“خرج من حياده المفترض وساند ابنه فاقدا بذلك دوره التحكيمي .. الباجي قائد السبسي من هيبة الدولة الى الولاء للعائلة…” و”المديرة العامة للصيدلة والدواء .. عديد المرضى استهلكوا دواء ضغط الدم الملوث” و”خطاب تعميق المخاوف” و”اجتماع قرطاج … وتأجل الحسم مرة أخرى” و”لان الوزير قال لا .. من ينصف المتميزين في المناظرات؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أنه كانت أمام رئيس الجمهورية خيارات عدة قبل الخروج العلني يوم الاحد اذ كان بامكانه دعوة كل الاطراف لهدنة بسنة مقابل تنازلات متبادلة أو أن يطلب من طرفي الصراع الندائي .. حافظ قائد السبسي ويوسف الشاهد الابتعاد عن النداء أو حتى عن السياسة أو أن يكبح جماح طموحات نجله ويفرض عليه وعلى أفراد عائلته المساندين له الابتعاد كليا عن النشاط السياسي ما دام هو في سدة الحكم مشيرة الى أن هذه الخيارات وغيرها متاحة نظريا لرئيس الدولة ولكن يبدو أنه لم يعد قادرا على الخيارات الصعبة أي على مواجهة نهم نجله ومن يقف وراءه فسعى لاستغلال تداخل المسارين ليطالب الشاهد بصفة تكاد تكون واضحة بالرحيل، وما يؤكد أن الاسباب العميقة للموقف الرئاسي تتقاطع فقط مع الدواعي العائلية هو موقفه من الازمة الحالية داخل نداء تونس اذ اعتبر أن اجتماع الهيئة السياسية المناهضة لنجله انما هو مناورة خبيثة دبرت بليل من “شخص” تشير كل المؤشرات الى أنه صاحب القصبة.
وأضافت أنه تم اليوم خلط كل الاوراق ولم يعد التونسيون يثقون في أي شئ تقريبا فعندما يتم التخويف من اصطفاف الشاهد وراء حركة النهضة متسائلة هل نحن أمام خطر فعلي حقيقي أم رغبة محمومة للتخلص من خصم سياسي لا غير واتهامه بما يعتقد أنه الاتهام الاخطر؟، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي سياق متصل، رأت (الصباح) في ورقة خاصة، أن رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، ربما أخطأ في اختيار قناة “نسمة” لاجراء الحوار الذي حمل في حد ذاته اشارات سلبية كان بالامكان تفاديها على اعتبار أن الكثير من المتابعين صنفوا القناة وصاحبها سابقا في خانة المعادين لرئيس الحكومة ويعتبرون “بلاتوهاتها” عير المحايدة تقيم الدليل على ذلك مشيرة الى أن هذا الخيار فتح الباب للتساؤل والتأويلات هل قاطع الرئيس القناة الوطنية أم دفع الى ذلك لاعتبارات قد تحيلنا الى اطلالة يوسف الشاهد الاخيرة عبرها لاعلان الحرب على حافظ قائد السبسي وتحميله مسؤولية تقسيم النداء.
وأضافت أن الخوف لم يتسلل لقلوب التونسيين من مضمون خطاب الرئيس فحسب بل مما حف به من ملابسات قبل وبعد الحوار اثر امتناع وسائل اعلام عن بثه وما دار من حديث عن الصنصرة والتلاعب بمضمون الخطاب من قبل قناة “نسمة” بغاية استهداف الشاهد قابله نفي واتهامات بالتجني على اعتبار الاحجام عن البث دافعه الحقيقي اصطفاف اعلامي خلف شق رئيس الحكومة معتبرة أن هذا المشهد السريالي مرعب حقيقة ويثبت أن الدولة في خطر وأنم حرب الشقوق وأزمة النداء قسمت أو تكاد البلاد ومؤسساتها بما فيها الاعلام الى معسكرين، وفق ما جاء بالصحيفة.
وأوردت جريدة “الصحافة” تصريحا للمديرة العامة للصيدلة والدواء بوزارة الصحة، ايناس فرادي، أشارت فيه الى أن هناك العديد من المرضى استهلكوا أدوية مرض ضغط الدم الملوثة وبالرغم من أنه لا توجد مخاطر صحية حالية على المرضى الا أنها لا تستبعد ان يشكل هذا الدواء الملوث انعكاسات سلبية على صحة المرضى وذلك على المدى البعيد.
