أكد أستاذ القانون ووزير الدفاع الوطني الأسبق فرحات الحرشاني، ضرورة تغيير نظام الاقتراع، نظرا إلى أن الظروف التي على أساسها تم إختيار نظام الاقتراع سنة 2011 في الفترة التأسيسية قد تغيرت، مضيفا أنه لا يوجد نظام انتخابي مثالي، بل يوجد عدة نظم إنتخابية تتوافق كل واحدة منها مع فترة معينة.
وخلال جلسة استماع إلى مجموعة من الخبراء، من قبل لجنة النظام الداخلي والحصانة والقوانين البرلمانية والقوانين الانتخابية، حول مشروع القانون الأساسي المتعلق بتنقيح وإتمام القانون الأساسي المتعلق بالانتخابات والاستفتاء، ومشروع القانون الأساسي المتعلق بضبط مقاييس تقسيم الدوائر الانتخابية وتحديد عدد مقاعده، بين الحرشاني، أنه كخبير لا يمكنه أن يشير إلى نظام بعينه، بل ينصح بتجنب النظم الانتخابية التي تؤدي إلى الهيمنة، والبحث عن نظام انتخابي يدعم نجاعة العمل البرلماني ويضمن وجود معارضة قوية.
كما أبرز ضرورة التفكير في نظام اقتراع لا يقصي الأحزاب المتوسطة والصغيرة، التي يمكن أن تتحالف في ما بينها عن طريق القائمات الانتخابية، ملاحظا أن المشهد السياسي الحالي فيه نوع من التشتت، وهو ما يستوجب التفكير في نظام اقتراع يساعد الأحزاب السياسية على التحالف.
واعتبر في هذا السياق، أن نظام العتبة يعقلن الحياة السياسية ويشجع الأحزاب الصغرى والمتوسطة والمستقلين على التحالف، والانخراط في الحياة السياسية والمشاركة فيها بفاعلية.
وقال الحرشاني، إن نسبة 5 بالمائة للعتبة ليست بعيدة عن نسبة 3 بالمائة، وستكون نتائجها متقاربة وبإمكانها أن تؤدي إلى نتيجة إيجابية، مذكرا بأن القانون الانتخابي يجب أن يكون جاهزا قبل 9 أشهر من الانتخابات على الأقل، وهو ما يبرز أهمية عامل الوقت نظرا لإقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.
يذكر أن الجدل حول تعديل نظام الاقتراع والاستفتاء، كان قد انطلق منذ مدة وتعددت الآراء بشأنه، حيث تقدم عدد من أساتذة القانون الدستوري والقانون العام بمقترحات لتعديل هذا النظام ليكون أكثر نجاعة وتمثيلية.