“حرب الكواليس مخيفة” و”محرار المناخ الاجتماعي في ارتفاع .. الغضب الساطع آت؟” و”السياسة في أسبوع .. أسبوع المعارضات والاحتجاجات وعودة الارهاب” و”وسط اختلافات واسعة وتباين كبير في وجهات النظر .. هل يعود الفرقاء السياسيون والاجتماعيون الى الحوار؟” و”أين نحن من ملحمة بنقردان؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاحد.
لاحظت جريدة (الشروق) في افتتاحيتها اليوم، أن معسكري الازمة الماثلة قد اختارا المضي قدما نحو المواجهة اذ لا شئ في الافق يوحي بامكانية ركون الفرقاء الى التهدئة ونزع الاسلحة والمرور الى وضع السلم مشيرة الى سيل الاتهامات والادانات المتبادلة التي بلغ عدد منها أروقة المحاكم والقضاء بصنفيه المدني والعسكري ومرور سريع الى تنفيذ خطط هجومية في هذا الاتجاه أو ذاك ومنها خطط هجومية فجئية هي الان عند أطرافها بمثابة جس النبض لمعركة أشد تؤكد الكثير من المؤشرات أنه لا مناص منها وأن العمل حثيث عليها في الكواليس ترتيبا واعدادا واختيارا للمكان والتوقيت الملائمين على غرار ما حدث الخميس والجمعة المنقضيين في قطاعي توزيع المحروقات والنقل عبر القطارت.
واعتبرت أن حرب الكواليس والغرف المغلقة مخيفة لانها لا تظهر الا النزر القليل من الاجندات والمخططات فالمسكوت عنه لا يفتح الا على سيناريوهات الصدام والمواجهة وهدف القضاء على الخصم مرة واحدة لافتة الى أن الصراعات السياسية في تونس أبانت عن الكثير من الدسائس والمؤامرات والاكاذيب والاشاعات المغرضة والاتهامات الخطيرة جدا، وفق ما جاء بالصحيفة.
واعتبرت، ذات الصحيفة، في مقال بصفحتها الخامسة، أنه لا استقرار سياسي دون استقرار اجتماعي والعكس صحيح مبرزة أن هذه المسلمة تكاد تكون حقيقة ثابتة في ظل توسع الاختلافات واعادة انتاج مناخ شهدته البلاد قبيل انتخابات 2014 الامر الذي يؤدي الى التساؤل هل يدفع هذا السياق الفرقاء السياسيين والاجتماعيين الى تجربة الحوار مجددا؟.
وأشارت الى أنه بالعودة الى خمس سنوات الى الوراء يكاد يكون الوضع العام للبلاد مشابها لما نعيشه اليوم في عدة محاور وعناصر سياسية واجتماعية حيث كان منسوب الازمة السياسية عالي السقف بين الفرقاء السياسيين ويشقه اختلاف عميق بين السلطة المتمثلة في تحالف الترويكا والمعارضة يضاف اليه مناخ اجتماعي متوتر واضطراب أمني نتيجة تعاظم الارهاب ومناخات الفوضى وكل ذلك دفع الى اطلاق تجربة الحوار الوطني في أكتوبر 2013 والتي قادت الى انقاذ الانتقال الديمقراطي من منعرج السقوط الاخير.
وأضافت أن الحوار عموما ليس بتجربة مسقطة تفرض على الفرقاء السياسيين والاجتماعيين بل هي غاية تفرض وجود التنازلات من كل جانب وتسبقها حوارات تمهيدية وغيرها من التفاهمات التي تنمو بنمو وعي الفاعلين السياسيين بشكل خاص ولعل الدخول المبكر لجل الاطراف السياسية في سباق انتخابات 2019 سبب رئيسي في فقدان ثقافة التنازلات السياسية وتعاظم مناخات عدم ثقة الكل في الكل.
وأشارت (المغرب) من جهتها، الى أن الاستفهام عن القادم يفرضه ارتفاع درجة التوتر الاجتماعي والغضب الذي بدأ يتكثف في مختلف الاوساط الاجتماعية الى درجة أن سفينة تونس أصبحت بلا ربان قادر على التحكم في توازنها رغم تعدد الربابنة مبينة أنه مرة أخرى وبعد اعتصام الرحيل يحصل اجماع أغلب الفئات الاجتماعية على رفض خيارات السلطة في تسيير الشأن السياسي وفي معالجة المشاكل المتراكمة والازمة التي تعيشها البلاد وذلك بعد الانتهاء من التداول حول ميزانية الدولة لسنة 2019 والمصادقة عليها من مجلس نواب الشعب والدخول في نطاق المرحلة الاعدادية للاستحقاقات الانتخابية لسنة 2019.
وأضافت أن رقعة الغضب لم تنحصر في معارضي الشاهد بل شملت جزءا من النخبة والتي انخرطت فيها كل الفعاليات تقريبا بما في ذلك أنصار وأتباع النهضة المتحالفة مع يوسف الشاهد الذين انخرطوا في المسيرات الاحتجاجية ولم “يدخروا جهدا” في مختلف المنابر للاصطفاف الى جانب الغاضبين وكأن “لا ناقة لهم ولا جمل” في الذي حصل في مجلس نواب الشعب وفي تمرير قانون رفع السر المهني وبقية المسائل المثيرة للاحتجاج مبرزة أن هذا الموقف غير غريب عن حركة النهضة التي تسعى دائما الى الاحتكام الى قاعدة “الدخول في الربح والخروج من الخسارة” ومن أنها تواصل في نفس هذا التمشي الذي توقعنا بروزه بعد المصادقة على قانون المالية، حسب ما ورد بالصحيفة.
أما جريدة (الصباح) فقد اعتبرت في ورقة خاصة، أن هناك أكثر من سبب يدعو الى استعادة ملحمة بنقردان الوطنية في خضم ما عاشت على وقعه البلاد خلال الساعات القليلة الماضية وما رافقها من صمت رسمي لا نجد له أي تبرير مبينة أن ما حدث يمكن وصفه بالزلزال في المشهد الامني الراهن وتداعيات هذا الزلزال لا تقاس، وفق تقدير الصحيفة، بعدد الضحايا فحياة أي مواطن تساوي حياتنا جميعا فكيف عندما يتعلق الامر بمن يحملون السلاح ويوفرون للتونسيين الامان والحماية من كل المخاطر؟.
وأضافت أن عملية سبيبة المزدوجة ليست الاولى من نوعها وقد شهدت القصرين في الصائفة الماضية عملية مماثلة استهدفت أحد البنوك في الجهة وهي عملية تتم في وضح النهار لتمر، وبعد السطو على حصيلة المعاملات، الى استهداف الشهيد خالد الغزلاني في بيته بما يعني أن للشبكة الارهابية أعينها ورادارتها التي وفرت لها كل المعلومات بأن المنطقة آمنة وأنها لا يمكن أن تخشى الوقوع في أي نوع من المواجهة أو التصدي لاهدافها لتمضي الى تنفيذ الانتقام من العون المغدور الذي ظل يتحدى الارهاب ويجاهر بمواصلة الحرب على أعداء تونس وتعود على مهل الى معاقلها دون أن تخشى الملاحقة، حسب ما ورد بالصحيفة.