أكّد رئيس حركة النهضة أنّ الحركة ستتفاعل مع مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حول الإرث حين تقدم رسميا الى البرلمان.
وعبر الغنوشي في كلمة مكتوبة نشرها على صفحته بالفيسبوك عن أمله في أن يصل الحوار والنقاش حول هذه المبادرة الى ”الصياغة التي تحقق المقصد من الاجتهاد وتجعل من تفاعل النص مع الواقع أداة نهوض وتجديد وتقدم لا جدلا مقيتا يفرق ولا يجمع، ويفوت على التونسيين والتونسيات المزيد من فرص التضامن والتآلف”.
وجدّد الغنوشي في هذه الكلمة التي نشرها بمناسبة ”الذكرى الخامسة” للقاء باريس الشهير الذي جمعه بالباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس وزعيم جبهة الإنقاذ أنذاك، التزامه ”التام” بخيار التوافق مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي واعتباره الإطار الأمثل للحوار حول كل القضايا للوصول الى حلول وبدائل وتوافقات ، بعيدا عن منطق الغلبة وفرض الرأي، وفق تعبيره، معتبرا أنّ هذا التوافق يمثّل أرضية لكلّ حوار جدي وهو يمثّل خيارا استراتيجيا للنهضة.
وأشار الغنوشي إلى أنّ التوافق الذي حصل خلال لقاء باريس لم يكن صفقة انتهازية او خيارا تكتيكيا او ظرفيا، معتبرا أنّ النهضة لم تنقذ نفسها فحسب من محرقة بل أنقذت الثورة من الإرتداد بإنسحابها من الحكم، دون أن يكون ذلك انسحابا من السياسة.
واعتبر أنّ ”لقاء باريس” حقّق الكثير من المكاسب لتونس، داعيا إلى استلهام العبر من تلك المبادرة للتعامل مع الأزمة السياسية.
وكشف الغنوشي أنّ سلسلة من اللقاءات جرت بين الطرفين ”بعيدا عن الصخب الإعلامي” في منزله ومنزل الباجي قايد السبسي توازيا مع الحوار الوطني والى غاية موفى سنة 2014.
من جهة أخرى أشار الغنوشي في هذه الكلمة إلى أنّ دعوة النهضة إلى الاستقرار الحكومي لا تتعارض مع خيار التوافق مع رئيس الجمهورية أو بحثا عن أُطر بديلة عنه بل تقديرا للمصلحة الوطنية، وفق تعبيره.
وجدّد في هذا السياق دعوته إلى كل الأطراف الى ”معالجة الاختلافات حول هذا الموضوع في إطار الحوار والبحث عن الحلول المعقولة سياسيا والمقبولة دستوريا في كنف الاحترام الكامل للمؤسسات”.
واشار في المقابل إلى أنّ ”التنافس الحر هو من صميم الديمقراطية وان الطموح الشخصي للوصول الى الحكم عبر الصندوق حق دستوري لا يمكن المساس به أو إدانته”، مشدّدا على ضرورة الأخذ بعين الإعتبار ”مقتضيات” الديمقراطية الناشئة في تونس وانّه لا يمكن أن تحكم تونس بمنطق الأغلبية والأقلية وأنّ نتيجة الصندوق لا يجب أن تتنافى مع الحفاظ على امكانية التوافق على منظومة حكم مستقرة، وفق تقديره.
من جهة أخرى أدان الغنوشي ”بكل شدة” ما تعرض له رئيس الدولة من ثلب وتهجم، داعيا أجهزة الدولة الى ”التحرك ضمن القانون لضرب العابثين بالشبكات الاجتماعية”.
وختم رئيس حركة النهضة بالقول “نحن على يقين بان هذا الشعب العظيم الذي صنع ثورة عظيمة لا تزال مصدر الهام للشعوب المقهورة، وتمكن من المحافظة عليها وسط الاعاصير ، وحولها ديمقراطية معاصرة عبر التوافق ، قادر عبر العمل الناصب والابداع والوحدة الوطنية ،على ان يواصل مسيرته المظفرة، فيصنع نموذجا تنمويا راقيا يوفر الحياة الكريمة لكل الفئات والجهات”..
ويذكر أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد اقترح في الخطاب الذي القاه يوم 13 اوت 2018 بمناسبة عيد المراة تغيير احكام مجلة الأحوال الشخصية وتحويل مسالة الارث الى قانون وعرضه على البرلمان للتصويت عليه.