“في قلب العاصفة” و”معركة الاتحاد والحكومة .. من الرابح ومن الخاسر؟” و”حركة النهضة .. الاتفاق مع الشاهد على موعد التحوير الوزاري والدستور يحدد العلاقة مع الباجي قائد السبسي” و”في أهمية الفرنكوفونية”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
أشارت جريدة “الصحافة” في افتتاحيتها اليوم، الى أنه لا يختلف اثنان في أن الوضع العام السياسي والاجتماعي في تونس هلال هذه الفترة يعد الاخطر على الاطلاق والاكثر تعقيدا من الوضع المتردي الذي شهدته البلاد سنة 86 وما رافقه من يأس وحالة خوف من المستقبل لدى عموم التونسيين آلت الى الانقلاب على حكم الزعيم الراحل بورقيبة كما أن وضع تونس الحالي لا يختلف من حيث الصعوبة والدقة عن سنة 2013 التي دخلت خلالها تونس في سلسلة الاغتيالات السياسية المدبرة وتواتر العمليات الارهابية وتداعياتها على مختلف القطاعات الاقتصادية وضربها بالخصوص للسياحة كأهم قطاع يدر العملة الصعبة بعد توقف تصدير الفسفاط وما رافق ذلك من تراجع متواصل للمقدرة الشرائية.
وأضافت أنه من خلال معاينة للوضع العام بالبلاد يبدو جليا أن كل المؤشرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تمهد للمزيد من التأزم باعتبار أن “دار لقمان” على حالها والوضع السياسي الذي يعد القاطرة التي تقود البقية نحو بر الامان لم يشهد انفراجا بل زاد تعقيدا نتيجة تمسك كل طرف بموقفه ونتيجة كون استحقاق 2019 جاثم بثقله على كل الخيارات والقرارات والتحالفات المختلفة مبينة أن واقع الحال يؤكد أن الفترة القادمة تحتاج الى تهدئة واحكام للعقل وتقديم المصلحة العامة للبلاد على المصالح الذاتية والحسابات السياسوية الضيقة التي لن تقودنا الا للفوضى في ظل توفر كل عناصرها.
وتطرقت (الصباح) في ورقة خاصة، الى استعدادات الاتحاد العام التونسي للشغل للاضراب في القطاع العام المقرر يوم 24 أكتوبر الجاري وذلك من خلال الهيئات الادارية الجهوية التي تبنت بالاجماع قرار الاضراب مشيرة الى أنه بالعودة الى الماضي القريب كانت الازمة السياسية التي شهدتها البلاد عقب اغتيال النائب بالمجلس التأسيسي محمد البراهمي والتي امتدت من جويلية 2013 الى حدود جانفي 2014 تاريخ تسلم حكومة مهدي جمعة مقاليد الحكومة، خير دليل على الدور الكبير الذي اضطلع به الاتحاد العام التونسي للشغل في اطار ما عرف بالرباعي الراعي للحوار الوطني والذي ساهم بقسط وافر في خروج تونس من نفق مظلم وتخبط سياسي واجتماعي كاد يعصف بالبلاد.
وأضافت أنه لا يختلف اثنان في أن المنظمة الشغيلة شكلت قاطرة الرباعي التي دفعت بقوة نحو التوافق بين الفرقاء السياسيين أنذاك وكانت المظلة التي جمعت تحتها الاخوة الاعداء من ساسة وأحزاب حيث لعب قادة الاتحاد دورا حاسما في تقليص هوة الخلافات ورأب الصدع حتى رسو القينة على بر الامان، وفق ما ورد بالصحيفة.
وأوضحت، في ذات السياق، أنه ما من شك في أهمية الدور الوطني الذي اضطلع به اتحاد الشغل عبر مختلف فترات التاريخ الحديث لتونس، ولعل مهمته خلال الازمات كانت فعالة وناجعة خير دليل على ذلك لكن تبقى الاسئلة الابرز في السياق الراهن .. هل أجبرت المنظمة الشغيلة على دخول معركة كسر العظام مع حكومة يوسف الشاهد؟ ومن المستفيد من هذه المعركة التي تقتضي نهايتها ضرورة رابحا وخاسرا في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة؟.
أما جريدة (المغرب) فقد اعتبرت في مقال بصفحتها الرابعة، أن اقرار رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، بأن التوافق مع حركة النهضة بات في حكم الماضي، ليس بالامر الجديد بالنظر الى الرجل ومنذ سبتمبر الماضي أعلن هذا وكرره في عدة مناسبات آخرها البيان الصادر عن الناطقة الرسمية لحركة نداء تونس مشيرة الى أن القطيعة النهائية المعلنة لم تحسم النهضة بعد كيف تتعاطى معها فرغم محاولاتها الحيلولة دون ذلك والبحث عن مخرج غير القطيعة فان الرئيس رفض على ما يبدو أية مبادرة منها بل انه وبشكل صريح أعلن أن ثمن للعودة لن يقبل مهما كان وأن القطيعة أمر لا رجعة فيه خاصة وأن السنة الانتخابية انطلقت.
وأضافت أن تأجيل الحسم يهدف الى منح الشاهد حيزا زمنيا لترتيب أوراقه مع تعهد من رئيس النهضة راشد الغنوشي بدعم الحركة في المشاورات ومحاولة اقناع أطراف سياسية بالمشاركة في الحكومة أو توفير ظروف نجاح عملها خلال الاشهر القادمة موضحة أن الحركة تدرك أن الشاهد له مطامح بخوض انتخابات 2019 بمشروع سياسي لم يحدد بعد وكانت تريد أن يوضح الرجل مشروعه وأهدافه قبل أن تؤجل عرض الطلب وحزمة الاسئلة المرتبطة به أيضا، حسب ما جاء بالصحيفة.
من جهتها سلطت (الشروق) في مقالها الافتتاحي، الضوء على مشاركة تونس في القمة الفرنكوفونية السابعة عشر الملتئمة منذ أمس بالعاصمة الارمينية يرفان معتبرة أن فائدة تعزيز انتمائنا الى الفضاء الفرنكفوني لا تتوقف عند خدمة مصالح ثقافية أو سياسية مباشرة، وان كان ذلك هاما، وانما يمكن أن يتجاوزه الى خدمة أهدافنا الاقتصادية والتنموية بفضل بناء وتطوير علاقات الشراكة والتعاون مع عديد البلدان النامية لا سيما في قارتنا الافريقية معتمدين في ذلك على ارثنا الفرنكوفوني المشترك.
وأضافت أنه يمكن لتونس أن تعمل في نفس هذا الاطار على استغلال تقدمها في عديد قطاعات التعليم والتكوين لتطور تجربة الديبلوماسية الطلابية وتكون بذلك مقصدا لطلاب البلدان الفرنكفونية وفي ذلك استثمار مربح اقتصاديا وثقافيا معتبرة أن انتماء تونس لهذا الفضاء هو من حسن حظها ولا بد من مراجعة صادقة وشجاعة تعيد تعلم الفرنسية، هذه الغنيمة الحربية على حد قول الكاتب الجزائري كاتب ياسين، الى المستوى الذي تحقق من خلاله مصالحنا الاقتصادية وتفيد ثقافتنا وتوسع حدود انتمائنا.