“تونس في حاجة الى اعادة التوازن للمشهد السياسي” و”النداء … والفرصة الاخيرة” و”طريق الحرير ليست من دون أشواك…” و”المسار الانتقالي المأزوم لا يصحح من خلال الفايسبوك”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، أن الازمة بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل لا يمكن أن تمر دون الوقوف عند تشخيص عمقها السياسي المدني الديمقراطي اذ حين ينتفض الاتحاد على الجميع الاصغاء اليه مهما كانت المؤاخذات المشروعة وغير المشروعة مبرزة أن المركزية النقابية ليست جمعية معنية بالزيادات في الاجور ولا بتسحين الاوضاع المهنية للاجراء فقط وانما هي منظمة وطنية وقوة مدنية شاركت في صناعة التجربة الوطنية الديمقراطية المدنية.
وأضافت أنه لا يمكن اختزال انتفاضة الاتحاد وهي في رأينا الاولى من نوعها طيلة السنوات الثماني الماضية في جانيها الاجتماعي ومواجهتها للحكومة وانما هي تتجاوز ذلك بكثير لتلامس عمق العملية السياسية المتعثرة والهشة في ظل خارطة سياسية يقول راسمو تضاريسها انها شرعية لانها رسمت بناء على الاوزان الانتخابية وعلى توسيع مواقع القرار بناء على أثقال أحزاب لا ثقل لها وهو ما تؤكده الاحداث، وفق تقدير الصحيفة.
وأضافت أن تونس مقبلة اليوم على مشروع مجتمعي مدني ديمقراطي تقوده مؤسسات دولة مدنية قوية اذ لا يمكن لاي مشروع مجتمعي مدني أن يكون ما لم تتم مراجعة جذرية للخارطة السياسية لا لشئ الا لان المشروع يبقى في النهاية رهن خارطة سياسية مدنية ديمقراطية برامجية متوازنة تقطع مع التضاريس الناتئة التي كثيرا ما كانت وراء تدني داء الحكومات المتعاقبة رغم الوعود والتحالفات التي لم تقد سوى الى مزيد من التعقيد.
ولاحظت (الشروق) في مقالها الافتتاحي، أن الاحداث قد أخذت نسقا داخل حركة نداء تونس منذرة بأن قادم الايام سيكون حاسما في تحديد مصير هذا الحزب الذي عصفت به الخلافات وفجرته التناقضات والصراعات الشخصية مما أربك الدولة وأغرق البلاد في الكثير من الحروب السياسية المكلفة بعد أن أصبحت له قيادتان تتصارعان على ما تبقى من شرعية موضحة أن أن أزمة نداء تونس تبرز في ظاهرها على أنها نتيجة لصراعات شخصية حول التموقع داخل الحزب وبالتالي تحديد البرامج والسياسات والخيارات الا أنها في الواقع تخفي موقفين يشقان نداء تونس في ما يتصل بالعلاقة مع حركة النهضة على وجه التحديد.
وأضافت أن الازمة التي يشهدها النداء تجعل من الواضح أن الشقين المتصارعين أي شق حافظ قائد السبسي من جهة وشق يوسف الشاهد من جهة أخرى لهما مواقف متناقضة حد القطيعة مبينة أن مسألة الحسم في هذه العلاقة أو ما يعرف ب”التوافق” هي التي عجلت بتفجير هذه التناقضات داخل الحزب، لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بالحاح يتمثل في مدى قدرة “الحركة التصحيحية” الجديدة التي انبثقت عن اجتماع الهيئة السياسية أول أمس على توحيد صفوف الحزب من جديد خاصة وأنها وضعت بعض الشروط التي من أهمها اغلاق الباب بشكل نهائي أمام كل من تعتبرهم مسؤولين عن الوضعية الحالية للحركة على غرار محسن مرزوق ورضا بلحاج علاوة على أن هذا التيار القديم-الجديد يبدو غير متجانس في ما يتعلق بالموقف من مسألة “التوافق” مع حركة النهضة بل ان بداخله تباينات تبدو شديدة الوضوح.
وسلطت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة الضوء، على انضمام تونس هذا الاسبوع الى مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الذي أطلقته الصين في محاولة لاحياء طريق الحرير ولكن وفق مقتضيات ومتطلبات القرن الواحد والعشرين والمبادرة التي تعرف اختصارا ب”الحزام والطريق” هدف لا شك أنه عملاق ويؤكد الاهداف العريضة للعملاق الصيني في البحث عن تعزيز موقعه في العالم واقامة شراكات مستقبلية في مختلف القارات بما يجعل تونس والديبلوماسية التونسية أمام اختبار غير هين يفترض الاعداد الجيد واستباق المراحل للاستفادة من هذه الشراكة الاقتصادية بما يمكن أن يعزز الفرص الاقتصادية والاستثمارية ويجنب البلاد الوقوع في الحسابات الخاسرة ومزيد الارتهان للاقطاب الاقتصادية الصاعدة التي لا يمكن لا منافسيها ولا تجنب هيمنتها.
وأضافت أنه يتعين على تونس الخروج ببلادنا من دائرة الرهينة وتحريرها من قبضة البيروقراطية المفرطة ولكن أيضا وهذا الاهم من قيود سياسية بعقليات شعبوية مفلسة ما انفكت تجر البلاد الى الخلف في اصرارها على التنافس والمراوحة بين السئ والاسوأ، حتى تتمكن بلادنا من السير على طريق الحرير وتكون جسرا استراتيجيا بين افريقيا واوروبا واسيا.
واهتمت (المغرب) من جانبها، بظاهرة احتلال وسائل التواصل الجديدة أهمية في الحياة اليومية للتونسيين وأحدثت فرزا بين مختلف فئات المجتمع حيث صار للفايسبوكيين أحاديثهم وأخبارهم ونماذجهم القدوة التي يستقونها من الفايسبوك والتي تشكل فهما محددا للواقع وبات لغيرهم من التونسيين المقاطعين أو العازفين عن استعمال هذه الوسائط مرجعياتهم واهتماماتهم وأولوياتهم.
وأضافت أن طريقة تفاعل جماهير “الفايسبوك” مع الحدث الارهابي الاخير تثبت ما ال اليه وضع هذه الفئة من التونسيين من ارتهان لما ينشر من تعليقات وصور وأخبار وغيرها مبينة أن السمة المميزة لهذا التفاعل تتمثل في سيطرة التعبير عن مشاعر الغضب والحزن وغلبة الانفعالات والتراشق بالتهم وخطاب الكراهية والبكائيات والندب والعويل والحنين الى زمن الاستقرار و”الامن والامان” حيث أن هذه الطريقة في التفاعل مع الاحداث الارهابية هي في الواقع معهودة وتستمر لسنوات بل انها أضحت المهيمنة على بقية أشكال التفاعل وهو أمر يدعو الى القلق، وفق ما ورد بالصحيفة.