وأشارت، فرادي، الى أن قرار سحب هذه الادوية لم يكن خاصا بالبلاد التونسية فقط وانما ايضا في عديد البلدان الاخرى ومن بينها الاردن وفرنسا والمغرب سيما وأن هذه الدول لها نفس المزود العالمي لمثل هذه الادوية.
وأضافت أنه على المرضى الذين يتلقون علاجا بالادوية التي تشتمل تركيبتها على مادة “فالسارتان” بعدم التوقف من تلقاء انفسهم عن تلقي العلاج بموجب التخوف من استهلاك هذه الادوية الملوثة واستشارة اطبائهم اوالصيادلة لاستبدال الادوية المعنية بالمادة الملوثة بأدوية معادلة لها متأتية من مزودين آخرين، سيما وأن هذه الادوية بالرغم من أنها متكونة من مادة “فالسارتان” الا أنها لا تشكل أية خطورة على صحتهم، وفق تعبيرها.
,أشارت جريدة (الشروق) في مقال بعنوان “من ينصف المتميزين في المناظرات؟” الى أن قرار وزير التربية المتعلق بعدم النزول بمعدل الالتحاق بالمدارس الاعدادية النموذجية تحت 15 من 20 أثار استياء الاولياء وجوبه ببيانات وعرائض واحتجاجات بالعاصمة والجهات واطلاق حملة “ارحل” ضده عبر “الفايسبوك”.
وأضافت، أن الاولياء لم يصمتوا ولن يصمتوا ازاء قرار الوزير فتعددت ردود افعالهم واختلفت من التوجه بعرائض الى الوزير الى صياغة البيانات التنديدية وصولا الى تنظيم وقفات احتجاجية مشيرة الى أنه أمام الوزير معضلة حقيقية يجب أن يجد لها حلا ان واصل اصراره على ال15 من 20 وهو أن طاقة استيعاب المعاهد النموذجية تسمح بقبول 3156 تلميذا بينما عدد التلاميذ الذين تم توجيههم وفقا لشرطه لم يتجاوز 1364 تلميذا، متسائلة هل من المعقول ان يدرس 9 تلاميذ فقط في القسم الواحد حتى نحافظ على فتح المؤسسة التربوية ويباشر الاستاذ عمله ونضرب بذلك مبدأ المساواة أمام المرفق العام حيث نجد مدارس ب40 تلميذا ومدارس ب9 تلاميذ فحسب ام انه سيتم جمع التلاميذ وغلق عدد كبير منها واحالة الاساتذة على التقاعد المبكر جدا؟.
وسلطت، الصحيفة ذاتها، الضوء على اجتماع قرطاج الذي ياتي بعد قرابة الشهرين على تعليق العمل بوثيقة قرطاج وخصص للبحث في السبل الكفيلة بتجاوز الازمة السياسية الراهنة وضرورة تحمل مختلف الاطراف السياسية لمسؤولياتها لايجاد الحلول اللازمة مع تغليب المصلحة العليا للوطن.
وأضافت، أنه من المنتظر أن تتم مشاورات داخل أحزابهم ومنظماتهم حول الحلول الممكنة للخروج من الازمة والتنازلات التي يمكن ان يقدمها كل طرف لتكون هناك عودة لاتخاذ القرارات النهائية خاصة حول النقطة 64 في وثيقة قرطاج 2 في اجتماع الاثنين المقبل مع رئيس الجمهورية.
وأشارت الى أن كل طرف تمسك بموقفه خلال الاجتماع فواصلت حركة النهضة الدفاع عن موقفها في الحفاظ على “الاستقرار” حيث تعتبر ان ذلك يتم بالحفاظ على يوسف الشاهد كرئيس للحكومة مع اجراء تحوير وزاري في حين واصل نداء تونس أيضا تمسكه بموقفه الذي يرى أن الحكومة الحالية لا يمكن أن تنجز برنامج ال63 نقطة ويطالب بحكومة جديدة قادرة على تنفيذ برنامج الانقاذ.