سعيا للمساهمة في خلق تقاليد جديدة لممارسة التراث الموسيقي، ووضع أسس أخرى للممارسة الثقافية صلب العائلة الواحدة، تم إطلاق مشروع نموذجي بكل من قابس والكاف والمنستير، يتعلق بوضع آلية تشاركية لجمع التراث الموسيقي الجهوي وتثمينه عبر جمعه وحفظه وإحيائه وتمريره إلى الأجيال الشابة، وذلك في إطار العناية بالتراث الثقافي اللامادي واللامادي.
يتمثل المشروع في بعث مجموعة منشدين تتكون، لأول مرة، من عناصر من مختلف الأجيال، فهي مجموعة مفتوحة للأطفال والمراهقين المرفقين ضرورة بأحد أوليائهم أو أجدادهم، وهو الشرط الوحيد للانتماء إلى مجموعة منشدي التراث المفتوحة مجانا لكل الراغبين.
هذا المشروع الذي سيقام في نسخة نموذجية بكل من قابس والمنستير والكاف ويمتد على تسعة أشهر (من أكتوبر 2018 الى غاية جوان 2019) هو من تصور ومتابعة مكتب “ألتيسيمو” وتشارك فيه كل من أكاديمية زرياب للفنون والثقافة، وجمعية صيانة و إنماء مدينة الكاف والمعهد الرشيدي بالمنستير، وهو يندرج في إطار برنامج “تفنن، تونس المبدعة” الممول من الاتحاد الأوروبي.
ووفق ما أكده المنظمون على الصفحة الخاصة بهذا المشروع على الانترنات، يتدرب المشاركون مرة كل نصف شهر على مادة موسيقية تراثية مجمعة لاتزال في ذاكرة عدد من الحفظة، كما يعتمد البرنامج “جانبا من ذاكرة المشاركين الذين سيقترحون محفوظاتهم الغنائية التراثية المتعلقة بمختلف المناسبات الاجتماعية ومختلف أوجه الحياة اليومية”.
ورغم وجود مختصين للإشراف والمتابعة، فستكون التمارين مناسبة “لاسترجاع جوانب قد تكون مخفية من الذاكرة الفردية أو الجماعية، في أجواء تشاركية ومسلٌية، بعيدا عن أجواء الدروس الأكاديمية أو تمارين الموسيقيين المحترفين وضرورياتها التقنية”.
وستقدم مجموعات المنشدين عروضا كل ثلاثة أشهر، كما تشتمل مكونات المشروع على “عمليات أرشفة سمعية بصرية مشفوعة بجوانبها العلمية والتوثيقية المتعلقة بكل أثر موسيقي تراثي من حيث أطر استعماله وتوظيفاته”.
ويجدر التذكير بأن مشروع “تفنن، تونس المبدعة” يقام بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج دعم قطاع الثقافة في تونس بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية، ويندرج ضمن شراكة من قبل شبكة مؤسسات الاتحاد الأوروبي الوطنية للثقافة ويشرف على تنفيذه المجلس الثقافي البريطاني.