يقترب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية التي ستجري يومي 26 و27 ماي حثيثا ولقد انطلقت بعد الحملة الانتخابية وهي في الواقع تنحصر حاليا بين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ويجمع المراقبون المتابعون للشأن المصري أن الحملة والانتخابات في حد ذاتها قد فصلت خصيصا لوصول السيسي لسدة الرئاسة المصرية …
يقترب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية التي ستجري يومي 26 و27 ماي حثيثا ولقد انطلقت بعد الحملة الانتخابية وهي في الواقع تنحصر حاليا بين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ويجمع المراقبون المتابعون للشأن المصري أن الحملة والانتخابات في حد ذاتها قد فصلت خصيصا لوصول السيسي لسدة الرئاسة المصرية بمباركة واسعة من العديد من القوى الداخلية ومن العديد من مراكز النفوذ العالمية بينما تنتاب الحيرة والتساؤلات كل المتعاطفين مع الثورة المصرية التي أطاحت بمبارك على مستقبل هذه الدولة المحورية في الشرق الأوسط…
ويتفق جل الملاحظين أولا على القول أن التجربة الإخوانية السيئة الإخراج التي عاشتها مصر مع الأغلبية الاخوانية التي أمسكت الحكم مع الرئيس السابق محمد مرسي هي المتسبب الأول في الوضع الحالي وفي هذه الموجة من "السيسيمانيا " التي اجتاحت البلد حتى أنها جمعت في مباركة ترشح السيسي المتناقضات جميعا …
والمتجول اليوم في الشوارع المصرية يحس هذا الإفراط الكبير في الانتصار للسيسي قبل حتى أن تبدأ المعركة الانتخابية مع الملاحظة أن حمدين صباحي نفسه وبرغم شجاعة قراره بمنافسة السيسي إلا أنه يعلم أن لا حظوظ له المرة أمام "البلدوزر" الكاسح الذي ينتاب المدن المصرية…كما أن السيسي وصباحي يتفقان في أهم نقطتين في برنامجهما بكل وضوح فكليهما يتوعد الإخوان المسلمين بالاستئصال وكلاهما يرفع عاليا انتسابه إلى الإرث الناصري الكبير …وهذا ما سيضعف في الواقع موقف المرشح الناصري حمدين صباحي بعد أن استحوذ عبد الفتاح السيسي على الرمزية الناصرية عنوة .
ويلعب الاعلام المصري دورا مركزيا في ازدياد الموجة "السيسية" إلى درجة البذاءة والخرف أحيانا من قبيل ما صدر مؤخرا في إحدى الاسبوعيات ( الفجر) التي تعنون بالبنط الغليظ في الصفحة الأولى أن السيسي قد "رأى الله سبحانه "؟؟ مثلما ورطت بعض الصحف الأخرى المرشح السيسي في تصريح ضد الجزائر تبرأ منه السيسي واستقبل السفير الجزائري ليؤكد له كل الاحترام الذي يكنه للجزائر…هذا علاوات على كل الترهات الصحفية الأخرى التي ما نفك المقدم التلفزي سامي يوسف يفضحها في حلقات برنامجه الجماهيري "البرنامج" والذي اضطر للتوقف أيام الحملة الانتخابية تجنبا لكل حرج له ولقناة م ب س السعودية التمويل والإدارة …بالطبع..
ويلعب الخليج ودوله دورا مركزيا في الانتخابات المصرية مع الثقل الذي وضعته كل من السعودية والإمارات وتلتهما الكويت في الميزان بما يقارب العشرين مليارا من الدولارات التي ضخت في مصر حسب تصريح السيسي في مقابلته التلفزيونية الأخيرة مما حدا به إلى الإعلان صراحة أن أول زيارة يقوم بها ستكون للسعودية ووصف الملك السعودي ب"كبير العرب" وهذا ما يمكن تفهمه بالطبع…ولا يمكن من جهة أخرى ربطه بالناصرية التي طالما نازعت وافتكت الزعامة العربية من الرياض…
ولا بد أن نذكر هنا أن موازين القوى الغربية الكبرى مائلة بوضوح لتقبل السيسي كأخف الأضرار بمباركة اسرائيلية خاصة وأن الرجل تعهد بالإبقاء على معاهدة السلام مع اسرائيل وإن لمح لضرورة مراجعتها …فالأمريكان ومن خلفهم الاوروبيون لا ينبسون ببنت شفة انتقادا للسيسي ولا للمحاكمات الغير مسبوقة التي تطال مئات الألاف من الإخوان المسلمين تفاديا لأي حرج قد يسببونه لعبد الفتاح السيسي…