سجّل مندوبية حماية الطفولة بالمهدية منذ بداية العام الجاري إلى موفى نوفمبر المنقضي “32 حالة اعتداء جنسي على أطفال”، وفق ما كشفه رئيس المكتب الجهوي لمندوب حماية الطفولة بالمهدية، مجدي العروسي، في تصريح إعلامي خلال فعاليات اليوم الجهوي التحسيسي لمناهضة الاعتداءات الجنسية المسلطة على الأطفال الذي نظمه، اليوم الاثنين، الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بالمهدية.
وأوضح العروسي، أن “عدد الحالات بالجهة قد فاق ما تم تسجيله خلال كامل سنة 2017 وهو 27 حالة مقابل 945 حالة وطنيا”، مشيرا إلى أن الاعتداءات الجنسية تطال على حد السواء الإناث والذكور دون 18 سنة بنسب متقاربة، إذ تشير الإحصائيات الوطنية لهذه الظاهرة أن الاعتداءات الجنسية على الأطفال تمس 65 بالمائة من الإناث و35 بالمائة للذكور.
وبيّن المتحدث، في ذات الإطار، أن أكثر الفضاءات تسجيلا لهذه الحالات هي العائلة وبنسبة أقل المحيط المدرسي، مضيفا قوله إن “الأشخاص الذين يفترض أن يوفروا الحماية للأطفال باتوا مصدر هذا النوع من الاعتداء”.
ولاحظ رئيس الهيئة الجهوية للجمعية التونسية لحقوق الطفل بالمهدية، محمد يسري قرعة، بالمناسبة، أن “سكوت أهل الطفل عن الاعتداءات وعدم تصور ارتكاب الأقارب لهذا الفعل يعدّ السبب الرئيسي لعدم التقدم بشكاية في الغرض لدى السلط القضائية أو مندوبية حماية الطفولة”.
وأشار قرعة، في ذات الصدد، أن المهدية تتميز بالبعد الجغرافي لجل المناطق عن مركز الولاية وبالعمق الريفي”، وهو ما يجعل الوعي بخطورة الاعتداءات الجنسية على الطفل من تحرش، واغتصاب، واعتداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي منقوصا”.
وأكد أن “غياب الوعي بحقوق الطفل، وطرق التقاضي، والخوف من الفضيحة الاجتماعية، يساهم بنسبة هامة في السكوت عن هذه التجاوزات”، مبرزا أن “الجمعية التونسية لحقوق الطفل وغيرها من الجمعيات المهتمة بشؤون الطفولة تبذل مجهودات ضافية للتحسيس والتوعية بهذه القضية لدى سكان الأرياف”.
وأشار إلى أن جمعيته تعمل على التكفل بقضايا الاعتداء الجنسي المسلط على الطفولة عبر المساعدة القانونية في مرحلة التقاضي والمساهمة في مصاريف العلاج البدني والنفسي للأطفال الضحايا.