“معضلة تونس في طبقة سياسية انهزامية” و”بعد تأكدذ تقدم المستقلين وتصدر النهضة وهزيمة النداء .. الانتخابات البلدية ورهانات اليوم الموالي” و”العزوف الانتخابي يتهدد المسار الانتخاب .. لماذا قاطع التونسيون الانتخابات البلدية؟” و”المستقلون في انتظار نزع القناع والتوافق مجددا في تقاسم البلديات”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
أشارت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم الى أن معضلة تونس تكمن في طبقتها السياسية التي باتت تهدد مسار عملية الانتقال الديمقراطي طالما أنها لم تتوصل بعد الى تجذير العملية السياسية في أوساط مختلف اتجاهات الرأي العام وطالما أنها لا تراهن سوى على قواعدها التي لا تمثل مجتمعة نصف الناخبين ثلث التونسيين مبرزة أنها لا تعدو أن تكون ظاهرة صوتية واعلامية تستبطن من الانهزامية السياسية ما لا يعكس أبجديات الاخلاق السياسية التي تفرض على السياسيين التفاعل مع الشعب.
وتساءلت عن المصلحة الذي جنته تونس من التوافق المغشوش والتحالف الهش بين الحزبين الكبيرين عدا القضاء على صناعة سياسة برامجية تكون كفيلة على الاقل بحلحلة الازمة الهيكلية معتبرة أن النهضة فازت منهزمة وحصل العزوف العقابي المر وما لم تفتح العملية السياسية أمام كل القوى السياسية والمدنية بما يساعد على تركيز حكومة قوية تحظى بالشرعية ليس أمام التونسيين سوى كتم زفراتهم على الطبقة السياسية وهم يرددون “اللهم قد بلغت اللهم فاشهد”، فلتشهد الطبقة السياسية على فشلها.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة (المغرب)، الى أن كل العقول والافئدة مشدودة اليوم الى تشريعية ورئاسية 2019 مبرزة أن احتمال فوز النهضة فيهما لم يعد مسألة افتراضية بعيدة بل لعلها اليوم هي الاقرب في حساب العقل وهذا ان حصل فهو يدل على فشل سياسي وشخصي لكامل منظومة الحكم الفائزة في 2014 وعلى رأسها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي بدأ حملته سنة 2014 بالتمايز الكلي على الاسلاميين وتمكن بفضل هذا الخطاب من الفوز الواضح عليهم وعلى حليفهم المنصف المرزوقي ثم ها هو يقحمهم في توافق سياسي قد ينتج عنه في الاخير عودتهم الى الحكم في 2019، وكل هذا لان الحزب الثاني الذي أسسه لم يصمد أمام الشهوات الفردية والطموحات السريالية لنجله.
واعتبرت أن أولوية الاولويات أمام رئيس الجمهورية لا تتمثل في مباركة الامضاء على اتفاق قرطاج 2 أو انجاز تحوير حكومي شامل أو جزئي أو كيفية ترويض اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة بل في كيفية ايقاف هذا النزيف وهذا الغرق الجماعي للمنظومة الحزبية والسياسية التي وضع هو بنفسه لبناتها الاساسية، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، الى الجدل الذي أثارته المشاركة الضعيفة للتونسيين في الانتخابات البلدية والتي أثارت تساؤلات وحيرة في صفوف المتابعين حول أسبابها والاثار التي قد تنجر عنها مستقبلا مشيرة الى أن المحللين السياسيين يتهمون الاحزاب بالتسبب في هذا العزوف عن الانتخابات البلدية بعد أن أظهرت في السنوات الاخيرة تقصيرا فادحا في استقطاب منخرطين جدد، خاصة الشباب، متحمسين لبرامجها ولافكارها الغائبة أصلا كما أظهرت فشلا في “صناعة” زعماء سياسيين لهم الكاريزما القادرة على ادارة الرقاب نحوهم مثلما كان يحصل في الماضي الى جانب أن الاحزاب أظهرت أيضا فشلا ذريعا في العمل الميداني التواصلي مع الجماهير عبر الاجتماعات الشعبية والتنقلات الى الجهات واكتفت بالعمل في “صالونات” العاصمة وراء أبواب مغلقة مستندة على “كتائب” الفايسبوك وعلى تكثيف الظاهرة الكلامية لبعض قيادييها في المنابر الاعلامية السياسية التي فقدت بدورها المتابعين مع تقدم السنوات، وفق تقدير الصحيفة.
وأوردت جريدة (الصباح) مقالا بعنوان، “المستقلون في انتظار نزع القناع والتوافق مجددا في تقاسم البلديات ” اشارت من خلاله الى أن القائمات المستقلة برزت كقوة سياسية رئيسية في الانتخابات البلدية بعد حصدها لما يقارب 28 بالمائة من جملة الاصوات المسندة حسب احصائيات مؤسسة “سيغماكونساي” وهو ما يؤكد القدرة على اسقاط مقولات الاستقطاب واختراقها عبر عنصر ثالث لا يقوم على الاحزاب التي يبدو واضحا انها فقدت جزءا من مصداقيتها لدى الراي العام بل عبر المستقلين بما انهم خليط من التيارات والايديولوجيات من اتجاهات وطنية وعلمانية وليبرالية وماركسية واشتراكية وشريحة من الاعيان التقليديين او حتى من الشخصيات والكفاءات المستقلة.
وأضافت أن التحالفات، حسب ما يراه عدد من المتابعين، قد تدرك دخول عدد واسع من القائمات المستقلة سيما تلك المحسوبة سياسيا على النداء والمدعومة منه (146 قائمة ) أو القريبة من النهضة بما من شأنه أن يعزز موقع الحزبين ويقلل من حظوظ أحزاب المعارضة في البلديات والتي يبدو أنها خسرت “واقعة” الانتخابات منذ فشلها في ضمان ترشح قائماتها في كل الدوائر البلدية البالغ عددها 350 دائرة.