قال وزير الشؤون الخارجية، خميّس الجهيناوي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، ، “إن صورة تونس في الخارج متميّزة ومحل تقدير مختلف دول العالم، بفضل ما أنجزته من خطوات هامة جدا على درب الإنتقال الديمقراطي”.
وأضاف الجهيناوي اليوم الإثنين بالحمامات، على هامش افتتاح أعمال الدورة الثانية لندوة القناصل الشرفيين لتونس بالخارج والقناصل الشرفيين المعتمدين بتونس، أن “دور الدبلوماسية التونسية هو تفسير وإيضاح ما يحصل في تونس في هذه الفترة وهو جدل حول التموقع السياسي أكثر منه خلافات”، ملاحظا أن “ما يحدث هو مسألة طبيعية وظاهرة صحية، خاصة أن الجدل القائم يتم في كنف الحوار السلمي وطالما أن حل الخلافات يتم عبر صندوق الإقتراع”.
وبين أن عمل الدبلوماسية التونسية يرتكز كذلك على إبراز حرص تونس على إنجاز الإصلاحات والعمل على كسب الرهان الإقتصادي واسترجاع مكانتها إقليميا ودوليا، إلى جانب إبراز الحرص على أن تكون منصة متميزة للإستثمار في تونس وانطلاقا منها نحو إفريقيا.
وبخصوص العلاقات التونسية الليبية قال وزير الخارجية: “إنها علاقات متميزة ونعمل على مزيد دفعها حتى تسترجع ليبيا مكانتها في العلاقات الإقتصادية لتونس”، معبرا عن أسفه لتراجع هذه المكانة، بعد أن كانت ليبيا الشريك الإقتصادي الثاني لتونس قبل 2011.
وذكّر بأن “تونس تقوم بدور أساسي وهام جدا، باعتراف الليبيين، باختلاف توجهاتهم، في التقريب بين وجهات النظر”، مؤكدا حرص تونس على “استرجاع حضورها في السوق الليبية وعلى مستوى التبادل التجاري” وعملها على “مواصلة حث رجال الأعمال الليبيين على الإستثمار في تونس والإستفادة من الإمتيازات الممنوحة للمستثمرين”.
ولاحظ أن التبادل التجاري مع ليبيا بدأ يتعافى، إذ بلغ خلال السنة الفارطة قرابة 800 مليون دينار، مؤكدا الحرص على استرجاع مستويات 2011 في مجال التبادل التجاري مع ليبيا والذي كان في حدود 2000 مليون دولار في تلك الفترة.
وعلى صعيد آخر أشار وزير الخارجية إلى أن ندوة القناصل الشرفيين لتونس بالخارج والقناصل الشرفيين المعتمدين بتونس، هي مناسبة لتقديم بسطة عن الوضع السياسي وما وصل إليه الإنتقال الديمقراطي في تونس وخاصة تركيزها على رفع التحديات الإقتصادية. وشدد في هذا الصدد على أهمية دور القنصل الشرفي في التعريف بالإصلاحات التي قامت بها تونس في السنوات الأخيرة في مجال الإستثمار والإصلاح الجبائي والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ودعا الوزير، القناصل المشاركين في هذه الندوة إلى “الإهتمام أكثر بالدبلوماسية الإقتصادية والمساهمة في استقطاب الإستثمار والعمل على طمأنة أصدقاء تونس وتشجيع السياح على زيارتها، خاصة بعد تحسّن الوضع الأمني بصفة هامة وجذرية”.
ومن جهة أخرى قال خميّس الجهيناوي في تصريح إعلامي بخصوص ملف الصحفيين التونسيين المختفيين الشورابي والقطاري: “للأسف لا جديد في هذا الملف، خاصة وأن لنا معلومات متناثرة وليس لدينا معلومات ثابتة”، مضيفا قوله: “نحن كدولة لا يمكن أن نعلن أشياء غير دقيقة وغير متيقّن منها”.
وأوضح في السياق ذاته أن “وزارة الشؤون الخارجية قامت بدورها وأجرت كل الإتصالات اللازمة والممكنة مع مختلف الأطراف الليبية ومع منظمة الأمم المتحدة. كما أرسلت وفودا إلى شرق ليبيا وغربها، لكن للأسف لا وجود للخبر اليقين لطمأنة أهالي الصحفيين الإثنين”، مؤكدا إصرار الخاجرية التونسية على مواصلة العمل من أجل اكتشاف الحقيقة بخصوص هذا الملف”.