تعطلت أشغال الحوار الوطني مجددا وسط هذا الاسبوع واختلف القوم مرة أخرى حول طريقة تنظيم الانتخابات ما بين مناد بالتزامن ومناد بالفصل ومابين من يسبق الرئاسية على التشريعية أو العكس…وبينما يطلق الأستاذ شفيق صرصار رئيس هيئة الانتخابات والمهدي جمعة رئيس الحكومة صفارات الإنذار حول الوقت المتبقي …
تعطلت أشغال الحوار الوطني مجددا وسط هذا الاسبوع واختلف القوم مرة أخرى حول طريقة تنظيم الانتخابات ما بين مناد بالتزامن ومناد بالفصل ومابين من يسبق الرئاسية على التشريعية أو العكس…وبينما يطلق الأستاذ شفيق صرصار رئيس هيئة الانتخابات والمهدي جمعة رئيس الحكومة صفارات الإنذار حول الوقت المتبقي والضروري لانجاز الانتخابات تتشتت الأحزاب شيعا وانتهت بعد اجتماع اللحظة الأخيرة يوم الجمعة 13 جوان إلى التوافق (12 مع وضد) على أن تسبق التشريعية الرئاسية . لماذا كل هذا الاختلاف وما يخفي تباين المواقف الحزبية في هذه المسألة التي عطلت طوبلا انطلاق الاعداد للإنتخابات؟
الجمبع في الحوار الوطني نظريا يريد انجاز الانتخابات وبأسرع وقت لإنهاء المرحلة الانتقالية الثالثة والإسراع بتوفير الظرف السياسي الملائم للبدأ في علاجات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة… ولكن كل حزب من الأحزاب العشرين المشاركة في الحوار له حساباته الخاصة بالطبع حول الاسبقية أو التزامن أو الفصل… فمن لديه مرشّح للرئاسة يدفع بإتّجاه أن تكون الانتخابات الرّئاسيّة قبل التشريعيّة لأنّ الحياة السياسيّة حينها ستتمحور حول مرشّحهم ويستفيدون من هذا التمحور خلال الانتخابات التشريعيّة، ومن يريدون إجراء التشريعيّة أوّلاً أو التّزامن ليس لهم مرشّح للرئاسيّة أو لا يريدون تقديم مرشّح مثلما علق أحد المشاركين في الجلسات الحوارية..
ولقد كانت النهضة من المنادين بالتزامن منذ الوهلة الأولى مختلفة في ذلك مع حركة نداء تونس التي تميل للفصل ولأسبقية الرئاسية.ويبدو أن حل أسبقية التشريعية جاء بضغط من الأحزاب التي لا مرشح لها للرئاسية والتي بالتالي تحبذ اجراء التشريعية مسبقا لعدم تأثير هذه على نلك. هذا علاوة على أن الرئيس المنتخب لن يمكن له تسلم مهامه إلا من المجلس النيابي المنتخب وبالتاي فمن حيث الناحية الاجرائية يجدر أن تكون التشريعية سابقة.
ولئن لم تعلن حركة النهضة بعد رسميا على نيتها في تقديم مرشح للرئاسة إلا أن المتابعين يجزمون أن الحركة لا بد أن تكون حاضرة إما عبر مرشح خاص من بين قادتها أو عبر مناصرتها لأحد المرشحين البارزين وهنا يتداول اسمي حمادي الجبالي كمرشح يمكن أن يجمع حتى من خارج صفوف الحركة أو نجيب الشابي …باسم الحزب الجمهوري…ويستبعد جدا أن تناصر الحركة منصف المرزوقي للخلافات المتواصلة معه ومع حزب المؤتمر.كما يستبعد أن تناصرالحركة مصطفى بن جعفر الذي بدأ من جهته في توسيع تحالفاته ليخرج من إرث الترويكا السابقة.
ومن الجانب الثاني في الساحة نجد حركة نداء تونس التي ترشح الباجي قايد السبسي انطلاقا من شعبية الرجل وتجربته وسمعته العالمية وانطلاقا من نتائج سبرالآراء الذي يتبوأ فيها السبسي المكانة الأولى منذ أشهر عديدة. بينما من المتوقع أن ترشح الجبهة الشعبية حمة الهمامي زعيم حزب العمال والشخصية الأكثر إشعاعا في قيادات الجبهة حاليا حتى وإن يستبعد جل الملاحظين فوزا معتبرا لمرشح الجبهة التي تظل في المرتبة الثالثة في كل عمليات سبر الآراء. ومن هنا تظهر أهمية مساندة حركة النهضة لأي مرشح لأنه سوف يتمكن بذلك من التعويل على المرتبة الأولى أو الثانية في الدورة الرئاسية الأولى.
لم أفهم شيء