“لقاء رئيس الجمهورية وزعيم النهضة .. النهضة تنحاز للشاهد ضد رغبات الرئيس” و”عجزوا عن الصمود أمام طموحات وأطماع الابناء … جيل من المناضلين يوشك أن يختفي وديناصورات السياسة نحو الانقراض” و”بسبب الحسابات الانتخابية .. أحزاب على أبواب الانهيار وحركة النهضة هي المستفيدة” و”لا بديل عن الحوار المسؤول”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
اعتبرت جريدة (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة، أن الفاعلين السياسيين غير غافلين عن أسباب اللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس النهضة المنعقد أمس بقصر قرطاج، فالجميع يدرك أن لقاء الرجلين لم يكن الا بشأن مصير الشاهد الشاهد في ظل توقعات أن يتطرق اليه الرئيس في حواره الاسبوع القادم مع قناة الحوار التونسي مشيرة الى أن المعادلة السياسية في تونس تغيرت خلال الايام القليلة الماضية بشكل كلي سواء في البرلمان أو في حركة نداء تونس أو في العلاقة بين الحكومة ومحيطها الكثير من التغيير ومعه برز اسم الشاهد ليصبح اللاعب الابرز في المشهد.
وأضافت أنه لاعب يبدو أن تعاظم الزخم المحيط به دفع رئيس الجمهورية الى اتخاذ قرار الظهور في حوار نلفزي ليبين تموقعه من رئيس الحكومة وكيف يرى حل الازمة المتعلقة بالعمل الحكومي أو المتعلقة بحزبه نداء تونس مبينة أن اختيار الرئيس التحدث بداية الاسبوع القادم كان في ظل حديث في كواليس النداء عن لجوء الباجي قائد السبسي الى الفصل 99 من الدستور وعرض حكومة الشاهد على جلسة منح ثقة في البرلمان لتحديد مصيرها اما بعدم حصولها على الثقة أو بالتجديد.
ورأت أنه قد يكون من المبكر القول ان الرئيس قد يغامر في آخر عهدته بتفعيل الفصل 99 من الدستور وهو يدرك أن الخسائر ستكون في صفوفه لامهما كان تصويت المجلس لكن هذا لا يعني أن الرئيس الذي ترك مقربين منه يناورون في الايام الفارطة لايجاد مخرج من أزمة الحزب قد ينجرف الى صف ابنه بهذه الحدة.
ولاحظت (الصباح) في ورقة خاصة، أن الساحة السياسية في تونس “تغير جلدها” وتتجه نحو تجديد نفسها بقيادات سياسية شابة مشيرة الى أن ذلك قد يكون هو المسار الطبيعي لكل الاحزاب في كل البلدان وفي كل الديمقراطيات وحتى الديكتاتوريات فالسياسة عالم متحرك لا يعترف بالثوابت وبالمسلمات ولا يستمر فيه لفترات طويلية الا الاقوياء والقادرون على اقتناص اللحظات التاريخية والتكيف معها وفق المستجدات وحالة التطور التي تفرضها المجتمعات بدورها متحركة ديموغرافيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
وأضافت أنه رغم ذلك فهناك خصوصية في التجربة السياسية التونسية فالثورة التي قادها الشباب بطموحات وأحلام “منفلتة” وافتقدت لقيادة سياسية استفاد منها أو جنى ثمارها أساسا الشيوخ والكهول ولذلك تأخرت مرحلة التغيير وتسليم المشعل بين الاجيال السياسية المختلفة كما أن مكابرة الزعامات التاريخية وتمسكها بالقيادة بتعلة الشرعية النضالية والخبرة السياسية أجلت التغيير ولم يفرض هذا التاريخ كأمر واقع الا عندما منيت أغلب الاحزاب التي كرست “الزعاماتية” بهزائم سياسية بعضها هزائم مذلة نسفت التاريخ النضالي لبعض الاحزاب ونسفت في أحيان أخرى أحزابا برمتها من المشهد السياسي لتذهب الى النسيان حيث لم تنصف الثورة قيادات تاريخية لاحزاب ناضلت لعقود ضد الاستبداد والديكتاتورية ولكن هذه الثورة منحت “حق العودة” الى المشهد لشخصيات غابت لسنوات اما خوفا من بطش الديكتاتور أو لانها لم تجد لها مكانا في حاشية بن علي واذ بالثورة وفي لحظة “سريالية” تعيد نفض الغبار من حولها لتعود بقوة “غير متوقعة” الى المشهد وتصنع أحداثا مؤثرة في تاريخ البلاد بعد الثورة وعلى رأس هذه الشخصيات نجد الباجي قائد السبسي، وفق ما ورد بالصحيفة.
وأشارت (الصحافة) في مقال لها، الى أن عديد الاحزاب السياسية تعيش وضعا لا تحسد عليه من جراء عواصف الاستقالات التي اجتاحتها والمشاكل الداخلية التي تنخرها اذ أن عدوى الانشقاقات سرت في أغلب الاحزاب وأكبرها وأبرزها ما يحدث في حركة نداء تونس التي تتالت أنباء الاستقالات منها مركزيا وجهويا مبينة أن الجبهة الشعبية ليست أفضل حال اذ أن تماسكها بات مهددا حيث بدأ حزب حراك تونس الارادة ينهار.
وأضافت أن اللافت أن النقطة المشتركة في ما يحصل داخل الاحزاب هو غياب التسيير الديمقراطي فيها والقرارات الاحادية الجانب من طرف القيادة في علاقة بمصالح شخصية وحزبية ضيقة في تجاهل للمصلحة العليا للبلاد كما لا يخفى ما للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة من تأثير على ما يحصل في الاحزاب التي يحرص بعضها على الحفاظ على تماسكها فيما أخفقت أخرى جراء الحسابات الانتخابية في الحفاظ عليها.
أما جريدة (الشروق) فقد اعتبرت في مقالها الافتتاحي، أن جلوس الحكومة مع الطرفين الاجتماعيين يمثل منعرجا مهما في مفتتح سنة سياسية جديدة، ذلك أن التهدئة الاجتماعية وتحسين مناخ الاعمال والاستثمار يساعدان على ايجاد أرضية سليمة للاحزاب والفاعلين السياسيين ومجلس نواب الشعب لمناقشة الازمة السياسية ومحاولة اطفاء نيرانها في أجواء هادئة بعيدة عن الاحتجاجات ومظاهر التوتر المختلفة مضيفة أنه لا شك أن المعنيين مباشرة بالازمة السياسية مدعوون هم أيضا الى الاقتداء بما فعلته الحكومة والمنظمات الوطنية وفتح قنوات تواصل وحوار بينهم بروح الجدية والمسؤولية وفي اطار احترام نواميس الدولة وضوابط الدستور مع مراعاة الخصوصية التي تعرفها التجربة الديمقراطية الناشئة والحرص على مزيد تدعيمها لا تعطيلها أو دفعها الى الانتكاسة أو المنعرجات الخطيرة.
وأكدت، في سياق متصل، على الحاجة الى الى حوار سياسي ومسؤول لا يقصي أحدا ويجري بثقة متبادلة دون عناد ومكابرة ودون مغالبة ولي أذرع ودون نوايا للاستفراد بالحل أو محاولة الهيمنة على مخرجاته الممكنة التي يجب أن تكون مخحل أوسع توافق ممكن، وفق ما ورد باغلصحيفة.