“بين النهضة والنداء .. رئاسة المجالس البلدية امتحان للتوافق” و”أصابع اتهام وادانة موجهة اليها .. لماذا فشلت حكومة الشاهد؟” و”اقتصاد مرهون ووضع غائم .. هل يمكن ادارة أزمة … بحكومة متأزمة؟” و”خيار التعويل على النفس” و””مع تحسن نسبة النمو (5ر2 بالمائة) وتواصل هشاشات الاقتصاد … تونس والبحث عن التوافقات المستحيلة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
اعتبرت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الخامسة، أن من أبرز الملفات التي قد تكون حركت أصابع اتهام حكومة الشاهد بالفشل هو ملف محاربة الفساد الذي بدا فيه أداء الحكومة في رأي البعض متذبذبا ولم يستهدف كل الفاسدين ولم يتطرق الى كل أشكال الفساد ولم تجن منه الدولة فوائد مالية كبرى (وهي احدى غايات هذه الحرب) وتسبب في شئ من التعطيل للحركية الاقتصادية الى جانب الملف الاجتماعي مبرزة أن الخلافات تعددت في الاشهر الاخيرة بين الحكومة واتحاد الشغل حول تنفيذ اتفاقيات سابقة تهم الزيادات في الاجور وتسوية المشاكل المهنية للشغالين وانتداب العاطلين وسبب تمسك الاتحاد بذلك هو اعتبار أعباء المعيشة مرتفعة ولم تعد تغطيها المداخيل في ظل الارتفاع المهول للاسعار.
وأشارت الى أن الحل الامثل في نظر أغلب المتابعين والمختصين هو ضرورة تقييم فعلي وحقيقي للوضع يقوم على أسس موضوعية وبعيدا عن المصالح الضيقة وعن تصفية الحسابات بين الاطراف الفاعلة ويأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية وادخال التغييرات اللازمة، فان استوجب الامر ادخال التغييرات اللازمة يقع التوافق على التغيير وان لم يكن هناك أي موجب في الوقت الحالي يمكن المحافظة على المنظومة الحالية الى حين انتخابات 2019 وما سيترتب عنها من تغييرات طبيعية.
ولاحظت (الصحافة) في ورقة خاصة، أن كل المؤشرات المالية العمومية تؤكد عجز الحكومة عن الايفاء بالتزاماتها تجاه الصناديق الاجتماعية والموظفين خاصة بعد تأجيل الخروج على الاسواق المالية العالمية وتمسك صندوق النقد الدولي برزنامة تطبيق اصلاحات وجدت هذه الحكومة صعوبات في تمريرها مما يحيل البلاد الى الاعلان عن حالة افلاس (بمعنى عجز عن تسديد الديون الخارجية) ووجد الشاهد في صفقة “الاصلاحات الكبرى” مدخلا لتأجيل هذا الاعلان الى حين واستثمار لقاءاته واتصالاته الخارجية على هذا الاساس.
وأضافت أنه في المقابل فان حالة الركود التضخمي التي دخل فيها الاقتصاد الوطني وتواصل التجاذبات السياسية حول مواضيع قديمة وأخرى جديدة مرتبطة بالانتخابات البلدية الى جانب انسداد أفق الخروج من الازمة المالية الخانقة مشيرة الى أنها مستجدات سيكون لها تأثير في تحديد مصير الشاهد وحكومته لتكشف الساعات القليلة القادمة عن حقيقة موازين القوى التي تحكم البلاد، وفق ما جاء بالصحيفة.
وتطرقت (الصباح) في مقالها الافتتاحي، الى الاوضاع في الاراضي المحتلة مشيرة الى أنه بينما تتواصل الاحتجاجات الشعبية في الاراضي المحتلة ويرتفع عدد الشهداء والجرحى لم نسمع سوى أصوات محتشمة حول العدوانين الاسرائيلي والامريكي في وضع يذكرنا دوما بأن احساس الفلسطينيين بالظلم والغبن والنقمة وتصديهم للاحتلال ودفع الثمن بالارواح لن تعادله تصريحات التضامن والاسف ولا حتى المظاهرات المنددة.
وأضافت أن هذه المرة أصبح المشهد أكثر وضوحا ذلك أن الرئيس الامريكي ترامب الذي كثيرا ما وصف بعدم رجاحة الرأي فعل ما لم يفعله السابقون في رئاسة الولايات المتحدة ووجد في نتياهو مراة يرى فيها نفسه و”يتجمل” من خلالها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وانتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية مبرزة أن الجانب الفلسطيني الرسمي يدفع اليوم ثمن الخلافات والانشقاقات وتغليب الايديولوجي على حساب المصلحة الوطنية فلا مرور الايام والسنوات ساعد على تحقيق الوحدة الوطنية ولا السياسيون تنازلوا وتواضعوا من أجل مصلحة ومصير شعب بأكمله ولعل أفضل انجازات السلطة الفلسطينية وحركة “حماس” هو ما نشهده اليوم على الارض المحتلة، وفق تقدير الصحيفة.
واعتبرت صحيفة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أنه يمكن أن تتوافق كل القوى الاجتماعية والسياسية في البلاد على مشروع جامع يقوم على الانقاذ الفوري وفق المتاح وبأقل كلفة اجتماعية ممكنة ومع هذا نبدأ في البناء لتونس الغد المؤسسة على مدرسة متفوقة شمالا وجنوبا شرقا وغربا في الاحياء الراقية للمدن الساحلية وفي القرى النائية كذلك مبينة أن التفوق المدرسي للجميع هو اللبنة الاولى لكل مجتمع مزدهر ومتآزر كما ينبغي تحرير المؤسسة الاقتصادية من كل عوائقها البيروقراطية الحالية وأن تتوجه الدولة لخلق شروط القضاء على التمييز الاجتماعي والمجالي فالتوافق سيكون مستحيلا لو قصرنا نظرنا على الاني فقط ولكن لو نظرنا الى الافق فسيصبح سهلا ثم شرطا لبناء حلم مشترك.
وأكدت أن كل ذلك يتطلب عقولا قد تحررت من هواجسها العقائدية ومن الرغبات التسلطية المباشرة وغير المباشرة كذلك، حسب ما جاء بالصحيفة.