“بعد الحرب المفتوحة بين يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي .. ماذا سيفعل رئيس الجمهورية؟” و”نداء تونس … ومسؤولية الرئيس” و”في كلمة تلفزيونية فاجأت الرأي العام .. الشاهد يرمي السبسي الابن بحجر ثقيل” و”بعد هجوم الشاهد على حافظ قائد السبسي .. نداء توةنس الانقسام الصامت .. الحيرة والانتظار” و”اتحاد الشغل في خانة الانتظار لمالات الصراع”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
أشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم أن موقع رئيس الدولة لا يسمح له بالتدخل المباشر والصريح في الصراع بين حافظ قائد السبسي ورئيس الحكومة ولكنه يملك من الوسائط مما يسمح له ببعث رسالة واضحة لكل من يهمهم الامر بأن مشروع “التوريث” قد انتهى وانتهى معه الدور السياسي لحامله وجماعته وأن ابتعادهم كليا عن حضيرة الحزب الذي أسسه قبل ست سنوات هو الشرط الاول لاعادة التأسيس الجديد ولحسن الاستعداد للمواعيد الانتخابية القادمة مضيفة أن انهاء مشروع “التوريث” لن يكون باتا ونهائيا الا متى تم قبر المشروع الممهد له وهو ترشح رئيس الدولة لولاية رئاسية ثانية.
وأضافت أن بعض المريدين قد يرون في ذلك تضحية أكثر من اللزوم ولكن تأمين البلاد وتحصينها من نفوذ اللوبيات والعائلات هو أكبر اسهام يمكن أن يقدمه الباجي قائد السبسي لتونس وهو في خريف العمر معتبرة أنه في السياسة كما في كرة القدم العبرة دوما بالخواتيم وكم من خاتمة نبيلة جبت أخطاء الطريق وتعثراته، وفق ما ورد بالصحيفة.
ولاحظت، ذات الصحيفة، في ورقة خاصة، أن الاحداث السياسية مرشحة للتطور أكثر في الساعات والايام القادمة في انتظار قرارات الهيئة السياسية للنداء ورد فعل رئيس الجمهورية الذي عاد أمس من فرنسا بعد مشاركته في الندوة الدولية حول ليبيا مضيفة أن كل طرف أي حافظ قائد السبسي ويوسف الشاهد سيحاول لعب كل أوراقه من أجل الوصول الى الهدف وكسر شوكة الاخر في حين ستقف بقية الاطراف الفاعلة من أحزاب ومنظمات من الموقعين على وثيقة قرطاج في خانة المنتظرين، فاللعبة عند رئيس الجمهورية فماذا سيفعل ازاء كل هذه الاحداث التي تسارعت بنسق غير متوقع؟.
وسلطت (الشروق) من جهتها الضوء، على الكلمة “المفاجئة” لرئيس الحكومة يوسف الشاهد التي استعرض فيها مظاهر الازمة السياسية التي تعيشها تونس ومن جملة ما قاله الشاهد لم يبق في ذاكرة التونسيين الا ما قاله عن نجل رئيس الجمهورية والمدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي مشيرة الى أن التونسيين اهتموا بما قاله ليس لانه كان كلاما غريبا فيه رائحة تصفية الحسابات الشخصية فقط بل لانه كشف عن عمق الهاوية التي سقطنا فيها وحالة العبث واللامسؤولية التي تعيشها الطبقة السياسية الى الحد الذي تصبح فيه الخلافات بين رئيس الحكومة ومدير حزبه الحاكم مطروحة على الهواء وكأن مشاغل التونسيين وشواغلهم انتهت ولم يبق لهم الا الاهتمام بمعارك أقرب الى معارك الصبيان أو الاطفال، وفق تقدير الصحيفة.
وأضافت أن نداء تونس ليس حزبا عاديا بل هو الحزب الحاكم والضامن لتواصل التجربة الديمقراطية وغيابه عن المشهد السياسي يعني استفراد حركة النهضة بالحكم وبالتالي انخرام التوازن السياسي الذي لا يمكن أن تقام معه أي تجربة للديمقراطية ولا للانتقال السياسي معتبرة أنه مهما كانت حقيقة الخلافات بين الشاهد وقائد السبسي فلا يمكن أن تتحول الى سبب في أزمة سياسية امتدت تبعاتها من مقر الحزب في القصبة وعلاقات العائلات القريبة والمتصاهرة في الضواحي الشمالية للعاصمة لتشل العمل الحكومي بشكل كامل.
أما جريدة (الصحافة) فقد اعتبرت في مقالها الافتتاحي، أن مشكلة تونس ليست في شخص حتى تختزل في معركة أعلنها الشاهد ضد حافظ قائد السبسي بل مشكلة خيارات ومواقف وبالاساس مشكلة كفاءة في تحويل الخيارات والمواقف الى منجز مجسم على الارض مبينة أن مشكلة الحكومة الحالية هي أن كلامها أكبر بكثير من أفعالها من ذلك أن معركة صغيرة مع مهربي الوقود والفواكه الجافة تتحول في الخطاب الحكومي الى “حرب على الفساد” وما أدراك.
ورأت، في مقال اخر بصفحتها السابعة، أن كلمة الشاهد التلفزيونية لا تنتمي لأي شكل من أشكال الخطاب السياسي وانما هي تشبه فيما تشبه نشر الغسيل الوسخ على الملا كمقدمة لتوسع دائرة التعفن في البيت الحاكم وهي تعكس ثقافة سياسية متواضعة كشفت عن نفسها في لحظات غضب تستدعي الحكمة في الواقع خاصة وأن يوسف الشاهد قد ربح مساحة شاسعة للمناورة بعد قرار تعليق الرئيس وثيقة قرطاج الثانية مبرزة أن هذا القرار كان بمثابة الهدية الى الشاهد حتى يسترجع أنفاسه وحتى ينقذ نفسه من سقوط مدو ويبدو أن رئيس الحكومة في كلمته قد دفع بنفسه الى “البئر” وقد هيأ لنفسه سقطة مدوية، وفق ما ورد بالصحيفة.