نظّم مئات الأطباء الشبان المقيمين والداخليين بصفاقس، اليوم الاثنين، مسيرة تضامنية مع زميلهم الطبيب المتربص قسّام بن علي على خلفية الاستماع إليه كمتهم بالإهمال والتقصير في حادثة احتراق يد رضيع بالسخان الكهربائي في صائفة 2017 بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر.
وانطلقت المسيرة من أمام الإدارة العامة للمستشفى الجامعي الهادي شاكر وانتهت إلى مقر المحكمة الابتدائية صفاقس 2، حيث نفذ الأطباء وقفة مساندة وتضامن مع الطبيب الذي يعتبرونه “كبش فداء لجريمة لا مسؤولية له فيها”، بحسب تقديرهم.
وعقدت المحكمة الابتدائية صفاقس 2 اليوم، جلسة استماع من قبل حاكم التحقيق الأول، للطبيب المقيم قسّام بن علي وإحدى القابلات كمتهمين باعتبارهما كانا يشتغلان بقسم الولادات يوم حصول حادثة احتراق يد رضيع بالسخّان الكهربائي في 25 جويلية 2017 مما أدى إلى بترها.
وأفاد الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس، مراد التركي، مراسل (وات) بالجهة، أن قاضي التحقيق المتعهد بالقضية أجرى المكافحات اللازمة بين الطبيب والقابلة في “التهمة الموجهة إليهما من النيابة العمومية بتعريض حياة طفل للخطر وإلحاق ضرر بدني بطفل نتيجة الإهمال وعدم الاحتياط” كما قرر “إبقاءهما بحالة سراح في انتظار استكمال الأبحاث اللازمة”، وفق قوله.
وأكد عضو المكتب الوطني للمنظمة التونسية للأطباء الشبان إبراهيم المصفار، في تصريح لمراسل (وات) على هامش الوقفة التضامنية التي عرفت مشاركة عدد من القابلات، أن “التحرّك الجماعي لعدد كبير من الأطباء الشبان ليس غايته الضغط على القضاء الذي يبقى مستقلا والجهة التي يتوسم فيها الأطباء الخير في إظهار براءة زميلهم المشهود له بالكفاءة والانضباط والتفاني في خدمة المرضى، ولكن من باب التضامن مع الطبيب المظلوم وتحميل المسؤولية للأطراف المورطة ولا سيما السلط الاستشفائية الجهوية والمركزية”، بحسب رأيه.
واعتبر المصفار أن الدولة والنظام “هما المسؤولان عن الجريمة بالنظر الى الظروف المزرية للمؤسسات الاستشفائية ومنها قسم الولادات بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر الذي يفتقر لأبسط المقومات والتجهيزات اللازمة ومنها سخان مركزي يضمن التدفئة للرضع عند ولادتهم، فضلا عن ترك الأطباء المتربصين لحالهم، وتحميل الإطارات الطبية وشبه الطبية غياب الرعاية والتجهيزات اللازمة للمستشفيات”.
كما أشار إلى ما اعتبره “تقصير إدارة المستشفى الجامعي الهادي شاكر والسلطات الأكاديمية باعتبار أن الطبيب المتربص يفترض أن يكون محاطا برعاية الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين وعميد الكلية والمدير الجهوي للصحة ووزير الصحة وغيرهم من المعنيين مباشرة بالتأطير والعناية”، وعبّر عن استغرابه من “عدم تكفل إدارة المستشفى بتكاليف محامي للدفاع على الطبيب الشاب المتهم بالتقصير والإهمال رغم أنه من منظوريها”.
ودعا عضو المكتب الوطني للمنظمة التونسية للأطباء الشبان إلى ضرورة التعجيل باعتماد وتفعيل قانون للأخطاء الطبية يحفظ للطبيب وعون الصحة والمريض كرامتهم، مستهجنا ما اعتبره “تعمد السلط عدم اعتماد هذا القانون والدفع باتجاه المصادقة عليه تهربا من المسؤولية وتغطية للخور الذي يشكو منه مرفق الصحة العمومية كمتسبب رئيسي في الأخطاء الطبية”.
ورفع الأطباء المحتجون في المسيرة شعارات ضمنوها تضامنهم مع الطبيب قسّام بن علي ومواقفهم الرافضة للوضع المتردي في المستشفيات العمومية، وانجر عن هذا التجمع الطبي للأطباء المتربصين والداخليين اضطراب في إسداء الخدمات الطبية بعديد أقسام المستشفيين الجامعيين الحبيب بورقيبة والهادي شاكر، حيث عبّر عدد من المرضى من خلال تدخلات على أمواج إذاعة صفاقس عن غضبهم لتعطل العيادات الطبية وعديد الخدمات الصحية الأخرى.