وسط حالة من الحزن والأسى، تم مساء أمس الاثنين، تشييع جثمان الراعي، محمد القريري، الذي تعرض يوم السبت المنقضي إلى الإعتداء الجسدي من قبل مجموعة إرهابية بالمنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي، إلى مثواه الاخير بمقبرة القرايرية الكائنة بمسقط رأسه بمنطقة “بوحيّة” في معتمدية فريانة من ولاية القصرين.
ولم تسجل جنازته، وفق تأكيد عائلته، حضور أي مسؤول جهوي أو محلي وهو ما أثار استياءهم وغضبهم، معتبرين ذلك احتقارا ولا مبالاة من المسؤولين تجاه سكان المناطق المتاخمة للجبال التي استوطنها الإرهاب والتي تمثل الحصن الأول لدحر هذه الآفة، وفق ما أفاد به عدد منهم مراسلة (وات) بالجهة.
وكانت هذه المناسبة الاليمة فرصة وجه خلالها متساكنو منطقة “بوحية” المحاذية لجبل الشعانبي نداء، عبر وسائل الإعلام، إلى السلط الوطنية والجهوية لحمايتهم من خطر الإرهاب المحدق بهم وتوفير المرافق الضرورية للحياة بمنطقتهم وفي مقدمتها الماء الصالح للشراب حتى لا يضطروا إلى الذهاب الى الجبل لجلب الماء من العيون، فضلا عن المطالبة بتوفير العناية والرعاية الصحية والإجتماعية اللازمين للمواطنين المتضررين من الألغام القاطنين في بوحية والمناطق الأخرى المحاذية لجبال القصرين ولعائلات الشهداء منهم الذين راحوا ضحية لقمة العيش المرتبطة بالجبل الملغوم وفق تعبيرهم .
وأكدو أن سكان الأرياف المتاخمة للمناطق العسكرية المغلقة مهددون في كل لحظة بالموت على يد الإرهابيين أو الموت جوعا جراء الفقر والحرمان في ظل غياب مورد رزق قار يحفظ كرامتهم ويغنيهم عن الجبل الذي احتله الإرهابيون وحرموهم من مورد رزقهم الوحيد حسب قولهم .
وجدير بالذكر أن الراعي محمد القريري أستشهد في حدود الساعة السابعة من مساء يوم الأحد الماضي بالمستشفى العسكري بالعاصمة بعد نقله على متن مروحية عسكرية من المستشفى الجهوي بالقصرين ، وهو في العقد الثالث من عمره ومتزوج ويعد رعي الأغنام مورد رزقه الوحيد وكان يضطر إلى الصعود إلى جبل الشعانبي لجلب الماء من إحدى عيونه الجارية، وفق ما أكده عدد من أفراد عائلته في تصريحات متطابقة لمراسلة (وات) بالجهة .