دعا الباحث بمعهد البحوث الواحية بدقاش احمد النمصي خلال جلسة نظمتها صباح اليوم اللجنة الوطنية لمقاومة مرض تيبس سعف النخيل بمقر ولاية قبلي الى الشروع في عملية مداواة مرض تيبس سعف النخيل بمختلف الواحات المتضررة بالولاية مباشرة بعد جمع صابة تمور هذا الموسم.
واشار خلال الجلسة التى حضرتها مختلف الادارات المتدخلة في منظومة انتاج التمور الى ان “كافة التجارب التي قام بها المعهد، اكدت نجاعة الادوية البيولوجية التي تم اعتمادها في القضاء على هذا المرض الفطري الذي انحصر انتشاره بين الواحات خلال الفترة الاخيرة، نظرا للظروف المناخية غير الملائمة لتكاثره”.
ومثلت الجلسة مناسبة طرح خلالها الحاضرون جملة الاقترحات التي من شانها الاسهام في انجاح عملية المداواة على غرار اشراك الشركات التعاونية في المجال الفلاحي في القيام بهذه العملية مع مراجعة كراس الشروط الذي يتيح لها المشاركة، علاوة على وضع جدول زمني يحدد مراحل التدخل على كل واحة مع الحرص على تكوين العملة الذين سيقومون بالمداواة ومتابعتهم من قبل المصالح الفنية لضمان نجاح العملية، فضلا عن مراجعة الخاصيات الفنية لالات الرش لتتمكن من ايصال الدواء الى اشجار النخيل المرتفعة وبالكميات والكيفية التي تساعد في القضاء على المرض بنجاعة.
وبدوره اكد الرئيس المدير العام لشركة البيئة والغراسات والبستنة محمد مبارك ان “امكانية مشاركة الشركة في القيام بعملية مداواة مرض تيبس سعف النخيل ممكنة مع بداية سنة 2019 بعد انتداب الشركة للعملة”، ودعا الى “تمكين الشركة من الاعتمادات المادية التي تساعدها على الانطلاق في العمل وتوفير الات الرش ووسائل التنقل”، واكد على ضرورة “وضع تقديرات واضحة من قبل اللجنة الوطنية لمقاومة هذا المرض، لليد العاملة التي تتطلبها عملية المداواة والالات المطلوبة والمدة الزمنية التي تقتضيها العملية”.
ومن جهته اوضح المدير العام للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية ورئيس اللجنة الوطنية لمقاومة مرض تيبس سعف النخيل محمد الحبيب بن جامع ان الدولة “رصدت 9 مليون دينار لانجاح عملية المداواة بمختلف واحات الولاية التي ستتواصل على امتداد ثلاثة سنوات (من 2018 الى 2020)”
واشار الى انه “تم تخصيص اكثر من مليون و600 الف دينار من هذه الاعتمادات خلال هذه السنة لاقتناء الادوية والمعدات ووسائل السلامة التي يرتديها العملة اثناء المداواة”، وبين ان المجمع المهني المشترك للخضر والغلال “شرع في اقتناء 50 الف لتر من الادوية التي ستوضع على ذمة المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والتي بدورها ستوفرها لكافة الهياكل التي ستتدخل في عملية المداواة”
وتتضمن الخطة الوطنية للتدخل على هذا المرض ثلاثة محاور اولها مكافحة المرض الجديد على الواحة، ثم البحث العلمي لمزيد التعرف على بيولوجيا الفطر المسبب للمرض، ثم محور التكوين والرسكلة من اجل تمكين المتدخلين من اجادة التصرف مع المرض في مختلف مراحله.
واكد ذات المصدر ان خطة التدخل على هذا المرض “قابلة للتعديل بحسب تقدم عملية المداواة وعلى ضوء المقترحات التي تتقدم بها مختلف الهياكل المشاركة في العملية”، وبين “امكانية مراجعة كراس الشروط المخصصة للشركات التي ستساهم في عملية المداواة” واشار الى امكانية “توحد الشركات التعاونية في شكل شركات كبرى تستجيب للشروط التي يتضمنها هذا الكراس”.
للاشارة فان المساحات التي طالها مرض تيبس سعف النخيل امتدت الى حوالي 30 الف هكتار من اجمالي 38 الف هكتار تمثل المساحة الجملية للواحات بالجهة، علما وان المرض لم يؤثر على جودة التمور رغم التراجع المسجل في كمية الصابة بحوالي 30 في المائة، حسب ما اكده رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري توفيق التومي لمراسل (وات).