قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد ان كسب الحرب على الارهاب لايتحقق بمعزل عن وجود حوار بين الأديان والحضارات مضيفا ان “محاربة الاٍرهاب يحتاج الى توحد كل النوايا الصادقة من مختلف الامم ومختلف الأديان والحضارات للحوار ولتقريب وجهات النظر والبحث معا عما يجمعنا والوقوف امام أصوات التطرّف التي تنظر للصراع والصدام بين الحضارات وبين الأديان” .
وأكد لدى إفتتاحه صباح اليوم الخميس بجزيرة جربة اشغال الندوة الدولية حول الأديان والحضارات من اجل مجابهة التطرّف والارهاب ان تونس تعد تجربة فريدة تحتاج الى دعم كل اصدقائها وشركائها لاعتبارها مثالا حيا على انتصار صوت العقل وصوت الحكمة مشددا على انها تجربة تثبت يوما بعد يوم ان قيم الانسانية تبني السلام في العالم.
وبين رئيس الحكومة ان الحرب على الاٍرهاب حرب فكرية بالأساس لا يمكن كسبها بالحلول الامنية والعسكرية فقط بل بالمقارنات الفكرية والدينية معتبرا ان ترشيد الخطاب الديني هو صِمَام الأمان لدحر شبح التطرّف الديني والتوقي منه بنشر الفكر المستنير القائم على القيم الاخلاقية السمحة التي جاءت بها كل الأديان السماوية ونادى بها جميع الأنبياء والرسل.
واشار الى ان كسب الحرب على الاٍرهاب محور أساسي في وثيقة قرطاج وعلى راس أولويات حكومة الوحدة الوطنية باعتباره الضامن الاول للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سنوات مذكرا بالاستراتيجية الوطنية لمقاومة التطرّف والارهاب التي وقع عليها رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي وضبطت الاليات الكفيلة بتنفيذها.
وبعد ان ذكر بان تونس بسائر ربوعها تعد ارضا للتلاقي والتعايش ،وشعبها متشبع بحضارات عربية واسلامية ومنفتح على محيطه الجغرافي والحضاري اكد يوسف الشاهد ان تونس ستبقى ارض سلام ولقاء لكل النوايا الصادقة الطيبة التي تعمل من اجل خير البشرية .
واشار الشاهد الى ما حققته تونس من تقدم في مسارها الديمقراطي وشقت طريق بثبات نحو تركيز نظام ديمقراطي يقوم على حماية الحقوق والحريات لجميع المواطنين دون اي تمييز قائلا ان المسار الديمقراطي في تونس اثبت ان قيم الحرية والسلام وحقوق الانسان والديمقراطية هي قيم كونية شاملة ولا تتعارض مع اي دين او حضارة وهو نجاح كان سببا في استهداف تونس من طرف الجماعات الإرهابية التي تنظر للعنف والدمار والخراب وكراهية الاخرين