“المحكمة العسكرية تعهدت بالنظر فيه .. الانقلاب والعبث السياسي” و”الكاف .. أيام ثقافية لذوي الاحتياجات الخصوصية” و”تفوق الاناث على الذكور في الدراسة واقع لا بد من دراسته” و”يتواصل الارتباك السياسي”، مثلت ابرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية اليوم الاربعاء.
أشارت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، الى أن التهم التي وجهها الامين العام لحزب نداء تونس سليم الرياحي الى رئاسة الحكومة بالتحضير الى الانقلاب قد أثارت موجة من الاستياء أدخلت الممارسة السياسية في مرحلة العبث في اللحظة التي ينتظر فيها المواطنون من الاحزاب الحاكمة تحقيق انتظاراتهم بدلا من تعكير الاجواء والهاء الناس بمواضيع سيتضح في ما بعد أن لا قيمة لها سوى الصراعات بين الاشخاص ومزيد الانخراط في العبث السياسي.
وأضافت أنه ما من شك أن لهذا العبث السياسي انعكاسا مباشرا في فقدان المواطن الثقة في النخب السياسية طالما أن العرض السياسي اجمالا يخلو من أي برامج وتصورات سولى المشاحنات والحسابات الضيقة وضرب الخصوم والاصطفافات في المحاور الداخلية والحارجية التي لم تكن يوما جوهر الفعل السياسي الذي يروم أن يكون فن الممكن وأقصى الممكن ضمن حدود القدرة والاستطاعة والظروف المتاحة والامكانيات المتوفرة والواقع المتعين وقابليات الانجاز، حسب ما جاء بالصحيفة.
وأضافت أن عددا من الناشطين السياسيين يرون أن ضعف هيكلة الاحزاب أنتج قلة وعي داخلها بطبيعة المسؤولية المناطة بعهدتهم حكما ومعارضة حيث أنه ليس من دور المعارضة سوى تشخيص الواقع ومجرد ابراز الهنات ولا من دور أحزاب الحكم أن تترك برامجها بحثا عن تأجيج الصراعات في ما بينها مبرزة أنه كان لتطور هذه المناخات من الانقسام وعدم الجدية دور في انتاج نخبة انتهازية تتنقل كما تشاء بين الاحزاب والكتل النيابية بداعي انغلاق الافق السياسية ومازاد الوضع تعقيدا فقدان الفاعلين السياسيين الى مدونة سلوك سياسي وبرلماني تحدد مستوى التعامل في ما بينهم وتكفل الحد الادنى من الاحترام في التعامل والمحافظة على السلم الاهلي.
وأوردت افتتاحية جريدة (الصحافة) تحت عنوان “ويتواصل الارتباك السياسي” حيث اعتبرت، أن البيان، الذي أصدرته حركة النهضة في ما يتعلق بالتطورات في العلاقة بين القصر الرئاسي وحركة النهضة بدا في مجمل لغته ومصطلحاته مغايرا لما تعودت على اصداره ربما باستثناء تنظيم الفقرات أو التاكيد في الفقرة الاخيرة على حرصها على التوافق والعمل مع الجميع.
وأضافت، أن هذا البيان عبر بما لايدع مجالا للشك، أن العلاقة بين رئاسة الجمهورية وحركة النهضة قد بلغت حدا لم يعد فيه مجال للحديث عن توافقات ولاعن تنسيق ولا حتى عن شراكة وصداقة كما وقع الترويج لذلك طيلة سنوات من اقتسام الحكم بل بدا واضحا من خلال البيان أن حبل الوحدة الذي طالما تغنت بعد الحركة مع الرئيس قد انقطع وأصبحت تتحدث عنها في منطوقها الرسمي بعبارات من قبيل “ننبه الى خطورة اقحام مؤسسة الرئاسة بأساليب ملتوية بنية ضرب استقلالية القضاء واقحامه في التجاذبات السياسية من طرف المتاجرين بدم الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي رحمهما الله”.
وأشارت، الى أن البيان، لم يتوان عن القول ان الحركة ” تدعو الجميع الى عدم العمل على تسميم الاجواء من جديد خدمة لاجندات سياسوية ضيقة تتعارض مع المصلحة الوطنية للبلاد املا في ارباك المسار الديمقراطي وتعطيل مسار الاستحقاق الانتخابي”.
