها وفق الرغبة الحزبية لكل قبيلة على حدة اما البلاد والدولة فلتذهبا الى الجحيم .
وبينت ، انه منذ ايام قليلة تحالفت كتلة الحزب الحاكم مع كتلة صديقة خصمة من اجل اسقاط توافق امضت عليه كل الكتل بما فيها النداء والحرة والقاضي بالتصويت الجماعي لقائمة باربعة اسماء تمثل نصاب البرلمان من المحكمة الدستورية فصوتت لمرشحته فقط ثم نقضت كتلة الحرة فيما
بعد تعهداتها رفقة النداء واسرعت الحكومة باللاعلان عن مبادرة تشريعية لتغيير قواعد اللعبة بالانتقال من الاغلبية المعززة الى الاغلبية البسيطة في خرق واضح لفلسفة الدستور واستقلالية اعضاء المحكمة الدستورية والطعن المسبق في مشروعية من سيكون الحكم الاساسي في كل النزاعات حول ترسانتنا القانونية غدا .
واعتبرت، ان الكل يدعي في انقاذ البلاد فلسفات ولكن الكل منتصر لقبيلته وان ادى ذلك الى وأد الدولة نهائيا حيث ان الجميع بصدد تهيئة المناخ النفسي لصعود مغامر ما بدعوى فرض النظام وايقاف الفوضى .
واهتمت جريدة “الصحافة” بالتجمعات العمالية التي شرع في تنظيمها اتحاد الشغل في الجهات والتي تتنزل في سياق التعبئة والاسناد لموقف المركزية النقابية التي اصبحت تتعرض للكثير من الانتقادات وحتى من الاتهامات التي تستكثر على النقابيين ما هم بصدد فعله في الحقل السياسي وتطالبهم بالعودة الى مربع الدور الاجتماعي المطلبي البسيط الذي لا يمس في شىء من جوهر الحكم .
واضافت، ان المنظمة الشغيلة تسعى من خلال العودة الى القواعد العمالية الى توجيه جملة من الرسائل الى جميع الاطراف والرسالة الاولى هي بالضرورة الى النقابيين لاستنهاض هممهم والحصول على تفويض جماهيري وشرعي منهم للحديث والتفاوض باسمهم بالصوت العالي فالاتحاد بشهادة القاصي والداني هو الكيان الاكثر تنظيما وتجذرا وهيكلة في تونس وقد يكون في مستوى الحزب الاول او الثاني كما قال احد السفراء الغربيين ذات يوم .
واشارت، الى ان الرسالة الثانية هي بنفس القوة الى عموم التونسيين ومفادها ان خيمتهم هي ملاذهم الامن ولا حل ولا امل لمن يريد ان يدق الحقد والكراهية بين النقابة والشعب .اما الرسالة الثالثة فهي الى منظومة الحكم واطرافها ومفادها ان للمنظمة الشغيلة دورين متلازمين متلاقيين بعكس بقية الخطوط المغشوشة دور وطني واخر اجتماعي يصبان معا في مصلحة الشعب والوطن .
وخصصت جريدة “الصباح” مقالا للحديث عن ظاهرة “حرقان” الاطفال التي تتزايد باستمرار حيث تم خلال شهر فيفري ايقاف 50 طفلا بميناء حلق الوادي تتراوح اعمارهم بين 13 و17 سنة من مختلف ولايات الجمهورية اعترفوا بانهم كانوا يخططون لتسور الجدار الخارجي للميناء قصد التسلل الى احدى البواخر التجارية الراسية بالميناء بهدف “الحرقان” الى احدى الدول الاوروبية .
وذكر الباحث في علم الاجتماع ممدوح عز الدين، في ذات السياق، انه يمكن تفسير ارتفاع عدد الاطفال والمراهقين المنخرطين في ظاهرة الحرقة بالرجوع الى عوامل نفسية ذاتية مرتبطة بطبيعة مرحلة المراهقة وما يصاحبها من اضطرابات نفسية اضافة الى الاحساس بعدم الرضا عن الوضع المعيشي والبحث عن وضع حياة افضل بطريقة تتماشى مع فكرة الخلاص الفردي في غياب الخلاص الجماعي .
واكد ذات المتحدث وجود نوع من الثقافة الشبابية التي تشجع على “الحرقة” تسوقها بعض اغاني “الراب” او “الاقوال المتداولة” والتصرار على الهجرة والاعتقاد ان المجتمعات الغربية مجتمعات منفتحة قابلة لان تجعل الحلم ممكنا والمغامرة مضمونة النتائج والاعتقاد ايضا ان الاوضاع في تونس تسير نحو الاسوا او ان الحلم اصبح غير ممكن وابواب الامل قد اغلقت .
واضاف ،في سياق متصل، ان الحلول الكفيلة بالتصدي لهذه الظاهرة او على الاقل محاولة السيطرة عليها هي الصرامة في تطبيق القانون ومزيد مراقبة الحدود واصلاح المنظومة التربوية التي تعتبر نقطة مفصلية في اي برنامج اصلاح وسد الثغرات بين النظام التربوي ونظام التكوين المهني وايجاد برامج تربوية للاطفال المنقطعين بصفة مبكرة جدا اضافة الى توعية العائلة وتحميلها المسؤولية عن طريق ومضات تحسيسية قصد ابعاد فكرة الهجرة السرية عن ابنائها .
كما تطرقت جريدة “الشروق” الى خطاب يوسف الشاهد في البرلمان الذي تضمن ايضاحات بشان البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للحكومة في افق 2020 وما احتواه من اصلاحات كبرى في عدة محاور وتساءلت هل من الممكن لهذا التصور ان يعطي انطلاق جديدة للحكومة .
واجمع المراقبون والنواب والسياسيون في تصريحاتهم على ضرورة المضي قدما في تفعيل الاصلاحات الكبرى لا لاعطاء انطلاق جديدة للحكومة فحسب بل لضمان الخروج من السلس من المرحلة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والتي لم تحقق فيها البلاد طيلة 7 سنوات معدل نمو يفوق 1فاصل5 بالمائة بشكل حد من مداخيل الدولة وعمق عجز الميزانية وفاقم كتلة الاجور الى مستوى ثلثي مداخيلها الجبائية وزاد في حجم عجز الصناديق الاجتماعية .
وفي موضوع اخر عرجت الصحيفة ذاتها على برنامج “نمنعو تونس” الذي اطلقه القيادي النقابي والوزي السابق عبيد البريكي والذي تضمن خطوطا عريضة لانقاذ تونس من بينها ضرورة اعتماد اجراءات تضامنية عاجلة تنطلق من اعلى الهرم وذلك بخصم 30 بالمائة من رواتب اعضاء الحكومة ورئيس الجمهورية ومستشاريه واعضاء مجلس النواب والولاة .
وطالب البريكي في برنامجه للانقاذ بفرض ضريبة تقدر ب3 بالمائة لكل من تفوق حساباته 150 الف دينار وتجميد الرمز الديواني عند التوريد لمن تخلدت بذمتهم ديون لفائدة الديوانة حتى تسوية وضعيتهم .
وجاء في برنامج الانقاذ الذي تقدم به عبيد البريكي ضرورة العودة الى نظام “سندة ” في الديوانة لتحديد من تواطؤوا مع العائلات التي استفادت من النظام السابق واخضاعهم الى ضرائب قدر استفادتهم الى جانب استرجاع الاموال المنهوبة لدى الموقوفين والاعلان عنها .