أدّى وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي صباح الأربعاء زيارة تفقّد إلى الفوج 16 مشاة محمولة بعين دراهم أين اطلع على ظروف عيش العسكريين والجاهزية العملياتية للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الغربية والمرتفعات.
كما استمع وزير الدفاع الذي كان مرفوقا برئيس أركان جيش البر وثلة من الضباط السّامين إلى بيانات حول استعدادات الجيش الوطني لمجابهة الكوارث الطبيعية المحتملة خاصة وأن مدينة عين دراهم متميزة بتهاطل الأمطار والثلوج في فصل الشتاء.
وأكّد الزبيدي أهمية هذا الفوج باعتبار تعدد مهامه التّي تكتسي أبعادا عسكرية وأمنية واقتصادية وإجتماعية وإنسانية بحكم المخاطر المتعددة التي تتعرض لها البلاد وفي مقدمتها الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
وأشار إلى أن حماية الحدود الغربية تستوجب المزيد من اليقظة خاصة وأن العناصر الإرهابية التي تتخذ مخبئا نظرا لتضاريسها تركّز على عنصر المباغتة في الزّمان والمكان وتعمد إلى التنويع في أساليب تنفيذ الأعمال الإرهابية وتغيير وسائلها وأدواتها.
وبين أنه وأمام تعدد مصادر التهديدات، تم وضع ترتيبة دفاعية على الحدود الجنوبية الشرقية فضلا عن إحداث منطقة عازلة ومناطق عمليات عسكرية وانجاز السّاتر الترابي الذي دعّم بمنظومة مراقبة إلكترونية محمولة بين لرزط وبرج الخضراء إنطلق استغلالها في شهر أفريل الماضي ومنظومة مراقبة إلكترونية قارّة بين رأس الجدير والذهيبة وهي الآن في طور التجربة وسيقع استغلالها في شهر ديسمبر القادم.
وأشار إلى أنه تم تعزيز القدرات العملياتية لجيش البرّ بتجهيزات لحماية العسكريين تتمثل في صدريات وخوذات مضادة للرصاص وتجهيزات إزالة وتفكيك الألغام ووسائل الرؤية بالليل وعربات قتال مصفحة ضد الألغام وشاحنات نقل جنود، بالإضافة إلى توفير الدعم الناري واللوجستي للقوات البرية من خلال دعم أسطول جيش الطيران بمروحيات هجومية واستطلاع وإسناد مجهّزة بمنظومات متطورة فضلا عن الطائرات دون طيّار المختصة في مجال الاستطلاع والاستعلام والمراقبة الجوية.
وأفاد بأن تونس تعمل في إطار التعاون مع الشقيقة الجزائر لمحاربة الإرهاب، على التنسيق بتبادل المعلومات الحينية وعقد اجتماعات دورية للتّشاور حول مزيد إحكام مراقبة الحدود البرية التونسية الجزائرية وحمايتها بصفة ناجعة في ضوء التحديات الأمنية في المنطقة والساحل الإفريقي.
ورفعا للجانب المعنوي للعسكريين بمختلف رتبهم، أكد وزير الدفاع مواصلة المؤسسة العسكرية دعم هذا المجال من حيث تحسين ظروف عيش العسكريين ومزيد الإحاطة بهم وبعائلاتهم، وبعائلات العسكريين الذّين استشهدوا خلال مكافحتهم للإرهاب، وكذلك الجرحى الذين أصيبوا أثناء القيام بواجبهم الوطني مشيرا أنه في مجال السكن يتم حاليا بناء مساكن بعين دراهم مع التهيئة الخارجية والطرقات بكلفة قدرها 1.6 مليون دينار.
وبعد ان ثمّن المجهودات التي تبذلها الوحدات العسكرية بالرغم من صعوبة المناخ والمخاطر التي يتعرضون إليها في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والحدّ من ظاهرة التهريب والتصدي للهجرة غير الشرعية دعا وزير الدفاع إلى مزيد تكثيف التدريب على الرمي العملياتي وتحسين اللياقة البدنية واستخدام الأسلحة والتجهيزات الحديثة ومواصلة بذل الجهد لتحسين وتطوير مستلزمات الحياة اليومية داخل المنشآت العسكرية ومزيد الإحاطة بالعسكريين خاصة بالجنود وصغار الرتباء والإصغاء إلى مشاغلهم والتفاعل معها.