وأوضحت، أنها لهجة لم تتعود بيانات النهضة أن تحبر بمثلها خصوصا تلك المتعلقة برئيس الجمهورية الذي كانت حريصة طيلة ثلاث سنوات على أن تتحدث عنه بمصلحات من نوع “فخامة الرئيس” وسيادة الرئيس وغيرها من عبارات الود التي يبدو أن الاحداث الاخيرة قد غيبتها لمصلحة لغة عادة ما يستعملها من يشعر أن هناك شيئا ما يدبر ضده، أي أن حركة النهضة قد قرأت في استقبال رئيس الجمهورية لهيئة الدفاع عن الشهيدين وما قبل الاجتماع وما نشر بعد ذلك على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية رأت في كل ذلك تورطا مباشرا لرئيس الدولة فيما تعتبره حملة استهداف ضدها وانحيازا منه الى جانب خصوم سياسيين كما جاء في البيان وليس هيئة حقوقية من أجل ارتباك المسار الديمقراطي أو تعطيل الانتخابات.
واهتمت جريدة (الصباح)، في مقال بالارقام الرسمية حول النتائج المدرسية في المنظومة التربوية التونسية والتي تؤكد تفوق الاناث أيضا على الذكور ففي قراءة لنتائج الباكالوريا في الدورات الاخيرة يلاحظ أن عدد الناجحين من الاناث يفوق بكثير عدد الذكور ففي دورة 2016 كانت نسبة الناجحين من الاناث حوالي 65 بالمائة في حين كانت نسبة الذكور 35 بالمائة. وفي دورتي 2017 2018 كانت نسبة الناجحين من الاناث حوالي 63 بالمائة في حين كانت نسبة الذكور 37 بالمائة.
وأضافت، أن الاناث يتوجهن الى الشعب العلمية بنسبة هامة في منافسة واضحة للذكور رغم أن هذا لم يكن ملاحظا في السابق ما عدا بالنسبة للتقنية والاعلامية التي يتفوق فيها الذكور لكن نلاحظ أن تواجد الاناث في تلك الشعب العلمية يتزايد من سنة لاخرى وتمكنت البنت من ازاحة الذكر من المراتب الاولى في شعبتي الرياضيات والعلوم التجريبية اذ نجد أن عدد التلميذات في شعبة الرياضيات في سنة الباكالوريا يفوق عدد الذكور بينما يتضاعف ثلاث مرات في شعبة العلوم التجريبية.
وأكدت، عدة دراسات، أنه لاعلاقة للتفوق الدراسي بالتكوين الجيني للفرد حسب جنسه لكن هناك أسباب لهذا الواقع لها ما يبررها منها ما له علاقة بالمدرسة مثل البرامج والطرق البيداغوجية وسلوكات المتعلم والمعلم في مرحلة التعلم والتمثلات الخاطئة لدى بعض المدرسين لقدرات الذكور الافضل مثلا في الرياضيات وهوما لا يثبته الواقع.
وفي الشأن الثقافي، سلطت صحيفة (المغرب) في مقال لها الضوء على الحركية الثقافية التي تشهدها ولاية الكاف خلال هذه الفترة من خلال عدد متنوع من التظاهرات والمحطات التي تنتظم بدور الثقافة والمكتبات العمومية بالجهة وباشراف ودعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية التي تنظم من 27 نوفمبر الجاري الى 19 ديسمبر القادم محطة وثائقية متميزة بخصوصية توجهها الى الفئات التي تحتاج الى رعاية أكثر من غيرها باعتبارها من نزلاء السجون والمراكز المندمجة.
وأضافت أنه وفي اطار البرنامج الخصوصي لوزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع سجن الدير وسجن الكاف ومركز الاصلاح بالسرس والمركز المندمج للشباب والطفولة بالكاف تنظم المندوبية وباشراف من الاستاذ نعمان الحباسي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالكاف فعاليات أيام ثقافية تتخذ من محور “الثقافة المندمجة والخصوصية” عنوانا لمختلف فقراتها التي تفتتح من مركز الاصلاح بالسرس بمداخلة التسامح والسلم يقدمها رجل المسرح بالجهة الاستاذ الصادق الماجري ليعرض يوم 29 نوفمبر الجاري بسجن الكاف شريط سينمائي تونسي حول ظاهرة العنف ضد المرأة لتقدم عيساوية الكاف عرضا فنيا لنزلاء سجن الدير يوم 6 ديسمبر القادم فيما يقدم الاستاذ مراد الخضراوي يوم 11 ديسمبر القادم وبفضاء مركز الاصلاح بالسرس مداخلة حول “الثقافة والهوية الوطنية التونسية” ليعرض يوم 21 ديسمبر القادم شريط سينمائي تونسي حول ظاهرة التنطرف والهجرة ويتوج هذا البرنامج بتقديم عرض تنشيطي بعنوان “البساط الطائر” من انتاج شركة دروب للانتاج المسرحي يوم ديسمبر القادم لفائدة أطفال المركز المندمج للشباب والطفولة بالكاف، وفق ما ورد بالصحيفة.