قال رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، “إنّ انسداد المسار السياسي والرغبة في التموقع وتغليب المصالح الإقليمية والدولية على حساب مصالح الشعب الليبي، كانت لها تداعيات وخيمة على ليبيا ودول الجوار وخاصة تونس”.
وأكّد رئيس الدولة على “أهمية تنسيق الجهود بين كافة المتدخلين ضمن إطار الإتفاق السياسي والخطة الأممية باعتبارها المرجعية الوحيدة للشرعية الدّولية، حتّى تكونَ المَواقِف مُتجانسة والرِّسالة مُوحّدة باتّجاه مساعدة الفرقاء الليبيين وتشجيعهم على نهج الحوار والتوافق”، وذلك في كلمة ألقاها لدى مشاركته صباح اليوم الثلاثاء، بمدينة باليرمو الإيطالية، في المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي ينعقد برئاسة جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي وبحضور ممثلي البلدان المعنية بالأزمة الليبية وجامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي.
وقد دعا جميع الأطراف إلى “مراعاة دقّة وصعوبة المرحلة التي تمر بها الشقيقة ليبيا”، حاثّا الليبيين على “التزام الحوار ووضع مصلحة وطنهم فوق كل اعتبار واحترام الشرعية الدولية، باعتبارها الإطار الوحيد للحلّ السياسي المنشود”.
كما استعرض أبرز ملامح رُؤْيةَ تونس للتّسوية السياسيّة الشّاملة في ليبيا والتي قال إنها تقوم على “ضمان أَمْنِ هذا البلد واستقراره وتوفير الحياة الكريمة لشعبه الشقيق، دون تدخّل في شؤونه الداخلية والوقوف على مسافة واحدة من كافّة الفرقاء الليبيين والتواصُل معهم دون تمييز”.
وفي هذا الصدد ذكّر قايد السبسي بأنّ “المبادرة التونسية التي تمّ إطلاقها في ديسمبر 2016 وأصبحت ثلاثية (تونس، الجزائر، مصر)، هدفها الأساسي تقريب وجهات النّظر بين مختلف الأطراف الليبية ومساعدتها على تقليص الإختلاف بينها وحثّها على التوافق في إطار حوار وطني جامع تُشارك فيه كافة القوى السياسية، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، دون إقصاء بين أبناء الشعب الليبي الواحد”.
وبعد التأكيد مجدّدا على أنّ “أمن ليبيا واستقرارها من أمن تونس”، شدّد رئيس الجمهورية على أنّ “الحلّ السياسي الشّامل وقيام دولة ديمقراطية قويّة قادرة على بسط نفوذها على كامل التراب الليبي، هي مسألة وثيقة الصلة بالأمن القومي لتونس التي لم تغلق يوما حدودها مع الشقيقة ليبيا”.
وأعرب أيضا عن ثقته في “قدرة المجتمع الدولي على المساهمة في دفع الحوار بين الأطراف الليبية وتكوين حِزام داعم ومُساعِد لتحقيق تطلعات الشّعب الليبي في إعادة بلاده إلى موقعها الطبيعي، كدولة مستقرة مزدهرة وعامل استقرار لكامل المنطقة”.