طالب حزب آفاق تونس السلطة القضائية بالتعاطى مع ملف الشهيدين شكري بلعيد ومحمّد البراهمي وآخر المستجدات التي تمّ تقديمها من قبل هيئة الدفاع في أسرع وقت ممكن وبكل إستقلالية عن الأطراف السياسية وخاصة المشتبه في تورطها في القضية .
وأشار الحزب وفق بيان له ، إلى أنّه يتابع بانشغال ما قدمته هيئة الدفاع مؤخّرا من معطيات خطيرة، مؤكّدا أن مسألة كشف حقيقة الاغتيالات السياسية هو ملف وطني يهم كافة التونسيين وأنّ أية معطيات جديدة مرتبطة بهذه المسألة تستوجب التعاطي معها بكل جدية ومسؤولية من قبل مؤسسات الدولة.
وفي هذا الإطار عبّر الحزب عن استغرابه من “صمت الحكومة وفسح المجال للتجاذب السياسي خاصة في ما يتعلق بإمكانية وجود تنظيم سري لحزب سياسي (حركة النهضة) وهي مسألة مرتبطة مباشرة بالأمن القومي واستقرار الدولة ونظامها الجمهوري”.
كما أوضح أنّه على الحكومة الكشف عن حقيقة هذا الجهاز السري ومخاطبة الشعب قصد طمأنته وقطع الطريق أمام كل محاولات التعتيم والتلاعب بهذا الملف مجددا.
وكانت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي قد أعلنت يوم 2 أكتوبر الجاري عن جملة من المعطيات مفادها قيام جهاز خاص بحركة النهضة يشرف عليه المسمى مصطفى خذر بسرقة ملفات قضائية ومحجوزات متعلقة بقضية اغتيال الشهيدين ولم تسلمها إلى اليوم للقضاء.
وبينت أن الوثائق التى حجزت لدى خذر تم تأمينها في “غرفة سوداء” بوزارة الداخلية، مطالبة الوزارة بتمكينها من الاطلاع على الوثائق ذات العلاقة المباشرة بعمليتي اغتيال بلعيد والبراهمي .
ويشار إلى أنّ الناطق باسم القطب القضائي لمكافحة الارهاب سفيان السليطي، قد ذكر في تصريح لـ”وات” أن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس أذنت باجراء الأبحاث اللازمة، على اثر ما ورد من معطيات بالندوة الصحفية.
كما أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق، أن ما ذكرته هيئة الدفاع حول وجود ما سمي بــ”الغرفة السوداء” في الوزارة لا أساس له من الصحة، وأن جميع الوثائق الإدارية يتم تأمينها حسب التراتيب والقوانين الجاري بها العمل لدى إدارة مركزية مختصة .
وأشار في تصريح لـ”وكالة تونس افريقيا للأنباء”،الى أنه تم تأمين المحجوز محل القضية التحقيقية المتهم فيها المدعو مصطفي خذر بالتنسيق مع النيابة العمومية لدي المحكمة الابتدائية بتونس 1 ، مؤكدا أن مصالح وزارة الداخلية تبقى على ذمة الجهات القضائية المختصة لمدها بجميع المؤيدات المطلوبة في هذا الخصوص .
يذكر أنّ المجلس المركزي للجبهة الشعبية، قد دعا مساء الأربعاء كل الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية الديمقراطية والتقدمية إلى رفع صوتها والمطالبة بفتح بحث جدّي حول ما كشفت عنه مؤخرا هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي من وثائق ومعلومات حول “الجهاز السري” لحركة النهضة واغتيال الشهيدين.